الانسان والشيطان: خلق الله الناس مختلفين ولولا ذلك لما كانت حياتهم ممكنة هذا يصيد وهذا يأكل السمكة ونفس لوامة ونفس أمارة بالسوء ، فالتعدد في ملامح الناس وسحناتهم ومظاهر الطبيعة في البر والبحر يقابله تعدد في نفوس البشر، ولولا ذلك لما أمكن تحديد المسئولية الجنائية ، وقد يكون التشابه ممكنا لكن التماثل مستحيل ، فسبحان الذى خلق، وتوجد عاهات أخلاقية وعاطفية مثلما توجد عاهات جسدية وخلقية وفتاة البئر خير مثال العاهات العاطفية، ومن الناس من يغمي عليه لمجرد رؤية الدم ومنهم من يقتل القتيل ويمشي في جنازته ويجلس في صيوان المأتم معزيا، ومنهم من لا يجد متعته الا في قتل النساء والأطفال ويفضل لحوم الأطفال مثلما يفضل الكثيرون لحوم العتان، وقد يكون الشيطان فيروسا يتسلل الي النفس البشرية، وقد يكون ذلك بسبب تشوهات في الدماغ يحاول العلماء استكشافها ومعالجتها، وقد لا يكون للجرعات الزائدة في معامل الكراهية الدينية أدني تأثير في الأنسان السوى لكنها تحول الانسان غير السوؤى الي حيوان دموى مفترس، ورد الفعل عند الانسان غير السوى يزيد علي الفعل ولا يتناسب معه، وبعض الناس قنابل موقوتة تنفجر لأدني احتكاك بالآخرين وهؤلاء هم الخامات الأولية في معامل الكراهبة الدينية ، لذلك كان القانون في عهد الادارة البريطانية يمنع حمل السلاح الأبيض داخل المدن. داعش والداعشيون: الداعشية ظاهرة طبيعية وطبيعة بشرية وليست ظروفا اجتماعية أو غيرة دينية،بدليل أنهم يقرأون بسم الله الرحمن الرحيم خمسة مرات في اليوم ويذبحون الناس بالسكين كما تذبح الشاة أو يحرقونهم أحياء،ويعطلون آيات الحرية والتسامح وعددها مائة آية ولا يحفظون الا آيات السيف وهي آيات ظرفية فقد كان القرءان يتنزل والواقع متحرك ولا يقبل الثبات فهم كالحمار يحمل أسفارا، بدليل راهب بوذى يحرض البوذيين علي قتل المسلمين وراهب بوذى جعل من معبده ملاذا آمنا للمسلمين الهاربين من الابادة الجماعية، ويكفي ذلك دليلا علي خطل ما قاله الامام الشاطبي بأن الرسوخ في العلم يعصم الانسان من التحيز بمعني الفصل بين الذات والموضوع، وقد ضاع الاسلام في ركام هائل من الأقوال والمقولات والمتون والشروح والتفاسير وشطحات الفقهاء والوعاظ والدعاة وفقه الترغيب والترهيب وتحققت مخاوف عمر بن الخاب عندما نهي عن تدوين الأحاديث النبوية لكي لا تطغي علي الكتاب المنزل والصديق عندما قال هذا كتاب الله بينكم لن تضلوا ما تمسكتم به، فقد أصبح لدينا تلاميد مقدسة كتلاميد اليهود والنصارى، وأدعياء الاسلام والكراهية الدينية هم المسئولون عن الفتنة الدينية في مانمار وأفريقيا الوسطي وينشطون الآن في تشاد وأصبح الاسلام تنينا لاخافة الأطفال في أوربا وأميركا ، ولا جدوى من الحوار والمناصحة ولا خيار سوى التعامل معهم بالقانون لأنهم كالقطار لايستطيع السير خارج القضيب وعقولهم لا تعمل الا في اتجاه واحد تأخذ ولا تعطي، بدليل أن الذين أطلق سراحهم في السعودية سرعان ما عادوا الي تنظيم القاعدة في اليمن أو كونوا خلايا محلية فقد كان اعلان التوبة تقية، ويقول كارل ياسبرز مفكر ألماني توفي سنة 1883 عندما يتردى الانسان ويخاف من المسئولية ويخشي من الحرية يعتنق فكرا دينيا أو فلسفيا، وقد يكون هؤلاء هم الداعشيون والجماعات الارهابية في أوربا ومنهم كارلوس، أو يصم الحياة كلها بأنها خواء فينهج نهجا عدميا وقد يكون هؤلاء هم الدراويش والفوضويون سكان الشوارع الذين كانوا يعرفون بالهيبز. داعشية الترابي والترابيين: بدأ العنف السياسي باسم الاسلام في جامعة الخرطوم والطيب سيخة ورقصة العجكو وانتقل الي العالم العربي والاسلامي فالترابيون أصل الداعشية وجرثومتها الأولي، وللداعشية جذور ممتدة في تراثنا العربي والاسلامي لكنها كانت حبيسة بين طيات الكتب الي أن أطلقتها الحركة الترابية في السودان، وكان الخوارج في القرن الهجرى الأول يكفرون ويقتلون كل من خالفهم في الرأى ويشيرون الي مخالفيم بالقعدة ويحلون دمهم ومالهم وعرضهم، ويزعمون أنهم اشتروا من الله أنفسهم بأن لهم الجنة ويعرفون بالشراة، ولا يختلف ذلك عن أعراس الشهيد وقتلاهم في النار وقتلانا في الجنة والله معنا وضد الآخرين ، وكان الترابي يقوم بدور المأذون ووكيل العروسين بالوكالة عن الله في الأرض ولا يختلف ذلك عن صكوك الغفران التي كان يصدرها البابا في العصور الوسطي، لكن الخوارج كانوا يستثنون أهل الكتاب ولولا ان واصل بن عطاء وتلاميذه كما جاء في ابن كثر والطبرى ومصادرى أخر ادعوا بأنهم نصارى لما أفلتوا من القتل، وكان الترابي داعشيا عندما قال أمام غيره من المعتقلين في سجن كوبران الشعب السوداني لن يسلك الطريق المستقيم الا بالقهر وقد يكون القهر شاذا لكن الناس سرعان ما يعتادون عليه وكذلك الزبير محمد صالح عندما قال انهم علي استعداد للتضحية بثلثي الشعب السوداني، ولا يزال للداعشية وجودا تحت سطح النظام فمن أطق النار علي المتظاهرين في سبتمر وقتل مأتين منهم؟ وسيكون قادة النطام أول الضحايا بتهمة النكوص ، وكان الانقلاب العسكرى هدفه خلق واقع جديد وتكريسه بقوة السلاح في مواجهة الأحزاب الطائفية المتهمة بالمماطلة والتسويف في تطبيق الشريعة الاسلامية. خاتمة: للمزيد يمكن الرجوع الي كتابي بعنوان انتكاسات التحول الحضارى في السودان المحتجز لدى المصنفات الأدبية منذ أربعة أشهر مع أن مستشار المصنفات الدكتور ربيع عبد العاطي أجازه وأثني عليه وكذلك كتابي بعنوان المهجرون بسبب خزان الحامداب ، وصادروا كتابي بعنوان مشاهد في الطريق الي قاع الهاوية من المكتبات ومعرض الخرطوم وحرموا الاعلان عنه أو التعليق عليه ويحمل رقم التصديق والرقم القومي، وطبعته بالدين بوساطة محجوب شريف والدكتور قاسم بدرى، والدين في الكتوف والأصل معروف وعند الله يجتمع الخصوم. عبدالله محمد أحمد الصادق كاتب صحفي ومحلل سياسي محظور