في الوقت الذي احتفل فيه الجانبان المصري والسوداني بافتتاح معبر (ارقين) قبالة مدينة دنقلا السودانية، خرج مواطنو مدينة وادي حلفا في تظاهرة كبيرة ضد هذا الافتتاح، معتبرين أن إحياء معبر ارقين يعني توقف معبر (اشكيت) الذي تعتمد عليه المدينة في حركتها الاقتصادية والاجتماعية. وتعول مصر كثيرا على افتتاح معبر ارقين الذي يبعد عن مدينة أبوسمبل مسافة 150 كيلو مترا، وعن بحيرة ناصر، على خط عرض 22، مسافة 13 كيلو مترا، ويقع على بعد أكثر من 900 كيلومتر شمال العاصمة السودانية الخرطوم وتم إنشاؤه على مساحة 130 ألف كيلومتر، كما تم إنشاء طريق (دولي جنوبأسوان) بتكلفة 170 مليون جنيه، بجانب تنفيذ البنية التحتية لميناء أرقين بتكلفة بلغت 90 مليون جنيه. ويقول مواطنو وادي حلفا إن احتجاجهم في الأساس ضد القرار الصادر بتحويل الجمارك من معبر اشكيت إلى دنقلا. ويرى أزهري بشارة وهو من قادة تنظيم التظاهرة، أن السلطات خدعتهم بعد تعهدها بأن يكون معبر ارقين للبضائع ومعبر اشكيت الذي يمر بوادي حلفا للركاب، مشيرا إلى أنهم اكتشفوا بأن معبر ارقين تم تنفيذه لاستقبال الركاب والبضائع (الشاحنات) الأمر الذي يصيب مدينة حلفا بالشلل التام. وقال ل (القدس العربي) إن جميع سكان حلفا بمن فيهم منسوبو المؤتمر الوطني وهو الحزب الحاكم في السودان شاركوا في التظاهرة التي طافت الشوارع الرئيسية وتم تنفيذ وقفتين احتجاجيتين الأولى أمام مبنى معتمد حلفا (الحاكم المحلي) والأخرى أمام القنصلية المصرية في المدينة، مضيفا بأن المتظاهرين طالبوا بالانفصال الإداري من الولاية الشمالية وتنفيذ المشاريع التي وعد بها الوالي والمتمثلة بوجود (عبارة) تربط بين الضفتين الشرقية والغربية، وإضافة للتظاهرة تم إعداد مذكرة تقدم لرئيس الجمهورية بهذا الخصوص. وأضاف أن افتتاح معبر اشكيت أنعش المنطقة اقتصاديا وجعل العديد من المستثمرين يقيمون العديد من المنشآت الحيوية ومن ضمنها فنادق متميزة. وأشار إلى أن نقل الجمارك وتنشيط معبر ارقين يعني قتل المدينة مرة أخرى، مثلما حدث بعد توقف البواخر النيلية بين مصر والسودان في منتصف حقبة التسعينيات بسبب سوء العلاقات بين البلدين في ذلك الوقت. وتم في الثلاثين من ابريل 2015، الافتتاح الرسمي لمعبر (أشكيت – قسطل) الحدودي بين السودان ومصر قبالة وادي حلفا، وذلك بعد تشغيل تجريبي لمدة ثمانية أشهر. وشهد الافتتاح النائب الأول للرئيس السوداني الفريق أول بكري حسن صالح، ورئيس مجلس الوزراء المصري إبراهيم محلب. ورغم انتعاش الحياة بعد افتتاح معبر اشكيت، يرى البعض أن حياة وادي حلفا مرتبطة فقط، بإحياء النقل النهري وعودة البواخر النيلية. ويقول الباحث في تاريخ وتراث النوبة، أيوب اسماعيل، إن الطريق البري بعد افتتاح معبر اشكيت، يشكل تهديدا كبيرا لمصالح السكان المرتبطة بالميناء النهري الذي تراجع كثيرا ومهدد بالتوقف. ويضيف: «يعتمد السكان في معاشهم على العمل في الميناء ويستفيد أصحاب الشاحنات والفنادق والمقاهي والمطاعم والبقالات من حركة المواطنين بين مصر والسودان عبر الميناء وبوجود الطريق البري يتوقف العمل في الميناء ولا فائدة حاليا لمواطني وادي حلفا من الطريق البري الذي يبعد 27 كيلومترا من البلدة ومعظم الفائدة تجنيها الحكومة المركزية في الخرطوم». وتشير التقديرات إلى أن أكثر من عشر حافلات تغادر يوميا من السودان تحمل ما بين 400 إلى 500 شخص، وتعبر نحو 40 50 شاحنة من مصر إلى السودان، وهي تحمل مواد كيميائية وأسمدة ومواد البناء والفواكه والأجهزة الكهربائية والأثاثات المنزلية، بينما تغادر السودان إلى مصر حوالى 20 25 شاحنة يوميا، محمله بالسمسم والكركدي واللحوم الحية والمبردة. ويبلغ عدد القادمين يوميا من مصر إلى السودان بين 400 إلى 500 شخص أغلبهم من السودانيين والمصريين بجانب جنسيات عربية وأجانب يأتون من اليونان وأمريكا بغرض السياحة.