تداولت اجهزة الاعلام العالمية المختلفة اليوم خبرا منقول عن بعض القنوات الايرانية والعراقية يتحدث عن سقوط اعداد كبيرة من القتلي في صفوف ماتعرف باسم منظمة داعش الجهادية وورد في نفس الخبر ان من بين هولاء القتلي طبيبة سودانية او طالبة طب بريطانية من اصل سوداني في رواية اخري. لم تكن هذه هي المرة الاولي ونتمني ان تكون هي الاخيرة وهذا ماظل يحدث بين الحين والاخر وهو ان بعض فلذات اكباد اهل السودان اصبحوا يتسللون الي بؤر الفوضي والحروب الدينية والطائفية في سورياوالعراق مدفوعين بعاطفة دينية عمياء ومتاثرين بمشاهد الفظائع الغير مسبوقة في تاريخ العالم المعاصر التي تتناقلها مواقع الميديا الاجتماعية وهم لايدرون انهم يدمون افئدة اهلهم وذويهم ويحطمون قلوبهم بهذه التصرفات المندفعة حتي وان حسنت نياتهم والله اعلم بدوخلهم. اغلبية الناس في السودان مع شعب العراق ومع حقه المشروع في الدفاع عن اراضيه وسيادته ورفض نتائج الاحتلال الغير قانوني والغير مشروع لدولة العراق مع الرفض للنتائج التي افضي اليها. لقد دعمنا من قبل كل نضال الشعوب الحرة في بلاد العرب والعجم في قارات العالم الخمس وحقها في التحرر والاستقلال وسجلنا مواقف متميزة في مناهضة الفصل العنصري علي كل الاصعدة ولكن ماتقوم به فلول الردة الحضارية التي اختطفت حق الشعب العراقي المشروع وانابت عنه في التعبير بهذه الطرق البشعة في الحرق والهدم والتنكيل بالناس والتشفي وقطع الروؤس والقتل علي الهوية امر مرفوض ونحذر من عواقبه الوخيمة التي اصبح يسدد ثمنها ملايين الضحايا الابرياء الي جانب تحول الامر الي تهديد خطير لامن وسلام العالم في ظل الادارة الرعناء للازمات من بعض كبار الغابة الدولية. نحن في السودان لانعيش في جزيرة معزولة عما يجري في بلاد العالم وهكذا كان السودان عبر تاريخ طويل ومنذ استقلاله حاضرا في القضايا والتطورات الدولية في اداء سياسي منضبط ورفيع تسندة دبلوماسية مهنية محترفة وحركة سياسية وجماهيرية واعية دعمت نضال الاحرار في كل مكان وحق الشعوب في النضال ضد العنصرية والاستبداد والاستعمار بكل اشكاله ومايجري في سورياوالعراق الراهن ليس استثناء ولكن للاسف الحركة السياسية السودانية تعاني من عطب مزمن ومن حالة الفراغ السياسي بطريقة اثرت سلبا حتي علي التعاطي مع الاوضاع الداخلية اما من هم علي سدة الحكم في سلطة الامر الواقع في الخرطوم فقد اصبحوا مكبلين بقرارات دولية ويتم التعامل معهم بالقطعة وعند الضرورة مثل اي مقاول انفار ونتمني ان يتم توضيح الموقف من مجريات الامور في العراق والعودة الي جذور القضية وتوجية نداء الي الشباب بسلوك الطرق السلمية في دعم نضال الشعب العراقي ضد افرازات الاحتلال والغزو الغير مشروع والهمينة الايرانية الباطنية والحرب الطائفية التي تدور في ظل معالجات غير اخلاقية من النظام العالمي الراهن ودوله الكبري وذلك عبر المعارض والملصقات والمنشور السياسي والحركة الجماهيرية الواسعة وليس بالانضمام الي المحرقة المعاصرة التي باتت تهدد امن وسلام العالم في الصميم. لاتوجد منطقة وسطي عندما يتعلق الامر بحق الشعوب في رفض البلطجة وانتهاكات القوانين الدولية والافراط في استخدام القوة وماحدث في العراق امر واضح ولكن المطلوب ايضا تطويق حالات الهجرة الاندفاعية من صغار السن المتاثرين باساليب الدعاية الدينية وفكر المنظمات التي تعيش خارج التاريخ وهم يعتقدون انهم يحسنون صنعا بمخادعة اهلهم وذويهم وقتل انفسهم والله اعلم بنواياهم وكلهم صلة رحمنا الوطني اذا جاز التعبير وفيهم ابناء للجار والاهل والصديق والعشيرة ويؤلمنا مايحدث لهم عندما يسلكون طرق لاتنجسم مع الواقع في دعم نضال الاخوة والاشقاء وانصار الحرية في كل مكان وللاسف الحركة السياسية العراقية السلمية والمدنية نفسها تعاني مما نعاني من التشتت وعدم واقعية الخطاب السياسي واشياء اخري تعوق اتصالها بالعالم وشرح قضيتها والحصول علي الدعم الاممي لحقها في تفكيك الدولة الطائفية القائمة هناك والمؤسسات والمنظمات والمليشيات الدينية المتصارعة حيث يحترق شعب العراق بكل مكوناته بين نيران المنظمات الدينية المتصارعة شيعية وسنية . www.sudandailypress.net