مع أن الوظيفة العامة (تكليف) وليست (تشريف) إلا أن وسائط التواصل الإجتماعي قد رفدتنا بمشاهد (فيديو) لأحد المسؤولين الذين تم تعيينهم مؤخراً في أحد الوظائف العليا ا(الحساسة) وقد زف إلى مكتبه (الجديد) بتشريفة قوامها الموظفين والموظفات والمستشارين والمستشارات ورهط من العاملين والعاملات وسط عبارات التهليل والتكبير والموسيقي العسكرية التي جلبت لتلك المناسبة التي ليس لها شبيه في العالم ولم نجد لها ملمحاً في كل كتب السيرة والتأريخ ، فما من وال ولى على أحد الأمصار تمت (زفته) ولا من وزير تم إستوزاره ولامن قاض قضاة إبتعث لإقامة العدل بين الناس في أي من بقاع الإسلام أقيم له حفل إستقبال بالزغاريد والهتاف و(المزيكا) . إنها بدعة لا شك في ذلك وأغلب الظن أن المسؤول لم يكن له بها علم لكنه كما (رأينا) في تلك المشاهد (لم يستهجنها ولم يأمر بإلغائها بل أنه قد تفاعل معها أيما تفاعل إنعكس في تعابير وجهة المبتهجة وطريقة مشيته المتناغمة مع صوت الموسيقى وهتافات الموظفين وزغاريد الموظفات مما جعل جارتنا الحاجة صفية تنظر لي قائلة : يمكن لليوم التاني أن يكون محصوراً على أصدقاء المسؤول من (علية القوم) حيث يكون البرنامج (حفلة) بالأغاني الحماسية والتي من شأنها أن تلهب المشاعر من أجل تجويد الأداء (الوظيفي) للحاضرين بعد أن تمتلئ عروق المسؤول بدماء الوطنية ، فيجلس المسؤول في (كوشة) معدة خصيصا للمناسبة السعيدة يتقبل التهانئ من زملائه المسؤولين وبين أونه وأخري يأخذهم أمامه في فاصل من الرقص و(النطيط) على إيقاع الأغاني اللاهبة ! أمأ اليوم التالت وهو اليوم المقرر لدخول المسؤول على مكتب وظيفته ففيه (ومن العصر) يصطف الموظفون والموظفات (كل صف براهو عشان الإختلاط حرام) من الباب الخرجي للمؤسسة وحتى باب (الأسانسير) وهم يحملون صورة (المسؤول) بيد وباليد الأخري باقة من الورود ، وما أن تقف عربة المسؤول البرادو ومن خلفها وأمامها عربات الحراسة والتأمين حتى تعزف الموسيقي العسكرية (عجبوني الليلة جو) ويهتف الجميع الله أكبر .. الله أكبر .. بينما يخرج المسؤول محمولا بواسطة أربعة (أشخاص) أشداء على كرسي فرعوني مذهب رافعاً عصاه وهو يهتف : (هي لله هي لله) !! كسرة : عاوزين نشوف (زفة) القبض على سارقي هيثرو .. (بس) !! الجريدة