حول خارطة الطريق …………………….. غايب ..نراهُ حضورك …! في مقامات الحبور … وسير التضحيات … مكتوب بخليط الدمع الحلو مر ..! لم يكن شعبنا من الذين يستكينون للظلم والظلمة ..حين شاهد الناس كيف تتم مقاومة الانقلاب في تركيا … تداعت الي الاذهان سيرة المتاريس … وليلة المتاريس …التاريخ حيٌّ لا يموت ! وحين تباهي الربيع العربي بشهدائه … فتح اكثر من مائتي شاب وشابة صدورهم للرصاص في سبتمبر … لنا في خدمة الاستشهاد من اجل الحرية ووطنها … عرقُ … ! ولطالما إلتقيت في السجون والمعنقلات … بمناضلين اشاوس لا يهمهم عظم الثمن … يضحكون والقيد يُدمي الجسد و لكنه يداوي الروح … يجوعون حتي لا يأكلون من سحت البغي وان كان ..مجرد تصريح ! ولطالما إلتقيت في المطارات .. بمنفيين ..اجباريا واختياريا … حين ترفض العزة السودانية الاصيلة ..الانصهار في اي مسلكٍ مُذل ..ولو كان محض ابتسام .. في وجه ظالم ! وعدُّ المتعففين عن سيرة الانقاذيين ومسيرتهم واتياعهم والسكون اليهم … عذّهم صعب … ان لم يكن مستحيل … عرّش فوق ابوك يا دود ..واحسب لي تمانية جدود …!!! بالأمس ..والهواتف لا يغمض لها جفن ..وصناديق البريد تفيض وتنثني … فج ذاك الظرف … شهابٌ من الحبور سريع .. لمع سريعا ومرّ سريعا وخفت سريعا ..لكنه ..بأمر ربه …كان رجوما لقسوة المنافي ..حين تتزوج اينتك ..وانت اباها ولست وكيلها امام الماذون … حين تصبح ابنتك عروس فواحة الرياحين ..ووالدتها الي جوار الكريم ..وانت اباها الي جوار نضالك وصمودك …حين تُحرم من لحظة …جيبوا غدا هنا .. ولحظة خلاض عقدنا ..ولحظة ان يفج ثوب الزفاف الابيض الحضور ..ويستلم المجال … حين يغيب عن اذنيك صوت الزغاريد ..زغاريد طالما انتظرتها يا حبيب ..ان تستقر في اذنيك وبصرك علي سهاد ..قادلة علي ايد شريكها في الحياة … لكنها الاقدار ..حين يصنعها صاحبها ولا تُطوّعه … و لله الحمد ..وعند الله ثواب المُحسنين … بالامس ..تم عقد قران سهاد الحاج وراق علي العريس مجاهد … والفرح حاضر … والسعادة بي فالها قاعدة ..والبركة بي خدارها حارسة … والزغاريد أُسري بها عبر نيلٍ خالد ..طافت من منبعه وحتي المصب … طرّزتو كلوووو زفاف … والعديلة كهتاف يا سارية الجبل … عبرت وقلحت … والزين ..الزين ..الحاج وراق الزين .. يبتسم في حضور ويضحك بصدق ..صدقٌ هو كل اسمه و سمته ورسمه وسيرته .. قالت رباح الصادق في عديلة الجرتق … غيابك ..نراه حضور .. ! يا حاج يا حبيب مبروك … انا والله غلبني ابارك ليك لحظتها ..مع اني تبّيت حفيان معجول … لكن عبرة خنقتني واقعدتني .. فقلت لن ابارك الا وانا خفي الدمع حاضر البهجة والسعادة … مبروك يا سهاد … واعفي لينا ..علّ الله يبدّل غيابنا وصبرنا عليه … فرحةً مؤجّلة … تدوم ولا تنقص .. تبقي ولا تنفض … و ..ما كان ابوك بخيل …! عديلة ..وبيضا ..تقدم وتبرا.