يقول اللغويون إنّ ( جاء محمدٌ) ليس ك(محمدٍ جاء) لما للتقديم و التأخير من دلالة و ذهب إلى ذلك مفسروا القرآن في دلالات التقديم و التأخير. اعتل الرجل بمعنى مرض و أما العِلَّةُ فالمرض ذاته و على ذلك فإن (علة الرئيس) نفهم منه المرض الذي أصاب الرئيس بينما (الرئيس العلة) أن الرئيس هو الداء بعينه. ما ينبغي التركيز عليه هو البشير العلة و ليس علة البشير. حتما سيندفع العاطفييون بانتقادنا و لكنا (نكون حال ابتلاءنا بمن لا خلاق له كأنا لم نسمع و لم يقل) لأن ما أصاب السودان و السودانيين طوال فترة حكم (البشير العلة) من كساح و اجتفاف أقعدنا بل رجع بنا القهقرى إلى حضيض يصعب التعافي منه. يحتج البعض بأننا أفضل حالا من دول اليمن، العراق، ليبيا، مصر، سوريا التي ثارت على حكامها فعضت بنان الندم و بالتالي فإن الصبر على رئيسنا رغم علاته أرحم و أنفع مما ستؤول إليه الأمور. حجة باطلة و منطق هش يدلل على عقلية تم غسلها ثم اعتقلت في مربط ما يريده الحاكم لأنهم إن أعملوا الفكر و لو قليلا لعرفوا أن ثمة بلاد كثيرة ثارت على حكامها و جاء من بينهم من نهض بهم إلى مصاف الدول و لا أدل على ذلك من تركيا. لا يرفعن أحد حاجب الدهشة مستنكرا ضربنا مثالا بتركيا فموارد السودان الطبيعية يجعلها من أغنى بلاد العالم فقط إن تقدمنا الرجل الرشيد و الله أرحم من أن نعدمه. سيمشى الورى و تنشر الصحف تتكلم في شأن علة الرئيس أكثر مما تتكلم عنه كعلة. و الدول ليست ترتبط مصائرها بوجوج أفراد أو غيابهم بل لعل في غيابهم و عدمهم الخير كله و ذا سيدنا عمر بن الخطاب يعفي الصحابي خالد بن الوليد من إمرة الجيش و هو يقوده من نصر إلى نصر خشية إفتتان الجند به و احتمال اعتقادهم أن النصر مرتبط به. منطق الخليفة عمر رضى الله عنه و أرضاه فماذا إن أصابه سهم و قضى فجأة؟ ألن يفتتن الجند؟ إن مزارعا يلتف بمرقع الثياب لا يأبه الناس له و ينتج ما يكفيه و أهله خير و أنفع من بشيركم العلة فالأول يتعدى نفعه بينما لا يتعدى ضرره عكس البشير يتعدى شره و لا خير فيه حتى يتعدى إلى غيره. سأسجد شاكرة لله و سأكون غاية في الفرح و سأطلق زغرودة تشق عنان السماء إن قضى هذا البشير الساعة أو أقعده المرض بلا قيام و لا عافية و أملنا في الله أن سيأتي بمن هو أخير منه فالله أعدل من أن يتبع عسرنا بعسر و علتنا بعلة. علة البشير أيأ كانت ستكون بمثابة استفتاء لداع له أو عليه و العبرة في أين تكون الغلبة. اللهم يا سميع يا مجيب يا أيها القائل في كتابك و إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان أللهم إنا نسألك أن تزيح عنا البشير .. نسألك تأخذه أخذ عزيز مقتدر ..نسألك أن تبلوه في الدنيا قبل الآخرة بقدرما ظلم .. اللهم أره نتائج ظلمه في نفسه و استجب لكل من رفع إليك دعاءه من يتامى و أرامل و مظلومين. [email protected]