انضمت أحزاب سياسية معارضة إلى حملة عصيان مدني في السودان أطلقها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، وأعلنت الأحزاب مشاركتها بكامل عضويتها في العصيان المقرر انطلاقه اليوم. ودشّن ناشطون سودانيون على مواقع التواصل الاجتماعي دعوة إلى العصيان المدني ضد الحكومة، وهي خطوة أعلن عدد من المطربين والصحافيين تأييدهم لها. وانتظم عدد من الناشطين وأعضاء أحزاب معارضة في مخاطبات لتوضيح ضرورة العصيان عقب صلاة الجمعة في العديد من مساجد أحياء الخرطوم ومدن أخرى، كما نشطوا في اليومين السابقين في مناطق تجمّع المواطنين في مواقف المواصلات العامة والأسواق. ودعا رئيس حزب الأمة الصادق المهدي، في بيان، السودانيين كافة إلى «التحرك تظاهراً واعتصاماً وإضراباً ضد الاستبداد والفساد، من دون عنف أو تخريب، ليقف شعبنا موحداً كما فعل في كل مفاصل التاريخ لتحقيق السلام العادل الشامل، والتحوّل الديموقراطي الكامل». وقال المهدي: «بلادنا تستشرف مرحلة أخرى من مراحل العطاء الوطني، وعلينا جميعاً تلبية نداء الواجب. فليس لمتخلّف أو متخلّفة عن تلبية النداء عذر». وفيما أعلن المكتب السياسي الانتقالي للحزب الاتحادي الديموقراطي (الأصل) أمس السبت انضمامه إلى حملة العصيان المدني المعلنة لثلاثة أيام، مؤكداً التزامه التام بها، قال حزب المؤتمر السوداني في تعميم إن الدعوات إلى العصيان «تتناغم مع دعوة الحزب وعمله من أجل إسقاط النظام وتتفق معه تمام الاتفاق». وكان تحالف المعارضة دعا «جموع السودانيين وقواهم الديموقراطية المتحفّزة لإسقاط النظام» إلى «الالتفاف حول شعار برامج قوى الاجماع الوطني الرامية» إلى تغيير الحكم الحالي في الخرطوم. في المقابل، قلل وزير الصحة بحر إدريس أبو قردة من دعوات العصيان المدني، متوقعاً لها الفشل باعتبار أن السودانيين متفهمون للقرارات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة أخيراً. وأعلن الوزير خلال مؤتمر صحافي قراراً من الرئيس عمر البشير بإلغاء الزيادات الجديدة في أسعار الدواء وإقالة الأمين العام لمجلس الأدوية محمد حسن العكد الذي وافق على الزيادات. من جهة أخرى، دعا الرئيس البشير الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا «ايغاد» والاتحاد الأفريقي إلى متابعة ملف السلام في دولة جنوب السودان، وأكد اهتمامه وحرصه على تحقيق السلام والاستقرار وإيقاف أي قتال بدولة الجنوب. وناقش البشير مع مبعوث الاتحاد الأفريقي لدولة جنوب السودان الرئيس السابق لجمهورية مالي الفا عمر كوناري ملف السلام في دولة الجنوب ودور «ايغاد». وفي تطور مرتبط، كشفت حكومة جنوب السودان أن المجموعات المتمردة السودانية وافقت على مغادرة أراضيها طواعية بعد إبرام اتفاق عدم اعتداء بين الطرفين. وقال مسؤول رئاسي في جوبا إن حكومته توصلت إلى اتفاق مع المتمردين السودانيين لوقف استخدام أراضي جنوب السودان كمنصة انطلاق لعملياتهم ضد حكومة الخرطوم. وأضاف المسؤول الرئاسي: «لقد توصلنا إلى تفاهم مع الميليشيات المتمردة، وأنه سيكون محرجاً إذا ما قمنا باتخاذ قرار من جانب واحد، لذلك طلبنا منهم أن يقولوا لنا أفضل طريقة للقيام بذلك، وقد وافقوا على أنهم لن يستخدموا جنوب السودان كمنطقة يشنون منها هجماتهم، والآن نتوقع منهم التعاون ومغادرة البلاد». وجاء الاتفاق بعد محادثات سرية بين حكومة جوبا وقادة المتمردين امتدت لأكثر من شهرين. وطالب الاتفاق الحركات المتمردة السودانية بوقف التدريب والحصول على الرعاية الطبية من داخل الأراضي الجنوبية. وكان الرئيس عمر البشير أمهل في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي دولة جنوب السودان حتى نهاية العام الحالي لتنفيذ الاتفاقات الموقعة بين البلدين «وإلا سيتم قلب الصفحة». من جهة أخرى، أعلنت حكومة جنوب السودان أمس أنها قبلت نشر قوة عسكرية إقليمية بتفويض من الأممالمتحدة في العاصمة جوبا بعد أشهر عدة من التردد. وقال مساعد وزير الإعلام اكول بول كورديت: «أريد إعلام الشعب أنه باسم حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية قررت حكومتنا بالإجماع السماح بنشر قوة حماية إقليمية».