إنتقد رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير تصريحات وزير المالية بدر الدين محمود التي قال فيها(كوزير مالية تهمني الوفرة وليس ارتفاع الأسعار، السلع الأساسية متوفرة ما في زول يسأل عن الأسعار). وقال الدقير إن حديث وزير المالية يعبر عن جوهر سياسة التحرير غير الرشيدة التي تنتهجها حكومته والتي أدت إلى تآكل الطبقة الوسطى ووسَّعت مساحات الفقر والبطالة والبؤس العام وجعلت الغالبية العظمى من السودانيين يكابدون شظف العيش ويجدون صعوبة بالغة في الحصول على خدمات الصحة والتعليم والمياه النظيفة وغير ذلك من الخدمات الأساسية التي تخلت الدولة عن مسئؤليتها تجاهها. وقال الدقير إن حديث وزير المالية يؤكد عدم إحساس الحكومة بمعاناة الناس ويذكِّر، في وجهٍ من الوجوه، بحديث ماري انطوانيت عندما قالت لجموع الجوعى الفرنسيين: (لماذا لا تأكلون الباسطة إذا كنتم لا تستطيعون شراء الرغيف؟). وقال الدقير إن التدهور المريع في قيمة العملة الوطنية ما هو إلّا واحد من تمظهرات عجز الحكومة وفشلها في إدارة الشأن الإقتصادي، كما كل الشؤون، بسبب استغراقها في تكتيكات التمكين في السلطة وإدارة الدولة بشعارات هتافية تفتقد الحد الأدنى من التخطيط والإستراتيجية وينعدم فيها الإستقراء العلمي والإحتكام للقرائن. وقال الدقير إن معظم الإجراءات التي تتخذها الحكومة – ممثلة في وزارة المالية وبنك السودان – لإنقاذ الجنيه السوداني تمثل محاولات يائسة لتغطية عرض واحد من أعراض أزمة شاملة يعيشها الإقتصاد الوطني دون معالجة أسباب وجذور هذه الأزمة، وهي بذلك تبدو كمن يحاول إطفاء الظمأ بالشرب من سرابٍ يحسبه الظمآن ماء، بعد أن أضاعت وقتاً ثميناً وفرصاً حقيقية لاستثمار عشرات المليارت من الدولارت التي تحصلت عليها من مداخيل النفط في بناء قواعد إنتاج حقيقية تحمي العملة الوطنية من التدهور في قيمتها وتقلص مساحات الفقر ونسب البطالة وتُجنب البلاد حالة الإنكشاف الإقتصادي المريع التي تواجهها الآن وتهدد بانهيار كامل يقضي على الأخضر واليابس. وأكد الدقير أنه من الخطأ النظر إلى الأزمة الإقتصادية المستفحلة التي تعيشها البلاد من المنظور الإقتصادي الصرف معزولاً عن مجمل سياسات نظام الإنقاذ المُفتقرة للرؤية الشاملة وسعة الأفق، وهي سياسات لم تُزَكِّها مسيرة ما يقارب ثلاثة عقود من الحكم العضوض، حيث فشلت هذه السياسات في المحافظة على وحدة تراب الوطن وسلمه الأهلي كما عجزت أن تُشكِّل رافعة لأي أهداف وطنية كبرى. وختم الدقير تعليقه قائلاً (لا بديل لتجاوز هذا الواقع المأزوم سوى أن يستدعي السودانيون إرادتهم من أجل التغيير الحقيقي حتى يحلق الوطن بجناحي الحرية والعدالة ويعبر مستنقع الأزمات بإرادة جماعية).