أبيدت الشتول ولكن !! أحمد يوسف التاي انتهاء أزمة شتول أمطار"، "إبادة فسائل النخيل المصابة بفطر البيوض"…هكذا كانت عناوين أخبار الصحف، وكذا كان استهلال الأعمدة الصحافية لبعض الكتاب يوم أمس.. لكن هل انتهت الأزمة فعلاً كما يزعمون؟.. في ظني أن الأزمة لم تنته ولن تنتهي، وهي أكبر من إبادة فسائل مصابة بفطر البيوض، صحيح أبدنا الفسائل الفاسدة، لكننا لم نبد الضمائر الفاسدة وهي بمكان من القوة والتمدد والنفوذ… وصحيح أيضاً أننا أبدنا الفطر القاتل الذي أغار علينا على ظهر ألفي نخلة لكننا لم نبد "فطراً" تغلغل في مؤسساتنا وأجهزة دولتنا، ومراكز صناعة القرار، وقد بدأ يلوي ذراع اقتصادنا القومي ويتحكم في مساره وحركته… لذلك أنا على يقين أن الأزمة لم تنته بعد طالما أن الفاعلين نفدوا بجلدوهم من أية مساءلة أو محاسبة، ولم يزل غطاء التستر يلفهم بعناية فائقة للدرجة التي استعصت أسماؤهم عن "البصاصين"، وهم الذين خططوا ونفذوا وزينوا الباطل للقيادة السياسية وضللوها وقدموا كل التسهيلات ودافعوا خلف الكواليس عن أباطيلهم وحيلهم… لن تنتهي الأزمة إلا إذا أعلنا عن إبادة شبكات الفساد المتنفذة التي تضع مصالحها فوق كل اعتبار، ولن تنتهي الأزمة إلا إذا رأى الناس رأي العين أن الحكومة تخلصت من هذا "الأخطوبوط" وكنست آثاره وتم تعقيم "الأرض" التي كان يقف عليها حينما كان يمارس نشاطه الإقتصادي الإجرامي الطفيلي الذي ذبحنا ألف مرة وب"قزازة ميتة" … لن تنتهي الأزمة إلا إذا كافحنا – بصدق – خفافيش الظلام، والذنابير والصراصير وكل الحشرات الضارة التي "تنقل" الأمراض والآفات و"الفطريات" وتهلك حرثنا ونسلنا وأرضنا وتأريخنا الممتد فينا… لن تنتهي الأزمة إلا إذا ساد القانون فينا، ومشى العدل بين الناس ملكًا متوجاً، وجرجرت العدالة أذيالها تباهي بجمالها في ظل حكم رشيد، ورقصت حرية الصحافة طرباً.. ثم يبقى أن نقف إجلالاً واحتراماً للدكتور كمال محمود مدير وقاية النباتات المقال، وكل طاقم إدارته والحجر الزراعي وجامعة الخرطوم والبحوث الزراعية، وأخص بالتحية كل النسوة اللواتي ترددت أسماؤهن في هذه المعركة وعلى سبيل المثال: د. فوزية عباس، ميرفت صبحي، نادية حمزة، عفاف عثمان، د. عزة صديق، د. عواطف محمد إبراهيم د. أناهيد عبد الحميد، د. يسرية ، د. مرمر عبد الرحمن، فلولاهن ما كان هذا الانتصار الساحق على الباطل، أقول ذلك ليقيني أن نساء بلادي من اللواتي عرفناهن في العمل العام قديماً وحديثاً، أكبر من أن يسيل لعابهن للمغريات ولا يرهبهن تهديد، ولم تلن قناتهن يوماً أمام جبروت الباطل فقد كن دوماً مثالاً للطهر والنزاهة والاستقامة وسلامة الضمير وعصيات على الترهيب والإغراء بعكس الكثيرين من الرجال الذين سقطوا في مستنقعات الفساد عبر التأريخ الطويل. (نقلاً عن الصيحة).