* بسبب مواقفه المعلنة في صفحته (بالفيس بوك) والمنحازة دوماً لطلابه (المظلومين) تشكلت لجنة تحقيق (للقصاص) منه..! ثم خرجت اللجنة إياها كما هو متوقع بقرار إبعادهِ.. أما توقع ذلك؛ فيرجع إلى أن أعداء الدكتور (أعداء الطلاب) لن يجدوا فِعلاً يوهمهم بالتغلُّب عليه غير (الخلاص منه)..! وبذلك يكتبون له تاريخاً جديداً (من حيث لا يدرون)؛ فيجد الدكتور عصمت (حالة تقدير فريدة) تليق بكسبه وفتوحاته مع طلابه الميامين..! * إدارة جامعة الخرطوم فصلت د. عصمت لأنه اختار الطريق (المحمود) بالتضامن مع طلابه الذين تحدوا بطش السلطة ودفعوا الثمن؛ مدافعاً صلداً عنهم وهم يواجهون البغي؛ الدكتاتورية؛ والتنكيل.. فأي شرف بعد هذا أكثر من تتويجه (بطلاً) في مضماره..؟! * جامعة الخرطوم تفصله لأنها لم تعد تلك القلعة التي تحرسها الهيبة؛ بل أصبحت خاضعة لبراثن الشر و(الطفيليات) التي لا يطيب لها العيش إلاّ في (عطن السلطة).. فقد جرف تيار التسلط هيبتها؛ وما عاد ألق الأمس سوى ذكرى..! إنه التيار ذاته الذي أحال الوطن إلى (خراب) فكيف له أن يهدأ أمام قلاع النور؟! * قرار فصل الدكتور عصمت ليس سوى تنبيه من الأخسرين أعمالاً؛ يعلنون فيه أن سعيهم (ضلّ)؛ وقد أحرجهم الرجل بصموده ومرّغ أنوفهم في التراب بعدم تراجعه عن الحق؛ لكي لا يربح الباطل ويزهو.. فعصمت أصبح شرفة ضوء و(تاريخ) لطلابه وللجامعة.. ملهماً (للمناضلين) كافة… ها هو يدفع ضريبة النضال ويغادر قلعته بقرار مجحف؛ بل هزيل أمام مواقفه المشهودة بسداد الرأى؛ انتصاراً للحقيقة..! * أرادوه مهزوماً؛ ولكنه (انتصر) نصراً مبيناً.. فثبتت أقدامه بقوة؛ بينما ساخت أقدامهم بالخزي..! وأخيراً تم تكريمه على رؤوس الأشهاد (بقرار الفصل من الجامعة)..! نعم.. إنهم يكرمونه بالإقالة..! فالدكتور عصمت محمود الآن ليس محمولاً على الأعناق فحسب؛ بل أصبحت الأعناق أقصر من حمله..! وما ذلك بكثير على رجل هبّ مقاتلاً قوى (الباطل) فأرداها (بكلماته البسيطة!) حتى سمعت الآفاق دوي السقوط..! * وتبقى حروفه (في أيام غليان الجامعة) أكثر وهجاً أمام الظلمة المطبقة: (أنا سعيد بأنني أصبحت في خط المواجهة في معركة إستعادة كرامة وإستقلالية جامعة الخرطوم؛ كتفاً بكتف مع أبنائي وبناتي الطلاب والطالبات). * أيها الدكتور العزيز: أمامك معركة استعادة كرامة الوطن بأسره.. فكن بقدر الطموح والمرجو من أمثالك.. ولتذهب الجامعات كافة (مع الريح) إذا لم نستعد الوطن من هوّة تتسع كل يوم على مدار (27) عاماً..! أعوذ بالله الجريدة