انتشر بالأمس تسجيل صوتي لامرأة سودانية احترق جوفها من الغلاء الغير مسبوق والغير مبرر للكهرباء وبقية السلع. وقد باغتت الحكومة السودانية الشعب بليل بزيادة جميع الأسعار من الكهرباء إلى المحروقات إلى المواصلات. وهذه الزيادة التي صاحبت التعويم الكامل للجنيه تحت مسمى الحافز للدولار قد أدت إلى صدمة كبيرة للاقتصاد سوف يدفع ثمنها كالعادة الشعب السوداني. أما حاجة بخيتة وبقية نساء الحي اللائي كن يزغردن من خلفها ويزدن من حماسة مطالبتها بالعصيان المدني فهن يمثلن صوت الشعب السوداني الذي وصل إلى مرحلة الانفجار. فحاجة بخيتة وجاراتها اللائي استفدن من وسائل التواصل الاجتماعي أوصلن رسالة بسيطة وتحمل داخلها كل الحل. قلن فالنجلس في البيت ونمتنع عن دفع الفواتير وعن استعمال المواصلات ولنعطل هذه البلد. لقد خاطبن كل الرجال بكل احترام لأنهم أبنائهن وازواج بناتهن وبكل خوف الأمومة وحفاظا على الأرواح كان مقترح حاجة بخيتة لكل الشعب أن نبقى في بيوتنا وان ضربنا بالقنابل فسنموت باحترام داخلها. ولكن كما قالت الحاجة بخيتة و زميلاتها فإن النظام لن يصمد ولن يستطيع فعليا قصف كل الشعب. ان رسالة حاجة بخيتة بحراراتها وبصدقها هي الرسالة الأكثر وضوحا وعملية وقربا من الواقع وقابلية للتنفيذ. فهذه العفوية التي لم تتزين بالجمل والكلمات الكبيرة قد عبرت واوفت وكفت السياسيين كثير الخطب والحديث المطول الذي لم يشعر احد بالانتماء له ولم يفهمه احد وبالتالي لم يستجب له أحد. ان دعوه حاجة بخيتة هي بلغة السياسة دعوة للعصيان المدني الشامل، وهي في مراحل الحشد والعمل الثوري تعد المرحلة القصوى للعمل الثوري المدني. ويبدو أن هذا الشعب الذي لا يصلح احد اكثر من الحاجة بخيتة وجاراتها على تمثيله والحديث بصوته، يبدو أنه وصل الحالة الثورية القصوى، وقد سبق كالعادة سياسيه في رد الفعل والاستجابة. عليه فإن الحاجة بخيتة قد أعلنت العصيان من قروب حيها المتواضع وقد حسمت كل لجلجة السياسيين المنقسمين على أنفسهم بلا سبب منطقي في الوقت الذي يغلي فيه الشعب في انتظار القيادة. ولكن هذا الشعب لن ينتظر للأبد وهاهو يقود نفسه بنفسه. وإذا لم يتحسس القادة السياسيين في كل الأطراف أماكنهم فإن طوفان الثورة القادمة لا محالة سيغرقهم كما سيغرق هذا النظام. ودعوة حاجة بخيتة ختمتها بعبارة تعبر عن مدى عمق وعي هذا الشعب، حين قالت إن البلد دي غرقانه نحن محتاجين ننقذ روحنا. فهذا الشعب يعلم إلى أي مدى وصل الحال بهذا الوطن. إلى الدرجة التي يحاول فيها الناس إنقاذ أنفسهم قبل الغرق معه. ودعوة الحاجة بخيتة ربما تكون النداء الأخير لانقاذ هذا الوطن فهل من مجيب. Twitter : @osmannawaypost Email: [email protected] رابط الفيديو: