250 شهيدا هم حصيلة من سقطوا برصاص الجنجويد والمليشيات في انتفاضة سبتمبر 2013 ونكرتهم الحكومة بعد ذلك ..ونكرتهم النيابة ..ثم لما حوصروا بالادلة والبلاغات ضد القتلة ..دخلت وزارة العدل علي الخط بمسرحية التعويض والدية والمغالطات بشأن عدد الشهداء ..ولما رفضت اسر الشهداء المساومات المادية ..رفع السدنة قيمة الدية إلي عشرة أضعاف ..فلم يبع الناس شهداءهم بالمال ..وقالوا للسلطة الدماء ليست ماء . ولا تزال ذكري سبتمبر تبث روح المقاومة ..ضد نظام القتل إلي ساعة الانتصار الحاسم . في الذكري الثالثة لانتفاضة الشعب المشهودة ..نعيد ما حكيناه في السابق عن عصر يوم الجمعة 27سبتمبر 2013 في الشارع الفاصل بين الحارتين الرابعة والسابعة بالثورة والمهدية بأمدرمان ..حين كانت المظاهرات علي أشدها ..وبعض الشباب قد جمعوا اطارات السيارات وبدأوا في احراقها من اجل قطع الطريق علي عربات العسكر . جاءت عربة تاتشر ..ووقفت بالقرب من احد المنازل المطلة علي الشارع ..وعلي صندوقها الخلفي عدد من عناصر المليشيا بالزي المدني ..وشخص معتقل مكوم في أرضية الصندوق تدوسه احذية القتلة . ترجل من الباب اليمين من كان يحمل بندقية كلاشنكوف ..ودار حول العربة إلي حيث الصندوق الخلفي ..ثم أمر افراد المليشيا ..بايقاف المعتقل قائلا لهم ..حتي يعرف كيف نتصرف مع المعارضين ..وما هي الا لحظة حتي اطلق النار علي المتظاهرين قرب الاطارات المشتعلة فقتل احدهم ..ثم اطلق النار مرة أخري فأصاب سيدة في قدمها ..ثم ولت العربة هاربة . حكي لنا هذا المشهد شاهد عيان كانت قد توقفت العربة أمام منزله حينما كان الباب مواربا فلم ينتبه القتلة له . من هم الذين يحملون الكلاشنكوف ويمتطون ظهر التاتشرات غير الجنجويد ..أو من سموهم قوات الدعم السريع ..والذين طافوا مرة في شوارع الخرطوم تحت اسم طابور السير . ومن غرائب الصدف أنهم الآن يساومون الاتحاد الاوربي على منع هجرة الاثيوبيين والاريتريين مقابل المال ..سيمثل المرتزقة أمام عدالة الشعب يوما ..فيقولوا كنا نقاتل من أجل القروش وينبري بينهم شاهد ملك ..يكشف الحقائق لقاء إنقاذ رقبته وأملا في منصب رئيس مجلس إدارة شركة اتصالات في مقبل الايام .. لا يعلم السدنة أن الدماء تعمد طريق الثورة ..وأنها تستصرخ الناس الثأر من القتلة ..لو كانوا جنجويد أو دعم سريع ..يحرضهم الجرابيع . [email protected]