* ربما تحقيقاً لشهرة مؤقتة؛ تجد كثيراً تصريحات مفكوكة دون أرجل؛ عسى أن ينال أصحابها بعض الثناء على اللا شيء..! وبأسلوب (واحدة بواحدة) طالعنا تصريحاً يخص أحد نواب البرلمان السوداني يطالب فيه بإشراك شباب (المنطقتين) في وفد التفاوض الخاص بولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان (أسوة بوفود الحركات المسلحة) كما جاء في الخبر.. و.. (لفت النائب صبري خليفة إلى مقدرة الشباب في إحداث اختراق في المفاوضات وتحقيق السلام الشامل). * يقصد المفاوضات التي بدأت لكي لا تنتهي إلى شيء كما يبدو بين الحكومة وبعض أطراف المعارضة السودانية المسلحة.. أما ترجيح (عدم انتهائها) فيرجع ببساطة إلى (عدم انتهاء النظام الحاكم!).. فالسلام بقدر ما هو نعمة لأهل الأرض المنكوبة بالحرب والسودان عموماً؛ بقدر ما هو مكلف للحكومة التي تختار مفاوضيها على أساس (ما يُرجى من فشلهم في الوصول إلى اتفاق)..!! * لو انتبه النائب إلى مشاكل منطقته بعيداً عن (وعورة) المطالب الهوائية الخاصة بالتفاوض؛ وأحدث (اختراقاً) لصالح دائرته في الخدمات الضرورية؛ فذلك ما يحمد عقباه..! فإذا كان كبار السن داخل النظام الحاكم انعدمت فيهم الحنكة والحكمة وتوفر لديهم روغان الثعالب؛ فما المؤشر إلى اختراق يُرجى من شباب النظام؟! المسألة أعقد من سياسة (تكبير الكوم) على حساب (الكيف!).. فالسلام لن يأتي إلاّ بشرطه الأول؛ وهو توفر رجال سلام (حقيقيون) مع إرادة غلابة لتحقيقه..! * في شأن السلام؛ تعالوا نتبين هذا الخبر (الطريف) وليس الغريب..! فحيثما حل أمين حسن عمر (المفاوض الحكومي) انتظرنا العثرات في أزقة السلام الضيقة (هذا من غير شماتة!)..! فإن لم يكن ثمة أمين فلا بد من (أمين) آخر..! هل هي صدفة أن يكون أمين متقلباً بين فشل (إدارة) الصحف والإعلام وبين فشل (تدوير!) السلام؟!! * في خبر "الجريدة" يقول أمين: (لاحوار مع متمردي دارفور إلاّ على أساس وثيقة الدوحة للسلام.. موضحاً أنه إذا أرادت هذه الحركات الإتفاق على وقف عدائيات فعليها أن تحدد مواقعها، وزاد بالقول: لا يمكن وقف العدائيات دون تحديد مواقع القوات العسكرية). * هل تبينتم وجه (الطرافة)؟!! علماً بأن الخطاب ليس لأطفال (الكشافة) المحترمين؛ بل لقوات تحمل الأسلحة..!! * هل أمين وجماعته (بذكائهم العالي!) لا يستطيعون تحديد مواقع القوات المعنية؛ أم المسألة (تعقيد) وإدعاء كياسة فقط؟! * هل توجد قوات أصلاً يخشونها؟! فقد (اخترقت) آذاننا العبارات الرسمية التي تؤكد (إندحار التمرد!).. فلماذا يُخشى (المُندحِر)؟! * السؤال ل(علماء المؤتمر الوطني والخبراء الوطنيين): ما أهمية هذا المطلب في المفاوضات طالما أن قادة الحوار هم أهل الحل والعقد وليس (مواقع قواتهم!)؟! * قادة هذه القوات الذين يتفاوض أمين وأمثاله معهم؛ ألا يمثلونها وتأتمر بأمرهم؟! أم (القوات شيء) وقادتها (شيء آخر)؟! السؤال ليس بسبب (عبثية!) الطلب؛ بل بسبب (طرافته!) كما قلت..! * السؤال الأخير (للنائب الذي نادى بإشراك الشباب في المفاوضات).. هل تعتقد أن الحكومة ترغب في (مساعدين شباب!) لاختراق المفاوضات؛ ولديها (المُخترِق العبقري!) أمين حسن عمر؟! خروج: * إذا كان تحديد مواقع القوات العسكرية للحركات المسلحة يرقى بأن يكون لبنة لسلام مُنتظر؛ فما "أوْجَه" الطلب وما أوجب الترحيب به.. لكننا كما يبدو أمام (شِبَاك) يسهل نسيجها مراراً بأيدي النظام؛ ل(قبض الريح) وإفلات السلام.. فالأخير محسوب لدى جماعة السلطة بحساب (الكُلفة) التي تعقبه؛ وليس بحساب (الحرب) طالما بَعُدَت عن قصورهم..!! أعوذ بالله الجريدة