أما أنا فلا أسأل كما سأل أديبنا الراحل رحمه الله الطيب صالح : من هؤلاء ؟ .. و لأن " من " و حسب علم النحو في اللغة العربية تستخدم للعاقل أنما اسأل : ما هؤلاء؟ .. حينما كان مجلس الأمن يصدر قراراً ضد الاستيطان الإسرائيلي يوم الجمعة الماضية ، ما يعني أن الجرافات الاسرائلية ستتوقف عن هدم بيوت المواطنين الفلسطينيين ، كانت جرافة أخرى صهيونية كيزانية تجرف بيوت مواطنين سودانيين في العاصمه السودانية الخرطوم.. ستمائة منزل و أكثر من أربعة الف شخص من الشيوخ و الاطفال والنساء و الرجال يتشردون في فصل الشتاء و يُتركون في العراء بلا مأوى و بلا نار ، و بلا بطاطين حتى .. انها حكومة " كوزائيل " تهدم 600 بيت وتشرد الأسر في شرق النيل (منطقة العلاماب) و بلا سابق انذار .. و مع ذلك تمنعهم من التوثيق و التصوير . لا تقل لي قانون ، القانون هذا حين يقع الاعتداء ، حين يعتدي عليك شخص و"ينتهي "، سواء كان هذا الاعتداء على المال او النفس ، تلجأ حينها للقانون لانصافك ، أما شخص يمد يده لجيبك و تشعر به ، فتسكت على أمل ان تلاحقه قضائياً لاحقاً ، آسفة ، ليس لي من الحلم ما يكفي لتحمل هذا . قلت ان القانون بعد العدوان ، أما في لحظة الاعتداء او أثناء الاعتداء فان كافة القوانين و الشرائع تكفل حق الدفاع عن النفس و المال ، و ما تعرض له سكان العلاماب اعتداء على المال و النفس و الكرامة الانسانية ، خصوصاً و انهم لم ينذروا ، لم توفر لهم بدائل مناسبة او حتى غير مناسبة ، او تعويضات تأويهم حتى و لو كانت رواكيب من القش ، غض النظر عن رأيهم و رأينا في هذا التعويض .. و سرى بالمدينة خبر او شائعة ان الارض يريدها السمسار الذي تعرفون .. بحزن و غضب و مغصه و انفعال شاهدت فيديو الجرافة الانقاذية و هي تهدم بيوت المواطنين بمنطقه العلاماب ، انحدار جديد في تعرجات السقوط الانقاذي ، جديد ربما بالخرطوم لا بغيرها ، قرى في دارفور احرقت و بغيرها بيوت هدمت . و لأكن أكثر صراحة بقدر انفعالاتي المصبوبة غضباً نحو الجرافة و من تأتمر بأمره فقد كنت في اشدّ الاستغراب وانا انظرعلى فيديو اليوتيوب لشباب و شابات يتفرجون على بيوتهم و هى تهدم بلا سابق انذار .. : كيف لانسان ان يتفرج على بيته و هو يهدم ؟ أعتذر لاهل العلاماب عن هذا السؤال ، ولان لان هدمهم لن يكون الاخير ما بقى النظام .. ربما يتهمني البعض بالتطرف .. لكن شخصياً ان كنت في موقف كهذا ، يمين بالله سألقم الجرافة حجارة وطوباً حتى يرمونني بالرصاص او تدهسني الجرافة او أربط و محل الرهيفة التنقدَ .. فما أحلى الموت فى حقك .. هذه هي الشهادة التى اعرفها ، لا أن احارب اناس بأرضهم ثم ينفصلوا بديارهم فالعق التراب .. فلتشبع الجرافة وسائقها ومن يحرسه طوباً و حجارة مما تهدم من انقاض البيوت . احدى الصحف مشكورة عقدت حوارات مع المواطنين المتضررين و اهليهم ، واحد منهم ممن يسمون " المجاهدين " سابقاً لقبه " ابو دجانة " ان لم يكن قد تشابه علي البشر فجيلي يتذكر الاسم جيداً من برنامج " في ساحات الفداء " الرجل حارب في الجنوب و حارب و حارب ، الآن نسأله عن هذه الاية ، و قد أخرج بعض أهله من ديارهم بغير حق بعد أن ظلموا : ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ) لا أدعو لاستخدام العنف لانتزاع الحقوق المدنية او السياسية ، و لا أحبذ الحرب للمواجهة ، و لكن و بلا تردد و بلا أدنى مواربة أدعو لوقف العنف بما يتاح سواء صدر هذا العنف من شخص او سلطه ، جرافة تأتي لتهدم بيتك و بلا انذار قانوني ، نصيبها و سائقها الطوب و الحصى و الحجارة .. وان استدعى الامر النار .. اقول هذا وانا مسؤولة عما اكتب امام القانون و امام الله .. .. مذكرة لبرلمان و اعضاء برلمان يبكوا و نائبات يتمخطن .. هذا اسمه بطيخ .. كامل التضامن من كل قلبي مع الضحايا وأسال الله لهم بظهر الغيب النصر و الفرج .. فيديو الهدم : https://www.facebook.com/labbani/videos/pcb.362138744141795/362138567475146/?type=3&theater للمتابعة علي الفيسبوك : https://www.facebook.com/Lubna.Ahmed.Hussain