* السلطة القائمة على البطش والظلم والقتل والسرقة والإغتصاب، لا تعزل كيانها عن الإرهاب والتطرف كواحد من عناصر قوتها عند الحاجة.. بل يمثل التطرف أحد كروت ابتزازها؛ تحاربه بيد عند الضرورة، وتهدهده باليد الأخرى لتضمن وجوده كمحرك لأوراقها التي تلعب بها.. أعني متى ما يكون اللعب مُربحاً..! فمثلاً ظهور فضيحة تلزمه حاجة ملحة إلى ظهور مصيبة تتوارى على أثرها الفضيحة.. إنها لعبة مكشوفة معتادة.. ولا مصيبة أكبر من تسويد الواقع بدخان الإرهاب أيّاً كانت (ماكِينته!).. بيد أن كل حادث وحديث وقبل أن يحرك (عكارة الجدل) ينبغي أن يخضع لفحص القلوب والعقول؛ فبعض الأحداث نجدها محمولة على أكف الغرض ومن قبيل الصيد في الماء العكر، رغم أن القضية الأساسية هي ركون الناس تجاه الواقع السلطوي الذي يفرز طبقات الإرهاب عن عمد ليكون نهار الوطن كظلامه؛ في انتظار مصيبة أو كارثة جديدة.. فيستمر شعار (أشغلوهم بأنفسهم) بارزاً طوال الوقت، بالتالي يكون المستقبل على حافر السلطة التي لا تعمل للمستقبل إلاّ بالقدر الذي يمكنها من (القعاد) وترحيل الفشل والإجرام للأمام، فلا أجهزتها تمشي ببصيرة للغد أبعد من المُتع القصيرة الأمد؛ ولا قادتها ينتظرون غرساً يتجاوز الأهل والعشيرة؛ إنما المهم عندهم ماذا يكسبون تواً.. كسباً ضيقاً تفنى على إثره الجموع؛ يمرضون؛ يهاجرون هرباً من سقر البلاد أو طمعاً في الحياة الكريمة الآمنة..! ومتى كانت العصابات ذات رؤى للمستقبل؟! * من الأغراض المفحوصة جيداً ترك مساحة (للتكفيريين) المنحرفين ذوي العُقد الإجتماعية؛ الذين يتوهمون بأنهم يحسنون صنعاً بغيرتهم الكاذبة على الدين..! من لديه غيرة حقيقية على الدين فلينظر إزاء السلطان الجائر الذي فعل من الكبائر ما زاد عن (فهرستها) في الكتب..! أو فلينظروا إلى أنفسهم الوضيعة أولاً وهي تتخذ من الدين تجارة تضاف لقبح سلوكهم وتشوهاتهم الظاهرة للعيان..! ورغم حيل بعض المهووسين لصرف الأنظار إليهم (هواية وغواية)؛ إلاّ أننا أبناء زمان لا يفلح فيه دعاة الفضيلة (المزيفون) بالتأثير على عواطف الناس فوق تأثرها بفعائل الاستبداد (باسم الدين وباسم السياسة).. أيضاً باسم الوطنية المراد بها حزب (نهّاب) على رأسه قادة يخونون الوطن بوضوح ويفتحونه لآفات الأرض جميعاً لتقضي على الناس والشجر..! المزيفون الذين أعنيهم يعلمون أن عظماء هذا الدين (المبجلين) لم يكونوا يوماً مستبدين ولا تشوبهم شائبة الجهل المفضي إلى الفتن والمحظورات؛ كما هو حال كتبَة ودعاة (نظام مسيلمة الإخواني) في الراهن..! * هذا زمان المهازل بالفعل.. فالفضيلة يتولى أمر الدفاع عنها اليوم انتهازيون لا يستحون وأراذل بمعنى الكلمة؛ ليس لهم من الاستقامة إلاّ (قناعها).. ولو لم يكن المكان محكوماً بالأقذار لما وجد هؤلاء السفهاء موطئ قدم في الإعلام والمنابر..! * السلطة القائمة على (البطلان والشذوذ) تظل دائرة في فلك الإرهاب بزعم أنه سيحميها ويكسِبُها مِنعة لمواجهة الملايين (الكارهين لها) ومن عانوا ويلاتها.. فعلى المجتمع الانتباه الحاد للمهووسين الذين بيننا ولا تربطهم عرى الدين؛ بل لا تجمعهم غِيرة على المقدسات؛ إنما تجمعهم مصالح الدنيا تحت ستار الغِش (الشفاف جداً)..! المهووسون (بعمائم الوعاظ) يجب خنق أفكارهم بتلاحم الشعب (العديل) ضدهم.. وبعض المرائين الحمقى يلبسون عباءات الأئمة ويحرضون على الدماء؛ هؤلاء (يموتون من أجل الدرهم) وليس من أجل الدين البريء من خستهم وأطماعهم.. فوق ذلك هم الشركاء في تخريب الوطن وحصاره؛ تحت بصر الأجهزة الفوضوية حامية الفساد..! أعوذ بالله الجريدة (النسخة الممنوعة).