إن كانت ادعاءات الجزولى في أن مقالاً وخطبة قد أخافت من وصفهم بالعلمانيين من الكتاب، فإننا نبارك له نصره المظفر، وقد حسم أمره باكراً فما الداعي لاستثارة مشاعر المناصرين وتحفيز المتشددين، الرجل ذييل بيانه بصفته المنسق العام لاسناد الحوار، وليس واضحاً عما اذا كانت تلك فئة أخرى من فئات أظهرت نفسها تحت عباءة أو مظلة، قال: (أما الغلاة منكم و المفترون الطفاة فليس لهم من العبارة الا أغلظها ومن الكلام إلا أشده لساناً كسيف الحجاج يمزق باطلكم و قلماً كرمح ابن ابي وقاص لا يخطئ هدفه، يفقع عين الباطل ويعمق األم،أيها الجرزان من بني علمان سواء كنت إماماً للتكفير أو التفجير، فهذا السب و الشتم والافتراء لن يحلكم فنحن ماضون في سلخكم بالفكر و ذبحكم بالقلم ولننظر من الذى سيتألم، و لا نامت أعين الجبناء. الرجل هدد في بيانه بإعداد ( 10,000 ) شاب سيتولون حماية ( شعبنا )، الجزولي سمى بيانه الصحفي في لغة بالغة الاسفاف (العلمانيون والبول على السراويل )، وحشد من الألفاظ ما لا يليق حتى ببني شيطان، فلا شك أن الرجل سيتحمل نتائج أفعاله، في الحاضر و المستقبل. أما أغرب ما سجله من مواقف فهو مطالبة الأستاذة شمايل بالإعتذار في حالة من الغرور بالنصر الكذوب، هل ما كتبته شمائل يندرج تحت بند الحق الخاص حتى يقبل فيه الإعتذار؟ وهل الجزولي مفوض من أي جهة بالسهر و حماية الحق العام؟ و هل لديه ما يفيد بذلك ؟ و اذا كان الأمر ينتهي بالاعتذار فما الداعي لهذه الضجة و الصراخ؟ لقد هزم الجزولي ادعاءه الباطل بهذه الدعوة الغريبة و نصب نفسه إماماً يحكم ويجرم ويعفو!، وبلغ بهو الزهو مبلغاً حتى لم يلتفت لرأي صنوه الطيب مصطفى صاحب الحق الحصرى في دعاوى الانقسام، سعى لتقسيم البلاد وانفصل الجنوب، وتلفت فلم تسعفه مصطلحاته في نشر الفتنة، فافتعل معركة لتقسيم المجتمع الى علمانيين و إسلاميين، ذلك هو الطيب مصطفى صاحب الثور الأسود، و راعي الفتنة القادمة. لا شك أن الجزولي ركب موجة في متلاطم بحر ليس له قرار، وو ضع أفكاره في امتحان سقط فيه منذ البداية، الجزولي رأى خوف العلمانيين ( بول على السراويل)، وهو لا يعرف الفرق عند الفقهاء بين الحجاج و ابن أبي وقاص، الأول أغلب قتلاه من المسلمين، و الثاني أغلب قتلاه كانوا من الفرس المجوس، فاستشهد بسيف الحجاج و رمح ابن أبي وقاص في موقف واحد، هذا الفهم السطحي لتاريخ الإسلام هو المسؤول عن وجود أمثال الجزولي، تفكيراً أو تفجيراً. الجزولي نفى عنه أن يكون من أهل داعش و ربما صدق، فالدواعش بكل ما فيهم من تشدد و إرهاب باسم الإسلام، و بكل ما يقومون به من أعمال تقشعر لها الأبدان تحت راية الدولة الإسلامية، فهم أكثر ميلاً لعفة اللسان مما يقول به الجزولي، و كانوا أكثر فصاحة و حجة جلبت لهم ألاف الشباب و إن كانوا على باطل فيبدون شجاعة في القتال في وجه أحلاف (الكافرين)، الجزولي يهزم نفسه في محاولة بناء مجد زائف في معركة لم يكسبها أحد قبله،، قال سيدنا عمر (أصابت إمرأة و أخطأ عمر)، و نحن نقول أصابت شمائل، علينا ما عليها، و لنا ما لها، متى كان الفكر يذبح و القلم يسلخ؟ يا هذا إنك أمرئ فيك جاهلية، و لنا عودة..