قال د. علي بلدو ، الاخصائي النفسي المعروف ، ان ثلاثة أشقاء أقدموا على الإنتحار بعد ان عجزت أسرتهم عن توفير الدواء لهم بسبب السياسة الاقتصادية الجديدة وإرتفاع أسعار الدواء. وحسب صحيفة (الصيحة) ، الصادرة اليوم ، قال الدكتور بلدو المتابع لحالة الأشقاء ، ان الأسرة التي تقيم بمنطقة أمدرمان عجزت من توفير الدواء لأبنائها فتدهورت حالتهم النفسية ما دفعهم إلى الانتحار. وأضاف بلدو ان أسرة المرضى الثلاثة من إحدى الولايات القريبة نزحت بسبب عدم الاستقرار السياسي والإقتصادي وأقامت بمنزل تحت التشييد في أمدرمان ، مؤكدًا معاناة الأشقاء من اكتئاب نفسي حاد خضعوا خلاله للمعالجة وتحسنت حالتهم بصورة كبيرة، إلا ان حالتهم بدأت في التدهور بعد الارتفاع الجنوني لأسعار الدواء والأدوية النفسية بشكل خاص. وطالب الدكتور بلدو السلطات بمراعاة أحوال المواطنين الإقتصادية والالتزام بمجانية الأدوية النفسية. وكان أصحاب أكثر من (250) صيدلية في الخرطوم توقفوا عن العمل وإغلاقوا صيدلياتهم جزئياً أمس السبت ، احتجاجاً على قرار السلطة بتحرير صرف الدولار لاستيراد الأدوية . وذكرت اللجنة التمهيدية لأصحاب الصيدليات في بيان أصدرته أمس ، ان ( الارتفاع الفلكي في أسعار الدواء سيكون خصماً علي أرواح ملايين المرضى من أبناء الشعب السوداني). وارتفت أسعار الأدوية بنسبة 300% بعد قرار السلطة بتحرير صرف الدولار لإستيراد الأدوية. وكان البنك المركزي يبيع الدولار بسعر (7.5) جنيهاً لشركات الأدوية من أجل استيراد الدواء ، وبموجب القرارات الجديدة ستضطر شركات الأدوية لشراء الدولار بسعر (18) جنيها – حسب أسعار السوق الموازي – أي بزيادة تفوق ال (100%) ، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الدواء إلى أرقام خرافية.