لم يدم وقت طويل على تولي دونالد ترامب منصب رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية حتى كشف عن رؤيته تجاه الدول المسلمة ، ووقع على قانون حظر دخول مواطني سبع دول إسلامية إلى الولاياتالمتحدة وهي: السودان والعراقوإيران وليبيا واليمن وسوريا والصومال. ويرى المحللون أن هذا القرار كان خاطئا لأنه يستهدف الدول التي لم يشارك مواطنوها في أي عملية إرهابية في الولاياتالمتحدة بينما يتجاهل الدول التي تصدر الإرهاب والعصابات المتطرفة إلى العالم وهي السعودية وتونس والشيشان والمغرب وغيرها من الدول التي ذكر اسمها تقرير الأممالمتحدة في العام الماضي من ضمن البلدان المصدرة للإرهاب في العام 2016. وجميع هذه الدول من الدول التي لا تقيم علاقات اقتصادية مع الولاياتالمتحدة بينما تنفق السعودية وباقي دول الخليج مليارات الدولارات لشراء الأسلحة من أمريكا إضافة إلى استثماراتها في الولاياتالمتحدة ما يجعل ترامب ينظر إلى الخليجيين كأكياس الذهب والفضة، ولكن الأمر يختلف مع الدول السبع التي جعلها الرئيس الأمريكي في قائمة المحظورين من السفر إلى أرض الأمنيات. بالنسبة لإيرانوالعراق وسوريا واليمن من الواضح أن اللوبي السعودي يعمل على قصالهلال الشيعي الذي تحاول إيران أن تفرضه على منطقة الشرق الأوسط ، فنرى أن هذا القرار يمكن أن يعتبر هبة من ترامب إلى السعودية للحصول على رضاها وجلب دولاراتها النفطية. وبذريعة تواجد داعش في العراق وسوريا وليبيا والجماعات المسلحة في الصومال يمكن أن نغمض العينين عن جعل هذه الدول في قائمة المحظورين ، ولكن الأمر يختلف تماما مع السودان؟ إن النظام السوداني كان ولا يزال ينتهك القوانين الدولية لحقوق الإنسان فهو يشرد الآلاف ويقتل المئات ويسجن العشرات من المدنيين الأبرياء والغرب يوجه إليهبعض العقوبات الإقتصادية والسياسية ولكن العقوبات الرئيسية الأهم لا تتوجه إلى النظام فلو كان هكذا لشلت يداه ولفشل أركان السياسة والعسكر في سنة واحدة ولكن العقوبات تسببت في تعطيل النظام الاقتصادي والصحي للشعب والبشير جالس في قصره لا يهتم بالعقوبات ولا بمطالب شعبه. الحقيقة أن العقوبات لا تهدف إلا الشعب السوداني وتأتي السعودية حينا بعد حين ويدعي أنها خففت من آلام السودانيين وتفاوضت مع أمريكا لرفع بعض العقوبات التي فرضتها هذه الدولة على الشعب السوداني الذي وقع ضحية بين قتل النظام وظلم الغربيين واستغلال السعودية. فلا يمكن لنا إلا أن نعتبر دخول السودان في قائمة حظر الدخول إلى أمريكا استمرارا لتلاعب الولاياتالمتحدة والمملكة السعودية بنظام البشير الفاشل وجعله آلة لعبة يفرض عليها الرؤساء الأمريكيون عقوبات غير شرعية وتصطاد الحكومة السعودية من الماء العكر وتدعي مساعدة الشعب السودانيبالتفاوض لتخفيف العقوبات التي فرضتها حليفها. فهل من الخطأ أن نعتبر الشعب السوداني ضحية اللعبة الخطيرة التي بدأتها السعودية وتساعدها الولايات المتحدة؟