تذكرت اليوم رأيا قلته قبل اكثر من عشرة سنوات لمديري السعودي ، ذلك الرأى الذى كاد ان يتسبب فى فصلى من العمل وتسفيرى الى بلدى لولا تدخل بعض العقلاء ، والقول كان فقط رأى لا اكثر ولا اقل ، ولكن الامور هناك لها احيانا تقديراتها العبثية ! كلما قلته فى نقاش عادى ذٌكر فيه الأتراك وقلت ممتدحا لهم كشعب: ان انتقال الخلافة الاسلامية من العالم العربى الى تركيا لم يأتى بمحض الصدفة ، لأن هولاء الأتراك هم كالفٌرس تماما شعوب عظيمة … فقط قلت هذا الرأى والذى يقبل الحطأ والصواب بالطبع وجرى ما جرى ……… ولكن خلونا فى حدث اليوم ، والله انه لمنظر رائع ولوحة للتاريخ تلك الصورة التى يلقى فيها رجل الشارع التركى متعارضا بجسمه أمام الدبابة فى مناهضة الانقلاب الفاشل وفحوى الرسالة هى : اذا اردتم يا عسكر ان تحكموا بتقويض الديمقراطية فافعلوا ذلك ولكن على اجسادنا ……. يا يا يا اااااااه ما أبلغها رسالة وما أقواها ؟ انا اجزم ان تلك الصورة لوحدها كانت مسئولة بدرجة مقدرة لإجهاض هذا الانقلاب فى تركيا . يجب ألا نخلط المبادئ بالعواطف التى لا تسندها ادنى منطق ، والمبدأ هو عدم العمل ضد إرادة الشعوب ، لأن الشعوب كلما يربطها مع من يجلس فى كرسى الحكم ، ان الجالس هناك يلزمه فقط العمل لمصلحة البلد والشعب وفق برنامجه المعلن ، بصرف النظر عن اسم تنظيمه الحاكم ، وما فيش تنظيم سياسى حاكم منزه عن الأخطاء ، يوم ما انحرف عن خدمة الشعب ومصلحة البلاد سيقرر الشعب فى مصيره فى انتخابات حرة ونزيهة . الخلط بين المبادئ والعواطف الذى اعنيه هو من يقول ان النظام فى تركيا اسلامى وبالتالى لا بد له ان يذهب ولو بالانقلاب العسكرىً ، هذا خلط بين و خطل وهراء . فالتأتى اليوم حكومة ديمقراطية فى الخرطوم تحت اًى مسمى اسلامى / شيوعى / علمانى / وخلوها تقدم ما قدمته تركيا لشعبها تحت من يسمونهم الإسلاميين الان ، مثل هذه الحكومة تجد الكل يقف من ورائها . قد يذكر بعضكم عن احصائية بإنجازات تركيا الاقتصادية فى عهد اردوغان نٌشرت قبل فترة ليست بعيدة وتداولها الناس باعجاب منقطع النظير ، فهى إنجازات لا يمكن تصورها خلال فترة ليست طويلة بالمقارنة لعمر نظام الانقاذ الذى فى عهده تم تدمير البلاد ونهبها ، وشتان بين حكم اسلامى هنا وهناك لان الامر ليس باللباس الذى يتدثر به الحكام ولكن باخلاص من فى السلطة لخدمة الشعب كسرة : وبعدين انتو زعلانين ليه من كلام عبد الله قول ؟ الراجل قال الكلام دا (لسنا فى افريقيا حتى نقبل بالانقلاب) وواثق من شعبه ومن جيشه ، والاثنين اثبتا جدارتهما ، شعب شغوف للديمقراطية ولا يحيد عنها وجيش وطنى قبل بتعليمات قياداته المتامرة ونزل الشارع ولكنه لم يأذى الشعب لانه يدرى ان الشعب على حق ، واحنا موقعنا وين من مثل هذا الموقف ؟ جيشنا قضى عليه البشير واستبدله بالمليشيات والمرتزقة ، عشان كدا برضو الواحد يعذر الشعب احيانا ، والا كدا خلوا زول زى حميدتى يتلقى تعليمات محمد العطا بسحق المتظاهرين ويجى مواطن يرقد ليه قدام اللاندكروزر حقته والله الا يلقطوه لحمة مفرومة ، محن ! محمد بشير ابونمو لندن [email protected] 16 يونيو 2016