عثمان شبونة * المحن المتكالبة على الشعب السوداني تجعل منه شعباً غير ودود حين يخاطب الحاكمين؛ ومعه حق وزيادة..! فالشخص إذا كان لا يمنحك شيئاً نافعاً في هذه الدنيا إلاّ الصبر على رذالته كيف تطيق ودّه؟! كذلك الشخص الذي يأخذ منك ولا يعطيك مثقال ذرة من (شكراً) بل يسيء إليك بعدة أساليب؛ ولا يحفظ الجميل.. فوق ذلك (يكيل لك) بالحط من قدرك وأنت صاحب فضل..! * لن تجني جماعة السلطة غير المزيد من البغضاء كلما انغرس خنجرهم في خواصر البلاد بهذه القسوة الحجرية..! لن يكون الواحد منهم أكثر من كائن منبوذ (بتلك اللهجة الرصاصية) المتبوعة بشناة الأفعال..! * وإن إدّعت؛ فلن يكون للحكومة السودانية الحالية (رأس مرفوع) وهي بعد 27 سنة تحصد الشوك وتجبر المواطنين على حصاده معها؛ غصباً عنهم..! أيها السادةُ.. لم يبقَ اختيار..! سقط المُهرُ من الإعياء، وانحلَت سيورُ العربة ضاقت الدائرةُ السوداءُ حول الرقبة صدرنا يلمسهُ السيفُ، وفي الظهرِ الجدار..! * كلمات الراحل (أمل دنقل) ترسم حال المواطن السوداني.. نتلمس عبرها المشهد المتأزم سياسياً؛ والحملة الجائرة على الشعب من قِبل الحكومة بنشر المعاناة… لقد سقطت هذه الحكومة مراراً؛ ولكنها لن تتوارى بالرحيل (خجلاً)… صارت لديها (مِنعة) تزيِّن لها السقوط..! * السلطة تكر على المواطن بغلاء الأسعار؛ ويتشبث الأخير بجدار الأمل عسى أن يصرف الرحمن سيوفها..! لكن (لا صِرفة!) بدون سبب..! * المواطن السوداني جواد أصيل يحاول النظام الحاكم إنهاكه لكي لا ينهض في وجه عواصفه السياسية والاقتصادية و(الأخلاقية)..! لكن كما قال الشابي (إذا الشعب يوماً أراد الحياة؛ فلا بد أن يستجيب القدر)..! تذكرة: * قصيدة طويلة أعجبتني للشاعر (أحمد محرم 1877 1945م) اخترت منها هذه الأبيات: لا بد للشّعب والأحداث تأخذه من غضبةٍ تفزع الأفلاك والشهُبا ما أيّد الملك واستبقى نضارته كالرّفق والعدل ما داما وما اصطحبا * وهو القائل: الحكم إنصافٌ وحسن سياسةٍ فإذا حكمت فلا تكن جبارا رعت النفوس بمستبدٍ قاهرٍ هلا ذكرت الواحد القهارا فرعون موسى كان أكثر ناصراً وأشد بغياً منك واستكبارا الله دمر ملكه ورمى به في جوف أكدر يقذف التيارا جمع العباب عليه حين مشى به فهوى وأغرق جيشه الجرارا أفأنت تدفع بطش ربك إن أتى أم أنت تملك دونه الأقدارا اجعل سبيلك أن تعف عن الأذى وخذ الترفق والأناة شعارا نفسُ الضعيف إذا تردد شاكياً هدم الحصون وزلزل الأسوارا خروج: * كلما تغافل الشعب عن السلطة الظالمة؛ وجدت الأخيرة مساحة (لمساميرها) على ظهره.. فهي لن تكتفي بالركوب فقط..! أعوذ بالله نشر في صحيفة (الجريدة) مبتوراً؛ وبتصرف (مُخل!) بسبب الرقابة المشددة على العمود من قبل جهاز أمن حزب البشير.