سيّر حزب المؤتمر السوداني بولاية الخرطوم مسيرة حاشدة عشية الذكرى السابعة والعشرين لإنقلاب الإنقاذ المشؤوم. وإنطلقت المسيرة من صينية القندول وسط الخرطوم وشقت الطرقات مرددة هتافات مناهضة للنظام ورافعة لافتات منددة بنظام الإنقاذ وصوراً ترفض حكم البشير واخرى لمعتقلي الحزب والحركة الطلابية وشعارات تطالب بإطلاق سراحهم والقصاص من مرتكبي الجرائم في حق الشعب السوداني. ووصلت المسيرة إلى إستاد الخرطوم حيث أقام الحزب مخاطبة أمّها جمع غفير من المواطنين. واستعرض المتحدث في المخاطبة سيرة البؤس التي استمرت طوال سنوات حكم انقلاب الإنقاذ مؤكداً انه يقود البلاد حثيثاً في طريق الإنهيار ودعا متحدث الحزب لتصعيد العمل الجماهيري المقاوم للنظام لإخراج البلاد من الكوارث التي قادتها لها سياسات النظام الحاكم، كما وزع الحزب بياناً للجماهير ننشره أدناه . في ذكرى السرقة الكبرى للوطن : لا خيار سوى البقاء بيان سياسي فى مثل هذا اليوم من العام 1989م تحركت دبابات الجبهة الإسلامية القومية مع الفجر لا لتستولى على السلطة بانقلاب عسكرى، ولا لتطيح بالحكم الديمقراطي الذى استعاده الشعب بعد نضال مجيد ضد دكتاتورية نظام مايو فحسب ولكن لتسرق الوطن وتبيعه أرضاً وشعباً في سوق النخاسة. عام يمضي وراء عام وبلادنا تقدم كل يوم وليلة شهيداً و معتقلاً ومعذباً و مفصولاً على أيدي العصابة وهى تناضل من أجل استعادة الوطن المسروق، وآخرهم الشهيد هاشم السنوسي الذي سقط يوم الإثنين الماضي برصاص طائش أطلقه عسكر النظام في زالنجي لينضم إلى رتل من الشهداء ممن قدموا أرواحهم فداء للوطن لتعود إلى الآباء نظرة الفخر وإلى الأمهات زغرودة الفرح وإلى الأبناء والبنات الحاضر والمستقبل. كان يوماً مشئوماً ذلك الذي سمحنا فيه للجبهة الإسلامية بالإستيلاء على السلطة و كانت أياماً من جحيم تلك التى حكمتنا فيها سلطة أهلكت الزرع وزرعت الجوع وسقته بالدماء وحصدته بدموع الجوعى والمرضي فكان حصاد سنين القهر إنقساماً للبلاد ، خسرنا فيه قبل كل شيء قدرتنا على التعايش السلمي والتسامح الوطنى فمضي جنوب السودان تاركاً خلفه دولة تحكمها عصبة وتديرها بعقلية العصابات وشعباً يقاتل من أجل الحرية فتقتله لقمة العيش ورصاصات الغدر والقمع. لم يعد لدينا ما نخسره بعد أن خسرنا الكرامة و لقمة الخبز والمستقبل وبعد أن أصبح أمننا في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق مستباحاً وبعد أن أصبح اللذين يريقون الدماء ويغتصبون النساء فرساناً تتهادى ركائبهم في الجنوب والوسط والشرق والغرب والشمال. فى هذه الذكرى المؤلمة، ذكرى إنقلاب الإنقاذ نحيي بكل فخر وإعزاز الرجال والنساء والأطفال الذين استشهدوا بايادي النظام الغاشمة والغادرة، نحيي عائلاتهم التى تستقبل الأيام وهى تنتظر القصاص وفجر الخلاص، نحيي رفاقهم اللذين يمسكون بالجمر ونحيي كافة مواطنى البلاد الذين يناضلون بكل الطرق من أجل استعادة الوطن، ونحن إذ نحيي ذكرى الشهداء ونخاطبكم في هذه المناسبة يحدثنا أمل مبنى على عمل أن تكون هذه آخر ذكرى نزرف فيها الدموع وذلك بالعمل الجاد والنضال اليومى لكل شخص في منزله ومكان عمله من أجل إسقاط النظام الذي سرق الحاضر والمستقبل وحتماً ستنتصر إرادة الشعوب وما طال ليل إلا وانبلج فجر عقبه. حزب المؤتمر السوداني ولاية الخرطوم 29 يونيو 2016م.