كل فجر يوما جديد تتكشف المجازر والانتهاكات التي يرتكبها عناصر النظام بحق الأبرياء العزل في مناطق الحرب المتفرقة بهوامش السودان ، اختلفت الآليات والموت واحد حيث ذات مسلسل الآبادة والتطهير العرقي علي شعوب بعينها، تابعت ردود الافعال من أبناء وبنات السودان حيال استخدام جيش المؤتمر الوطني للأسلحة الكيمائية في إبادة اهالي دارفور وهي بالتأكيد جريمة العصر ، المدهش جاءت جميع ردود الأفعال في غاية البرودة واللامبالاة بما يحدث هناك بالرغم من انتشار صور ضحايا الأسلحة الكيمائية التي استخدمها النظام خصوصا من الأطفال والنساء والشيوخ ، هنالك ملاحظة مؤسفة جدا لاحظت جميع احزاب المعارضة بلا استثناء وقفت دور المتفرج وكأن الذي حصل في مناطق جبال في قلب دارفور لا يعنيها أو ان جبال مرة خارج خريطة الوطن ، كنت اتوقع من الأحزاب السياسية وجميع الناشطين من صحفيين والأكاديميين ومحاميين وطلاب ….الخ من قيادات الرأي الدعوة لمظاهرات ضخمة بالخرطوم رأس الأفعى تطالب برحيل النظام ومحاسبة رموزه لإيقاف نزيف الدم في دارفور وخصوصا بعد استخدام النظام للسلاح الكيميائي مما يؤكد امتلاك النظام لترسانة عسكرية مدمرة موجهة تجاه المدنيين العزل لمواصلة نهجه القديم بأدوات اكثر انتقاما وانتهاكا لحقوق الانسان ، باستخدام الاسلحة المحظورة والممنوعة دوليا في الوقت الذي يشاهد فيه جميع افراد الأسرة الدولية تهور النظام ومواصلته في مسلسلات الابادات الجماعية والتطهير العرقي مما يؤكد مدي حالة التواطؤ الكبير بين مكونات المجتمع الدولي و نظام المؤتمر الوطني ، يأتي هذا التواطؤ نتاج نجاح المخابرات الدولية لتركيع قيادة النظام واستخدامه في تحقيق اجندة ومصالح الدول الغربية وان كانت هذه المصالح خصما من استقرار بلادنا وعلي حساب علاقاتنا الإقليمية والدبلوماسية فقط حتي يجد المؤتمر الوطني حماية دولية واصدقاء دوليين لتوفير غطاء له حتي يستمر في الانفراد بالسلطة . ازدياد وتيرة العنف اكثر فاكثر في دارفور مع انتشار صور ضحايا السلاح الكيميائي ، يؤكد ان سياسة الانتقام الجماعية مستمرة في دارفور من قبل النظام وصمت المجتمع الدولي من جهه والمثقفين السودانيين من جهة اخري ، ولكن الذي يؤسفني صمت مثقفي السودان وعدم ادانة هذآ السلوك المتوحش من قبل النظام تجاه اهالي دارفور وكثيرا ما اتساءل ما المطلوب حتي يفيق ضمير الوعي الجمعي السوداني وينهض ضد هذه المجازر حتي يجد الضحايا كامل التضامن من أبناء جلدتهم ، صدقوني هذآ الصمت سوف ندفع ثمنه باهظا قريبا في يوم لا ينفع فيه الندم ، يوم يكون خيار الانفصال اقرب لروح اهالي دارفور من الوحدة يوم يكبر أطفال معسكرات النازحيين واللاجئين يتقدمون الصفوف مدافعين عن قضايا أهلهم عسكريا وسياسيا دبلوماسيا يومها لا يستطيع احد ان يحدثهم عن الوحدة ولو كانت بشروط جديدة أخيرا علينا بالعمل الجاد والدؤوب لإنقاذ بلادنا من شبح الانهيار بالعمل المشترك وانتاج وعي جمعي مشترك بين مختلف فئات المجتمع السوداني وإذا عانى الإنسان السوداني في أي رقعة جغرافية يتداعي له جميعا أبناء وبنات السودان ، بدلا من أن نتجاهله ونخرج إلى الشوارع شاهرين هتافنا لنصرة إحدى الدول العربية في محاولة خجولة لاثبات عروبة السودان مثار الجدل والسخرية حتي من الدول التي نخرج لنصرتها ، هذه الدول العربية ليست في حاجة لنصرة الشعب السوداني ومظاهرات المقهورين بوهم الدول العربية لا تعني لهم شيئا ولكن اهالي المناطق المتأثرة بالحروب في مختلف مناطق الهامش السوداني بحاجة ماسة للمزيد من التضامن والضغط علي النظام لايقاف هذه المجازر. علي احزابنا السياسية التي ادمنت المؤتمرات الصحفية والبيانات عليكم ان ترتقوا قليلا حيث قضايا الشعب السوداني تحتاج وازع اخلاقي اكبر من الذي انتم فيه ، يجب ان تكونوا صمام أمان للوحدة الوطنية بعد ان فشلت جميع سياسات النظام للمحافظة علي جسد الوطن الواحد طوال فترة حكم الانقاذ الذي يزيد عن ربع قرن من الزمان، وجودكم في قيادات الجماهير عبر الأحزاب وصمتكم تجاه ممارسات النظام ضد الأبرياء العزل يضعكم في خانة المتواطي مع النظام لان الحياد في المواقف المصيرية جريمة اخري ، اتمني ان يفيق ضميركم يوما ما وتتحركوا للتصدي لهذه المجازر قبل فوات الاوان كما زكرت سابقا.