إحباط محاولة تهريب (200) كيلو غرام من العقارب الميتة عبر مطار الخرطوم، كان هو العنوان الذي تصدر صحف الأمس، وخبر عن إحالة رئيس شرطة الجمارك اللواء شرطة د. عبد الحفيظ صالح الى محكمة الشرطة، بعد رفضه توجيهات مدير عام الشرطة لإلغاء كشف تنقلات لضباط الجمارك، ويأتي انعقاد المحكمة بعد رفض السيد مدير عام الشرطة لتدخلات جهات حكومية نافذة لرفع الإيقاف. الذي يثير الانتباه أن هذه الإجراءات تزامنت مع تصدر أخبار الجمارك لعناوين الصحف ليومين متتاليين، بالأمس أعلنت إدارة الجمارك إحباط محاولة تهريب (200) كيلو غرام من العقارب الميتة كانت في طريقها الى إحدى الدول الآسيوية للاستفادة من سمها لتصنيع بعض الأدوية، في مخالفة لقوانين الاستيراد والتصدير وقانون الحياة البرية، السيد العميد شرطة محمد البدر السناري قال إن الضبط يأتي في إطار الجهود المبذولة من قبل الهيئة لمكافحة تهريب السلع الواردة والصادرة، وسد الثغرات والحفاظ على ثروات البلاد وصحة وأمن المجتمع من كافة المخاطر المحدقة به. الجديد في نشاط الجمارك هو إحباط تهريب (200) كيلو غرام عقارب ميتة، ولما كان قانون حماية الحياة البرية قد جوز للمدير العام لشرطة الحياة البرية أن يعلن بأن أي حيوان بري في منطقة معينة يعتبر آفة يجوز صيده كما يجوز للمدير منح مكافآت يحددها في ذلك الأمر لإبادة أي آفة، فلم يتضح بعد أن كانت هذه العقارب في تفسير القانون تعتبر آفات أم لا ؟ كما أن إدارة الجمارك في وصف العملية بأنها حفاظ على الثروة القومية، فهل تعتبر العقارب من الثروة القومية؟ وليس واضحاً عما إذا كانت هذه الكمية الضخمة من العقارب نتيجة عمليات (صيد) للعقارب، أم إنتاج لمزرعة عقارب؟ وبالطبع فإن الجمارك ولأغراض التحفيز أو السجلات تعمل على تقييم المضبوطات المصادرة، الثابت أن لا أحد يستطيع أن يقرر قيمة هذه العقارب، وهل هي من الأصناف المسجلة في تعريفة الجمارك؟ وعما إذا كان من المفيد اقتصادياً أن تصدر حية؟ في كل الأحوال وبعد مراجعة القوانين لا يوجد ما يفيد بمنع صيد العقارب أو قتلها أو تصديرها، كذلك لم نجد لها أي تصنيف بيئي أو اعتبارها من الحشرات، وتوصيفها علمياً من العناكب، خلال العامين الماضيين توفي عشرات المواطنين من جراء لدغات العقارب في مناطق مختلفة من البلاد، في الشمالية يلاحظ ازدياد أعداد العقارب في المناطق المتأثرة بسد مروي وقرى التوطين ومناطق أخرى في دارفور والنيل الأبيض مع تعذر الاحتفاظ بالأمصال لفترة طويلة بسبب عدم توفر الكهرباء، وتفيد الإحصاءات بوجود حوالي (850) نوع من العقارب في السودان، منها (6) أنواع تعتبر سودانية خالصة، ولا توجد في أي مكان آخر في العالم، في الأشهر الماضية لم يلتفت أحد الى أحاديث راجت عن جهات آسيوية تجمع أنواعاً معينة من العقارب في مناطق تعدين الذهب، والعهدة على الراوي فإن هذه العقارب تأكل حبيبات الذهب، وتقدر قيمتها بعد تسليط الضوء عليها ومعرفة ما في بطونها من حبيبات ذهبية، وربما هناك بعض من الحقيقة أو سر آخر جعل بعض المعدنين يعملون ليلاً في اصطياد العقارب، تنبؤات برج العقرب لشهر يوليو (لا تدع العصبية والقلق تفسد الصحة العامة، تحديات خطيرة في مجال العمل، سوف تحاول حل كل المشاكل مرة واحدة، لكنها ستتشابك أكثر مع المهام المعقدة جاعلة الأمور أكثر صعوبة خصوصاً بالنسبة الى موقعك في العمل، ابحث في ضميرك، لا تتخذ قرارات غير واقعية ولا يمكن تنفيذها)، هل تستطيع الجمارك إثبات أن الهدف من تصدير هذه العقارب بغرض الاستفادة من سمها لتصنيع الأدوية؟ الجريدة