لعله لا يحتاج الى عناء بحث و تفكير أمر إيواء التنظيم و النظام السودانيين لمجموعات أو أفراد من أهل الإرهاب الدولي أو الهوس الديني.. فبالأمس البعيد تمت المسألة -تحالفاً أو تعاوناً أو تنسيقاً- مع حركات أو جماعات أو أفراد غض النظر عن دياناتهم: كارلوس الإرهابي الدولي .. بن لادن زعيم تنظيم القاعدة .. زعيم حركة "بوكو حرام" أبوبكر محمد شيكاو .. جوزيف كوني قائد جيش الرب الأوغندي، وهي حركة تمرد مسيحية أوغندية مسلحة، و تنظيمات أخرى إن لم تكن إرهابية فهي من تنظيمهم المجَرَّم دولياً.. و لعله بات لا يخفى على أحد بيع التنظيم و النظام أو إستعداد أحدهما أو كليهما لبيع هؤلاء و أولئك بمنطلقات مصلحية أو إنتهازية تنتفي معها أي مبدئية أو أخلاق . منذ فترة و بعد إزدياد الضغوط الخارجية و الداخلية على أمر التواجد الأجنبي ،السلمي و المحكوم بظرفه و مسبباته، بالبلاد المقنن منه و غير المقنن، أو لتعاون التنظيم و النظام مع حركات أو منظمات معينة ،منها ما هو منتمٍ للتنظيم، كان يتم الأمر بقدر من السرية فكم من قادة و ناشطين و مطلوبين دوليين تم إيواؤهم بالسودان تمَّ بيعهم و تسليمهم للجهات التي تطالب بهم.. بات واضحاً الآن أن الحملة الأمنية على المأويين السوريين تتخذ اليوم عدة أشكال، لعل أخيبها هو إستعداء المواطن السوداني ،مؤخراً، عليهم بحجة هي أيضاً خائبة تقول بإن شبابهم ينتهكون شرف المواطنين ممثلاً في بناته، فكأنما المواطن/المواطنة سلما من انتهاك الشرف الرسمي أو الأهلي و الذي تشهد عليه الأوكار المعلومة و يشهد عليه تزايد اللقطاء و الإجهاضات الجنائية و المنشور من التي تمت -الإنتهاكات- بمؤسسات تعليمية مدنية و دينية. و هنا يصعب إستبعاد حرج التنظيم و النظام في القيام بالخطوة خطوة طردهم لأسباب عدة من بينها: – فقدان المقابل الذي تقدمه المراكز و المنظمات و الجماعات (الاخوانية); الدولي منها و الإقليم، – إشهار عدم المبدئية و( الاخوانية) و مغازلة لجهات تبذل المال و توفر الحماي. لهذا تروج الجهات الأمنية ،هذه الأيام، للأمر في كل وسائل الإعلام و التواصل الإجتماعي، بفبركات أو تضخيمات مثل: * القبض على تاجر مخدرات سورى فى الخرطوم وبصحبته داخل الشقة التى يقطنها كميات ضخمة من الاموال والمخدرات. (و المواطن لا يدري حتى الآن مصير حاويات المخدرات ما ظهر منها و ما بطن، و لا مصير من كانوا وراء إدخالها البلاد. * إستعداء الناس الواضح عليهم، و الذي يدخل قائله تحت طائلة تجريم القانون، كما جاء مقال لرئيس تحرير إحدى الصحف اليومية السودانية معنوناً ب (اضربوا هؤلاء الصعاليق و ادخلوا السجن) .. و هل يدخل السجن إلا من ارتكب جناية و مخالفة للقانون، و هل يتجرأ من يحرض على أمر عاقبته السجن ما لم يكن مأذوناً و ضامناً وضعيته؟؟!!