لم أري نظاما يمارس الاستقباء في شعبه كما رايته في هذا النظام اذ يخرج لنا احد ليقول لنا (بان الوطن يعلا ولا يعلي عليه) كانما وهو يتحدث عن دولة تسودها روح القوانين والعدالة .. عن اي وطن يتحدثون هؤلاء الكيزان وهم الاوصلوا هذا الوطن لهذا الحد من الازمات .. السودان الآن اصبح عبارة عن تراكم ازمات نتج عنها هذا الفشل الذريع وبفعل هؤلاء الكيزان السودان اصبح فى مقدمة الدول الفقيرةوالفاشلة .. عن اي وطن يتحدثون وهم الجالسين علي صدر هذا الشعب لمايقارب ربع قرن من الذمان كانما نحن في عصر من عصور الامبراطوريات والملوك عن اي وطن يتحدثون وهم الذين جاءوا دون موافقة هذا الشعب المكلوم . لكن واقع الحال يخالف ذلك ويبين حقيقة نوايا هذه القيادات التي لا تعمل من اجل الديمقراطية والسلام فازدات معاناه المواطن واصبح ضحية لصراعات هذه القوى السياسية. لم يعد خفيا على اي سوداني او سودانية ان مايدور الان من صراع وحروبات ليس من اجل الحريات والديقراطية وانما صراع دائر حول المصالح الشخصية لذا لم يتفاعل الشعب مع الحكومه في دعواتها له لنبذ المعارضة او لدعوات المعارضه للخروج علي الحكومة . التغيير لن ياتي عبر جنود من الاممالمتحدة او من تلقاء نفسه، ولن يأتي عبر الشعارات الدينية الرنانة او فوهات البنادق وانما عبر الشعب. فالتغيير لن ياتي الا بقناعة ورضا ودعم الشعب السوداني، وهومسؤليتنا جميعا ولكل منا دور فاعل ومهم في احداثه لذا علينا تنظيم أنفسنا للخروج الى الشارع لان التغيير أصبح غاية كل مواطن سودانى حر.. ***لننظر الى الحاجة الى التغيير في السودان من منظور شخصي. لاشك ان كل واحد منا قد نال نصيبة من الاذى جراء ما يحدث في السودان، فمن الذين فقدوا اقارب لهم في قرى دارفور، الى الذين شردوا من منازلهم في جبال النوبة ، الى الذين فقدوا مصدر رزقهم في الشمالية ، الى الذين لا يملكون تكاليف علاج ذويهم في الخرطوم، بل حتى الذين يعيشون في خارج السودان لم يسلموا من القلق المستمر على ذويهم ومايخبئ لهم الغد…. ***الشارع السياسى الآن أصبح عبارة معسكرين .. معسكر اليمين والذى يضم الاسلاميين وبعض احزاب الفكة التقليدية الامة والاتحادى ووغيرهم من ذوى النفوس الرخيصة الذين باعوا ضمائهم بثمن رخيص من اجل المشاركة فى السلطة ليمارسوا فسادهم بعيدآ عن ايدلوجيتهم الفكرية وبرامجهم التى تربوا عليها والمعسكر الثانى معسكر اليسار والذى يضم احزاب هى فى نظر الاسلاميين انها احزاب علمانية .. ***هذا ما أكده الاسلاميين ليوضحوا للشعب انهم اهل الاسلام وانهم دعاة سلام ومحبة وان السودان دولة اسلامية مية المية ان هؤلاء العلمانيين سوف يفسدوا اخلاق هذا الشعب من خلال اتاحة الحريات وارثاء الديمقراطية بين افراد هذا الشعب المكلوم وذلك عبر ندواتهم الجماهيرية ليثبتوا لهذا الشعب انهم حريصين على سلامة المواطن السودانى وملتزمين بتوفير الدواء للمرضى والسكن للمشردين وتوصيل الاغاثة للنازحين فى المعسكرات وانهم دعاة سلام ولا دعاة حرب … ما يعلمه هؤلاء الاسلاميين ان هذا الشعب معلم ويفهم الاعيب هؤلاء الاسلاميين ان الشعب الآن واعى تمامآ لقضاياه وأصبح يعلم مدى زيف هؤلاء الكيزان ومدى فسادهم منذ توليهم للحكم فى 1989 ذلك التاريخ المشؤوم فى تاريخ الدولة السودانية .. لذا على الاسلاميين ان يعوا ان الشعب خلاص اعلن الخروج من طاعة الحاكم وان الشعب يريد ان يعيش بكرامته وحريته لذا لن تتكرر تجربة الانقاذ مرة ثانية لان الكل سئم من هؤلاء المتأسلمين .. ***اذآ علينا الالتفاف حول هدف واحد كلنا فرقاء هذا الوطن معارضة سياسية ومنظمات المجتمع المدنى وكل فئات هذا المجتمع وهو اسقاط هذا النظام عبر الانتفاضات فى كل انحاء الوطن بداية من المركز والاقاليم خروج الجماهير من كل جهة سوف يرعب هذا النظام وسوف يربكه ويجعله مشتت الافكار لان النظم الديكتاتورية تخاف من سلاح العصيان المدنى ومن غضب الجماهير وهذ هو الدافع لكل هذه التحركات من أبناء الوطن لإنقاذ ما تبقى من وطننا فمنا من إختار التغيير من خلال السلمية ومنا من وصل لقناعة أن هذا النظام لا يفهم غير لغة (الحرب) ودوي المدافع يلزم أن نحترم خيارات الجميع فالخيارين من أدوات التغيير بغض النظر إتفقنا أم إختلفنا مع أي منها . فما أود قوله هو يجب أن يتزايد دورنا وفِعلنا لنكون جزءاً فاعلاً بقوة في عملية التغيير التي بدأت تتضح ملامحها في البلاد في ظل إستمرار حالة التردي والإنهيار الاقتصادى الذى يمر به هذا الوطن..