الخليل: مديونية مزارعي القضارف للبنك الزراعي ترليون جنيه ونصف حيدر البدوي: تم قلع أشجار غابة الفيل هذا العام واستخدام أراضيها للزاعة بخيت: زراعة السمسم هذا الموسم خاسرة وبالأرقام عادل البدوي: الذرة سلاح يمكن أن نؤثر به على دوال الجوار . يحيى : منظمة زوا أفشلت الموسم بقرية الحمرة وأضاعت أموال المزارعين حيدر البدوي: ديوان الزكاة يخالف القانون ويستخرجها دون خصم التكاليف تقرير: جعفر خضر بلغت مديونية مزارعي القضارف للبنك الزراعي ترليون جنيه ونصف ترليون ، والذين سددو جزئيا تبلغ نسبتهم 30% والذين سددوا كليا 10% ، وأضاف الخبير الزراعي الباشمهندس مصطفى السيد الخليل في فعالية (الراهن الزراعي وآفاق الحلول) التي نظمها منتدى شروق الثقافي السبت الماضي (27/8/2016) بقاعة عدنبالقضارف أضاف أن الراهن الزراعي بالقضارف يبيّن أن 88% من أراضي الولاية تمت زراعتها بمحصول الذرة ، وأن الولاية تعاني من تكدس المحاصيل القديمة وغياب مؤسسات المزارعين والتهريب وارتفاع أسعار المدخلات وانخفاض قيمة الجنيه . ومن ناحيته قال الأستاذ حيدر عبد اللطيف البدوي أحد كبار المزارعين بالولاية في ذات الفعالية أن التمويل هذا العام شروطه قاسية تتضمن التعاقد والرهن وتسديد مديونية العام السابق ، وذات الشروط تنطبق على التمويل الأصغر ، وقال أن المزارعين "ناموا بالدين القديم" ، ووصف العلاقة بين المزارعين والبنك بحوار يقول فيه أحدهما "أنا لابد ليك" فيرد الآخر "شااايفك"! ، وشدد على أن المزارعين يوقعون على العقد دون قراءته للحصول على التمويل . وأكّد البدوي على عدم قدرتنا على منافسة السمسم الإثيوبي ، الذي يُزرع في الأراضي السودانية المغتصبة أو المستأجرة ، لأننا نبيع في سوق واحدة وعلى المزارع السوداني زكاة بخلاف المزارع الأثيوبي . وأكّد البدوي على أن ديوان الزكاة لا زال يرفض تطبيق مادة القانون التي تنص على استخراج الزكاة بعد خصم التكاليف ، والتي تم تضمينها القانون بواسطة المجلس الوطني وفقا لفتوى من ديوان الافتاء ، وقال البدوي أن هيئة علماء الولاية أصدر فتوى تنص على استخراج الزكاة بدون خصم التكاليف . وقال البدوي أن نصاب الزكاة 51 كيلة ولكن ديوان الزكاة يتحصل من صغار المزارعين الذين ينتجون دون ذلك . وزاد البدوي أن هنالك مشكلة عمالة وتوقع أن يطلب العامل الأثيوبي أو الجنوبي 200ج لحصاد الأردب في حين سيكون سعره في حدود 400ج . وقال البدوي أن صاحب عصارة الزيت التقليدية بأي سعر سيربح عكس المصانع التي ترتفع فيها تكلفة الانتاج . ومن ناحيته قال الخبير الزراعي المهندس مجدي أحمد بخيت أن الأراضي المستهدف زراعتها هذا العام 8 مليون فدان والإنتاج المتوقع 16 مليون الفدان ، وقال أن زراعة السمسم خاسرة إذ أن تكلفة 3 قنطار سمسم تبلغ 1561 جنيها بينما يتوقع أن يكون سعرها 1125 جنيها فقط . وقال أن تكلفة انتاج 3 جوال ذرة تبلغ 678.4 جنيها ويبلغ سعر ذات الجوالات الثلاثة 750 جنيها . وزاد أن صغار المزارعين يبلغ عددهم 114 ألف مزارع ويستحوزون على 20% من أراضي الولاية الزراعية . وقال بخيت أننا فقدنا سوق الفول السوداني من ثمانينات القرن الماضي بسبب المبيدات والأسمدة وتوقع لهذا الموسم إعسار وفرة . ومن ناحيته توقع المزارع عادل مصطفى البدوي أن يبلغ انتاج هذا العام 20 مليون جوال ، وقال أن الدولة بدلا من أن تدعم المزارع "تشيل" منه ودعا لأن ترفع الدولة يدها عن المزارعين ومعالجة أمر الزكاة ، وقال أن الذرة سلاح يمكن أن تؤمن بها جوعك وتؤثر به على دوال الجوار . ومن جهة أخرى قال الأستاذ عبد اللطيف يحي جعفر أحد صغار المزارعين أن منظمة زوا الممولة من الاتحاد الأوروبي ومنظمة زينب جاءت إلى قرية "الحَمْره" الموسم الماضيي وأخذوا مليون جنيه عن زراعة كل ساعة (الساعة = 5 فدان) لتنفيذ زراعة حديثة مع وعد بأن الفدان الواحد سينتج 50 جوالا ، ولكنهم بدأوا الزراعة متأخرة واستخدوا مبيد قضى على الأخضر واليابس ، ففشل الموسم وضاعت أموال المزارعين الذين لم يتم تعويضهم ولم يسأل عنهم أحد . ووصف المهندس مجدي أحمد بخيت ما حدث في قرية الحمرة بحالة استثنائية نتجت من شراء المبيد من جهة مجهولة . ومن ناحيته شدد جعفر خضر (كاتب هذا التقرير) على ضرورة إعادة التوازن بين الغابات والمراعي والمشاريع الزراعية ، ودعا إلى نزع الأراضي التي تم امتلاكها بدون وجه حق على مرّ الأنظمة السياسية الحاكمة ، ومن ثم إعادة إحياء الغابات ، وتحديد المناطق الرعوية ، ورأى ضرورة انحياز الدولة إلى صغار المزارعين باعتبار أن العدالة في التوزيع أحد شروط التنمية ، خاصة وأن انتاجية صغار المزارعين أكبر من إنتاجية كبارهم . ولحل مشكلات الزراعة المعقدة أوضح الخبير الزراعي الباشمهندس مصطفى السيد الخليل أن الحلول تكمن في التصنيع الزراعي بتصنيع الايثانول والميثانول والنشا والجلكوز من الذرة ، وتصنيع الزيت والطحنية من السمسم ، والقطن الطبي والشرائط الطبية من القطن ، وشدد الخليل على ضرورة رفع الجبايات من المصانع ، وأكد على أهمية زراعة الأعلاف والدخول في مشاريع تسمين البهائم ، كما دعا إلى تنويع المحاصيل وتوطين بعض المحاصيل البستانية وزراعة الأسماك . ودعا الخليل لعدم تناول قضية صغار وكبار بصورة عاطفية ، وقال أننا نحتاج لأن نحافظ على كبار المزارعين وصغارهم ، وأن المساحات الكبيرة مهمة للصادر والصغيرة للإعاشة . وأكّد الخبير الزراعي المهندس مجدي أحمد بخيت ألا مخرج للسودان بغير الزراعة ، وقال نحتاج لتأمين محصول هذا الموسم من الآفات بتجهيز المبيدات الآمنة ، وحل مشكلة التخزين . وكشف حيدر عبد اللطيف البدوي أنه تم قلع أشجار غابة الفيل هذا العام واستخدام أراضيها للزاعة بعقد مدته 20 سنة بين المزارعين وإدارة الغابات الاتحادية ، وكان رئيس اتحاد المزارعين المحلول كرم الله عباس الشيخ قد رفض هذا الإجراء العام الماضي وفقا للبدوي . وأكّد البدوي أن هنالك مزارعين امتلكوا مشاريعهم بعرقهم وحر مالهم ، كما أن هنالك أراضي تم توزيعها في ما مضى إلى وزراء سابقين ولواءات مثل الذي حدث في سمسم وأم سينات . ودعا البدوي لعدم تناول موضوع كبار وصغار المزارعين بزوايا سياسية وعنصرية . ودعا البدوي الحكومة لرفع يدها عن المزارعين ، ولإصدار قرار برفع الدعم عن القمح نهائيا وعليها ألا تخشى المظاهرات ، وتترك منتجي الذرة للدخول في منافسة شريفة مع القمح . ودعا لاستخراج شهادة بحث للأراضي الزراعية حتى يحدث استقرار نفسي للمزارع . وأكّد رئيس منتدى شروق الأستاذ رمزي يحي على اهتمام المنتدى بقضايا الزراعة ووعد بتقديم المزيد من الفعاليات ، ونوّه إلى أن الآراء التي قيلت في المنبر إنما تعبر عن قائليها وليس بالضرورة أنها تعبر عن منتدى شروق الثقافي. * مرفق كمية المحاصيل المزروعة وتكلفة الانتاج والأسعار المتوقعة .