فشل الحشد الذى نظم لعمر البشير مساء أول أمس بالساحة الخضراء فشلاً ذريعاً . وجاء الحشد لرفع معنويات عمر البشير بعد طلب الامارات له بالمغادرة 1 ديسمبر حتى لا يفسد احتفالات عيدها الوطنى 2 ديسمبر ، وكرد على نجاح تنفيذ العصيان المدنى 27 نوفمبر . وأكدت مصادر متعددة ومتطابقة ان حضور الحشد لم يتعدى الثلاثمائة (300) شخصاً ، الامر الذى اعاد للذكرة (مسيرة الردع) التى نظمها انصار المخلوع جعفر نميرى أبريل 1985 للرد على بداية تظاهرات الانتفاضة الشعبية وانتهت ككارثة جماهيرية مثل حشد الساحة الخضراء مساء السبت . وارجعت مصادر مطلعة ل(حريات) فشل الحشد لسببين اساسيين ، الأول ان منظمى الحشد الذى قرر على عجل استندوا على ابلاغ أجهزة حزب المؤتمر الوطنى والأجهزة الامنية دون ان يوفروا كما المعتاد فى مثل هذه الحشود نثريات مقاولى الانفار وتكاليف الترحيل والوجبات ، وتناسى هؤلاء المنظمون – ربما بسبب الازمة الاقتصادية والكلفتة – بأن ماكينة دولة الفساد الشامل لم تعد تعمل الا بعد (التزييت) اللازم ، والسبب الثانى ، انفضاض قطاعات واسعة من قيادات وكوادر الاسلاميين عن المجموعة المتنفذة الحاكمة ، بل ورغبة الكثيرين منهم فى ممارسة ضغوط عليها ، اما لاعادة ترتيب معادلات السلطة الحالية لصالحهم أو للتحضير لتغيير يضمن لهم مقعداً فى المستقبل ، بعد الدلائل المتزايدة بان النظام القائم الى زوال ، عاجلاً أو آجلاً .