وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تقارير: القوات المتمردة تتأهب لهجوم في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل حول اجتياح رفح    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    "تيك توك": إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شكوى الجريح الي الغربان والرخم .. لكى لا ننسى لازم نعرف الحقيقة


خواطر ومواقف وأفكار
مقدمة
لولا الضغوط المتواصة من الداخل والخارج والهزائم المنكرة في الجنوب وجنوب كردفان والنيل الأزرق وشرق السودان لما وافق أعداء الديموقراطية ودولة المواطنة وأنصار الشمولية علي الجلوس علي مائدة المفاوضات في نيفاشا ودستورها وحكومتها الانتقالية، فلم يكن للحكومة وجودا في الجنوب خارج جوبا وملكال، لكن ذلك كان تقية بدليل أنه تحالف متنافر وغير معلن داخل وخارج النظام يختلف ويأتلف ويلتقي في افشال السلام وفصل الجنوب بالعمل ضد الوحدة الجاذبة المتفقعليها في نيفاشا ليأتي الانفصال مطلبا جنوبيا للتهرب من مسئولية الانفصال وتحميل المجتمع الدولي تلك المسئولية، وبدليل أنه لا يزال قائما لمعارضة الاعتراف بفواتير ومستحقات السلام، ويلتقي في التمسك بالسلطة والالتفاف حولها والتمترس خلفها وهم يعلمون جيدا ان السلام غير ممكن بدون الاعتراف بمستحقاته، وأطراف هذا التحالف الشيطاني النازية الدينية التي تعرف الآن بالداعشية والتعالي والقطرسة العنصرية وكان البيض في جنوب أفريقيا وأميركا يدعون التدين أيضا ومنهم عصابة كوكس كلان لكنهمينتقون من التوراة والانجيل وأقوال المسيح ما يناسبهم ولا يعترفون بأن اعتناق المسيحية يرقي بالسود الي متربة البيض وهذا شأن الفاشية في كل زمان ومكان ولا يختلفون في ذلك عن أدعياء العروبة في السودان الذين لا يريدون شريكا أفريقيا في سودانهم العربي المزعوم واليهود الذين لا يريدون شريكا عربيا في فلسطين، لكن أدعياء العروبة والاسلام في السودان لايعترفون بآيات الحرية والتسامح وخطبة النبي في حجة الوداع،ويجعلون من الاسلام والعروبة وجهان لعملة واحدة ومن الاسلام كاليهودية دينا عنصريا، ومن أطراف هذا التحالف الشيطاني الذى يقوم علي شيلني أشيلك ودعني أمر قوى الفساد والتورط والمصالح الخاصة والأطماع والتطلعات غير المشروعة، ومنهم المنتفعون من الحرب من العساكر والدفاع الشعبي والملشيات الحكومية الأخرى وكم في السودان من أثرياء الحرب والفساد المالي والادارى ، وأينما كان الصراع كانت المصالح الخاصة لأن الصراع في ذاته ضد الصالح العام، وهؤلاء يخدعون الناس بأنهم قادرون علي كسر ظهر التمرد ومن شعاراتهم الخبيثة ورونا العدو وخليكو فراجة ، وتروج لهم وتلمعهم الأطراف الأخرى وتستغلم وتعتمد عليهم ، وواجهة هذا التحالف الشيطني الطيب مصطفي الذى فقد أهليته لآى وظيفة عامة عندما قال انه لن يذرف دمعة علي فصل الجنوبوكان يحرض علي الكراهية الدينية والعرقية عن طريق الاذاعة والتلفزيون،ثم أسس حزبا سياسيا ودارا للنشر وجريدة باسم الانتباهةفمن أين له هذا؟ سؤال من الممكن الاجابة عليه بالرجوع الي توزيع غنائم الانقلاب العسكرى وسياسات التحكم في الدوائر المالية والاقتصادية واحتكار المزادات الحكومية ورفع رسوم الدلالة من خمسة الي خمسة وعشرين في المائة، وكانت وكالة دندش العريقة التي أفلست أهم محطاتي عندما كنت أعمل بجريدة الأيام، وكنت ألتقي بالأخ دندش ومدير الوكالة الأخ خلف الله العفيف وفلول المعارضة وكان توزيع الغنائم أهم موضوعات الونسة ، ولا يزال هذا التحالف غير المعلن قائما بدليل ان رئيس الوزراء المرتقب أحمد وحاج أحمد لاعادة انتاج الانقاذ وعفا الله عن الذى سلف.
العمل خارج القانون:
كنا مجموعة من كتاب الأعمدة والمقالات نتصدى لذلك التحالف الشيطاني الذى أدخلنا في هذا النفق المظلم والمصير المجهول نكون أو لانكون وهو الآن فيل والانقاذ ظله ، وأذكر أن رئيس تحرير جريدة القوات المسلحة هاجمنا ودعا الي اسكاتنا وتكميم أفواهنا لأننا نعارض المشروع الحضارى المزعوم وهو مشروع وهمي أصبح في خبر كان باتفاقيات نيفاشا ودستورها وحكومتها الانتقالية، وتصديت له بمقال بعنوان رسالة الي اللواء محمد سعيد جدا لكن كلمة جدا حذفت من العنوان وقال لي الأخ عبداله الشيخ رئيس التحرير ان في الكلمة شيء من الاستفزاز والشخصنة، وقد كان الصحفيون بأجراس الحرية يتخوفون من قنبلة داعشية موقوتة، ولست بذيئا ولا لعانا وأنا عادة لا أكتب كلاما غير مؤسس ولا اتهم الناس جذافا، لكن مشكلتي معهم أنني أجادلهم بالقرءان والتاريخ وسيرة العمرين أبو بكر وعمر بعد أن انقطع وحي السماء عن الأرض وأصبحت السلطة أمام الواقع المتغيّروالتعدد والتنوع والاختلاف، وكانت عناصرهم تهاجم سكرتارية التحرير في أنصاف الليالي وتطالب بالغاء بعض الأعمدة والمقالات والأخبار وتهدد وتتوعد، ولم يكن لديهم حيلة سوى التهديد والارهاب والتخويف والعنف اللفظي، فقد كنا نستغل اتفاقية نيفاشا ودستورها الانتقالي ونراقب تنفيذها، ولولا أن الدستور الانتقالي كان حبرا علي ورق وحبالا بلا بقر لما انفصل الجنوب ولما كانت الحرب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وفي الأيام قال لي وائل محجوب سكرتير التحرير انني أذهب اليمنزلنا وأنام ملء العيون وهم يواجهون ناس الأمن، لكن ذلك لم يكن له علاقة بالأمن في ذلك الوقت فقد تجسد القانون وتجسدت الدولة في أشخاص فوق القانون وفوق الدولة منذ بيوت الأشباح التي قال كمال عمر أنها كانت تابعة للحزب لكنه لم يقل لنا من هم الذين كانوا يعذبون الناس في بيوت الأشباح وكتمان الشهادة من الظلم الذى حرمه الله علي نفسه، وأذكر أنني شكوت لربيع عبد العاطي من مصادرة كتابي بعنوان مشاهد في الطريق الي قاع الهاوية وأجاب بأن ذلك يحدث بسبب اختلاف وجهات النظر ، وأذكر أن جماعة من الاسلاميين تقدمت بمذكر بعد مذكرة العشرة احتجاجا علي عدم وجود مبادىء وسياسات كلية حاكمة وأن كل مسئول ينطلق من مفهومه الخاص وتركيبته الكيمائية وميوله الشخصية ومزاجه الخاص ولا تقوم الدولة الا علي مبادىء كلية وسياسات حاكمة،ولا يجوز للدولة أن ترتكب الظلم لأن ذلك يتنافي مع مبرر وجودها، ونصحني عثمان ميرغني بالاحتجاج والمطالبة بحقوقي ولست عثمان ميرغني وجريدة التيار وليس لدى شيئا من القدرة المادية والصحية لمناطحة جهاز الأمن وقد أصبح للعدالة ثمنا باهظا يعرف بالرسوم القضائية، ولست علي استعداد لاستخراج شهادة فقر للحصول علي حقوقي وهم يعلمون أنني طبعت الكتاب بالدين وعند الله يجتمع الخصوم، وقديما قالواان السلطة كالنار من اقترب منها أحرقته ومن ابتعد عنها لم ينل شيئا من دفئها وطلاب دفء السلطة كثيرون، وينسب الي ملك حكيم قوله أسعد مني رجلا داره واسعة ودابته سريعة وزوجته صالحة لا يحتاج الينا فنزدريه ولا يعرفنا فنؤذيه ، ولست ذلك الرجل ولا أملك من حطام الدنيا سوى معاشي الذى طففته الانقاذ، وبلغ من صبابة العيش طففتها الأيام طفيف بخس علي حد تعبير البحترى، والسجين أحسن حالا من السجان علي اية حال، وهاجر الرفاق وأنا طائر مكسور الجناح فأصبحت كما قال أحمد محمد صالح ذهب الذين أحبهم وبقيت مثل السيف وحدى.
إختراق القوات المسلحة :
كانت منظمة الدعوة الاسلامية تدير سلاح التوجيه المعنوى منذ التحالف بين نميرى والحركة الترابية وما يعرف بالقيادة الرشيدة قبل سبتمبر 1983 باسم الدعوة الاسلالمية وهي منظمة اقليمية استضافها السودان لأهداف انسانية لكنها كانت ضالعة في السياسة الداخلية وكانت ذراعا للجبهة الاسلامية،ومن ذلك البرنامج الاذاعي الخاص بسلاح التوجيه المعنوي الذى كان يعده ويقدمه اسحق فضل الله الصحفي بجريدة القوات المسلحة والذى تحول الي برنامج تلفزيوني بعنوان في ساحات الفداء في عهد الطيب مصطفي للتحريض علي الكراهية الدينية والعرقية وتأجيج نيران الحرب الأهلية التي تحولت الي حرب دينية وعربية افريقية عندما صنفت الانقاذ السودانيين الي عرب وغير عرب ومسلمين وغير مسلمين وسلحت القبائل العربية ضد القبائل الأفريقية، وبذلك سقطت الدولة القومية في السودان وأصبحت طرفا في الصراع ولا تصلح أن تكون حكما فيه، ويفترض أن تكون جريدة القوات المسلحة اصدارة مهنية لكنها كانت صورة مكررة لجريدة الراية لسان حال الجبهة الاسلامية واخواتها الخمسة، وكانت الجبهة الاسلامية تدعي أنها حزب قومي لكنها في الحقيقة حزب طائفي ثالث بحكم أهدافها المعلنة وأشر الثلاثة أم عمر لأن المسلمين والعرب في السودان قلوا أو كثروا طائفة من المجتمع السوداني، ومن ذلك كورس الدعوة الذي كانت تديره وتموله المنظمة، وكان الضباط يتسابقون عليه للنقل الي الخرطوم وهروبا من محارق الحرب وطمعا في الامتيازات التي توفرها المنظمة ومنها رحلة الي الأراضي المقدسة للعمرة بضم العين والعمرة بفتحها، وتواصل الكورس حتي عهد حكومة الصادق المهدى، وكنت أحذر من عواقب وتبعات ذلك الكورس في مقالاتي بجريدة الأيام وعندما تجاهلتني الحكومة قلت سيان في الدكتاتورية تجاهل الرأى الآخر أو قمعه،وصحت توقعاتي فقد كان الضباط الذين قادوا الانقلاب ضد الديمقراطية من خريجي ذك الكورس، وكان بعض أدعياء الاسلام وأذنابهم يعلقون علي مقالاتي ويحاولون تبرير ما لا يمكن تبريره، وكان المهتمون بالشأن العام علي يقين من أن الجبهة الاسلامية لن تتقبل الهزيمة في أبريل التي كانت رفضا جماهيريا لتوجهاتها الفاشية فقد كان المتظاهرون يهتفون ضدها ويهاجمون دورها وبنوكها بالطوب والأحجار ويتهمونها بالمتاجرة في الدين وتجويع الشعب السوداني، وكان للجبهة الاسلامية خمسة صحف يومية تطلق سحبا من الدخاخين في الساحة السياسية لاضعاف الديموقراطية تمهيدا للأنقضاض عليها فقد كانت مشاركتها في لعبة الديموقراطية تقية بدليل مؤامرة حل الحزب الشيوعي في سنة 1968 فهي لا تعترف بقوانين اللعبة وحكامها بطبيعة أهدافها المعلنة، وكانت تصفية القوات المسلحة التي أعلنها الترابي في حديثة الي جريدة القبس الكويتية معلنة وليست خفية ويقصد بها تحويلها الي مليشيا عقائدية كالحرس الجمهورى في عهد صدام والحرس الثورى فيايران كامتداد للدفاع الشعبي لتأمين الترابي والترابين ضد الانقلابات المضادة وكان ذلك جريمة ترقي الي تخريب الدولة والخيانة الوطنية، فقد كانت القوات المسلحة كجيش سيف الدولة الحمداني الذى وصفه أبو الطيب بقوله تجمع فيه كل لسن وأمة فما تفهم الحداث الا التراجم فقد كانت القوات المسلحة برلمان الشعوب السودانية غير المنتخب وهذا ما كان يخشاه الترابي، ويقدر عدد الضباط الذين شملتهم التصفية بأكثر من ثلاثين ألف ضابط وصف ضابط لكن الترابي وقع في شر أعماله فلو لا ذلك لما كانت الهزائم المنكرة والمعرفة قوة والجهل ضعف ولا قيمة للولاء بدون المعرفة، وقال عثمان ميرغني ان التصريحات التي تصدر من قادة جهاز الأمن الوطني تشير الي أنه ادارة من ادارات حزب المؤتمر الوطني وليس مؤسسة قومية وينطبق ذلك أيضا علي التصريحات التي تطالعنا بها قيادات القوات المسلحة، وتبعية قوات الدعم السريع التي كانت قوة ضاربة وذراعا لجهاز أمن الدولة لرئيس الجمهورية يتنافي مع قوميتها فاما أن تسرح أو تدمج في القوات المسلحة كأفراد يخضعون لآسس ومعايير تعيين الضباط والجنود ويفترض أن القوات المسلحة مؤسسة قومية يحكمها قانون القوات المسلحة ولا يجوز بأى حال من الأحوال وجود أجسام عسكرية خارج القوات المسلحة، ويبدأ الاصلاح بحل الدفاع الشعبي وأى ملشيات أخرى ، وكذلك الاحتياطي المركزى التابع لوزارة الداخلية الذى تحول الي قوة ضاربة تحارب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وأعلن مسئول كبير في الشرطة الاتحادية أنهم لن يسمحوا باسقاط النظام بالمظاهرات واحراق الاطارات فما يقال عن قادة الجيش وقادة جهاز الأمن يقال عن الشرطة، ولا تتحق العدالة الا باستقلال المؤسسات العدلية ومنها الشرطة واستقلالها من استقلالل العاملين فيها.
ياسر عرمان في الخرطوم:
في أول لقاء مع ياسر عرمان في الخرطوم قلت له جئتم من الغابة لكن الخرطوم قبل وصولك كانت أيضا غابة وكنت أخشي أن تكون حكومة نيفاشا ديموقراطية رابعة تعقبها ديكتاروية وكما توقعت سرعان ما عادت حليمة الي عادتها القديمة بفشل نيفاشا وتجددت الحرب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وعرضت عليه مسودة كتابي مشاهد في الطريق الي قاع الهاوية، وسرعان ما اتصل بي سكرتيره وطلب مني فاتورة مبدئية لطباعة الكتاب والاستفادة منه في تنوير كوادر الحركة وطلابها بالمدارس والجامعات، لكن ياسر عرمان فشل في توفير مبلغ سبعة عشر ألف جنيه تكاليف طباعة خمسة ألف نسخة، وفي المقابلة الثانية والأخيرة قال لي ان الطباعة في مصر أرخص ولديهم مطبعة في القاهرة تتعامل معهم بالحساب المفتوح، ولا أعرف ما جرى بعد ذلك الي أن عاد ياسر عرمان الي الغابة ولا أعرف لماذا؟ وربما نصت اتفاقية نيفاشا علي وقف العدائيات لكن أعداء الديمقراطية كانوا يواصلون الضغوط علي الصحافة الحرة، ولولا نيفاشا لما وافقت المصنفات الأدبية علي طباعة ونشر الكتاب ولدى الآن كتابان معلقان منذ أربعة أشهر، وكنت في حيرة من أمرى الي أن تصدى لطباعة الكتاب الأخوان محجوب شريف والدكتور قاسم بدرى انطلاقامن حسهما الوطني ومسئوليتهما الأخلاقية واتفقا مع مطبعة علي طباعة الكتاب بالدين ولولاهما لما قدر له أن يصدر، وشاركت مجموعة من الناشطين في التوزيع، وكنا نعتمد علي الندوات والليالي السياسية التي أوقفت بعد الانفصال وعادت حليمة الي عادتها القديمة، وأذكر أننا في الليلة السياسية التي أقامها الحزب الشيوعي بميدان المدرسة الأهلية بامدرمان بعنا ما يقارب اللف نسخة، لكنهم صادروا الكتاب من المكتبات ومنعوا عرضه أو الاعلان عنه أو التعليق عليه، وكانت الايصالات التي سلمت للمكتبات في شكل فورم يحمل ختم وتوقيع المصنفات لكن الادارة المختصة فوجئت بذلك ووعدوني باستدعاء الموظف الذى وقع علي الايصالات والتحقيق ومعه ومحاسبته، وفي مايو كنا نعلم أن زميلا منا يتجسس علينا لحساب الأمن وكنا نتشوق لاكتشافه لكن مستدندات جهاز الأمن المايوى التي قال عمر عبد العاطي النائب العام في حكومة الجزولي دفع الله أنه سلمها الي المجلس العسكرى الانتقالي اختفت ويقال أنها أحرقت، وكان ذلك ينطبق علي كافة المؤسسات الحكومية .
شياطين الانس:
المتدينون الحقيقيون غادروا قطار ابراهيم شمس الدين عندما قال ان قطار الشريعة قد انطلق لمن شاء أن يركب في أول محطة خوفا علي دينهم بعد أن اتضح لهم أنها للسلطة والمال والجاه والنفوذ وليس لله كما يزعمون وأن خطه الي جهنم وليس الي الجنة، وكان القطار بدون كمسارى فركبه شياطين الانس، والتدين ورع يعصم الانسان من الوقوع في الظلم أكبر الكبائر بعد الشرك بالله أو الاعتداء علي حياة أو كرامة الانسان الذى كرمه الله، واستطالة القوى علي الضعيف والغني علي الفقير ظلم وكل فعل مسىء ظلم، ولا يوجد مايبرر الظلم أو يعلو فوق الحق لأن العدل مطلوب لذاته، وليس أكبر عند الله من صيحة مظلوم لا يجد من يسمعه أو قاض ينصفه لذلك فصل عمر بن الخطاب بين السلطة التنفيذية والسلطة القضائية لأن السلطة التنفيذية كالراعي حول الحمي يوشك ان يقع فيه، لكن الانقاذ كانت كعبيد الله بن زياد طاغية العراق عندما قال لن نصل الي الحق حتي نخوض في الباطل خوضا، وجاءوا اليه بأعرابي متهما فقال له قد تكون بريئا أيها الأعرابي لكن في قتلك صلاح الرعية، فقد كان ميكافيلي من تلاميذ عبيدالله بن زياد والحجاج بن يوسف الثقفي وأبو جعفر المنصور،وقال عمر بن الخطاب ان براءة ألف مذنب خير ادانة برىء واحد وأصبح ذلك قاعدة في التشريع الجنائي الحديث بمعني الشك يفسر لصالح المتهم وان المتهم برىء الي أن تثبت ادانته ولا يجوز مسه بأى عقوبة نفسية أو جسدية، وكان حيران الترابي يبررون التعذيب اعتما دا علي قصة المرأة التي كانت تحمل رسالة مخبأة في شعرها لكن خبر المرأة كان وحيا من السماء وقد انقطع وحي السماء عن الأرض قبل الترابي بأربعة عشر قرنا، والظلم أصل الشر في هذا الوجود وليس المرأة والثروة كما كان يزعم مزدك نبي الفرس الأقدمين، ومن علامات الانسان المتدين الغيرة علي العدل والصدق مع النفس والأمانة في القول والتطابق بين القول والفعل والظاهر والباطنوالحق في الاسلام لك أو عليك بمعني الشفافية المطلقة، لذلك لاتطيق السلطة أن تكون اسلاما لآن الدين كمال والدولة جهد بشرى ينقصه الكمال، وقديما قالوا ليس أكبر عندالله من كذبة أمام علي منبر ووسائل الاعلام في عصرنا هذا منابر أخطر من منابر المساجد لذلك جاء ترتيب الكذب في قائمة الكبائر قبل الزنا والخمر، وقد يكون الكذب فعلا مرتدابتضليل الانسان واستدراجه الي حتفه،وآيات المنافق ثلالثة اذا حدث كذب واذا أؤتمن خان واذا وعد أخلف ومن غشنا ليس منا وانما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق والدين المعاملة والمؤمن قد يؤتكب الذنوب لكنه لا يكذب، وقديما قالوا الرائد لا يكذب أهله، وقد تكون النفس اللوامة كالنفس الأمارة بالسوء لا تصلح للوظيفة العامة لأن الأولي تردد وخوف واحجام والثانية فساد وافساد، وكان موظفوا الخدمة العامة الذين اتهمهم الترابيون بالتسيب الديني والتربية الاستعمارية لتبرير ما لا يمكن تبريره يتهربون من عضوية مجالس التأديب خوفا من الوقوع في الظلم وكذلك كان فقهاء السلف الصالح يتهربون من وظائف القضاء، وكانوا يحذرون تلاميهم من أكل طعام السلاطين أو قبول هداياهم لما في ذلك من شبهة الظلم، وسأل موظف صغير مالك بن دينار هل أنا من أعوان الظلمة؟ فأجابه أعوان الظلمة الذين يصنعون لهم طعامهم ويغسلون لهم ثيابهم أما أنت فمن الظلمة أنفسهم، والقاعدة الأصولية في الاسلام لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وفي المفاصلة انحازت النفوس الأمارة بالسؤ الي السلطة بعد أن جفت ينابيع الريالات والدولارات البترولية لأن السلطة دجاجة تبيض ذهبا وبقرة حلوب، وقال الترابي ان الاستثمارات في شركة جياد وقدرها خمسمائة مليون دولار من أموال الحركة الاسلامية ومن للتبعيض ونعلم أن مأتي مليون دولار أكلها الدودو في أميركا، وكانت وزارة الرى في حكومة نيفاشا من نصيب الحركة الشعبية وأزعج ذلك أبل عبدالله بن عمر التي ترعي في حما السلطة والنفس الأمارة بالسوء التي تمد الجسور وتسهل الأمور وتصنع الفرص وتهتبلها وكان الخيار الوحيد الممكن فصل ادارة السدود عن وزارة الرى لأن المشروعات الكبرى كخزان الحامداب رمة فيل ترتع فيها الحيوانات والطيور الرمامة وكانت الخصصة كذلك، والتقت النفوس الامارة بالسوء داخل الانقاذ مع الشركات الدولية المتهمة بالفساد والافساد في عدة دول وقال أسامة عبد الله أنه حصل علي عمولة قدرها عشرة مليون دولار من احدى الشركات ووظفها في كبرى كريمة مروى وقد توجد عمولات لم تعلن، وتعترف حكومة الانقاذ بالسمسرة والعمولات ومن شعاراتهم المعلنة بارك الله في من أنفع واستنفع ورأس المال يفلس اذا توقف عن الدوران، وقال الامام الغزالي ان الطلاب في زمانه كانو ا يقبلون علي دراسة الفقه لمنافقة السلاطين وأكل أموال اليتامي والمساكين،وهم يقبلون في عصرنا هذا علي دراسة الاعلام لتضخيم الانجازات وتبرير الاخفاقات وتلميع الشخصات والتطلع الي الفضائيات العربية والريالات والدولارات البترولية، وأصبح الاعلاميون العرب كالشعراء العرب منذ عصرهم الجاهلي في خدمة السلطة والمال والجاه والقوة والنفوذ الا من رحم ربي.
الادارة الأهلية في الشمال:
بدأت الانقاذباحياء ميّت الادارة الأهلية التي تعرضت لهزة عنيفة بحلها في أوائل العهد المايوية فقد كان الشيوعيون كالاخوان المسلمين لا يعترفون بالواقع ويتعاملون معه، وكانت الهزة الأولي في عهد الادارة البريطانية عندما اصبح ومفتشو المراكز يراجعون ويتدخلون في أحكامها العرفية، وبصدور القوانين الجنائية والمدنية أصبح أبناء القبائل يفضلون الاحتكام الي المحاكم الحديثة، ولا يزال الناس في السودان يتندرون بأحكام العمدةود نواى في كوستي، فأصبح زعماء العشائر موظفون لجباية الضرائب ويعرفون بكلاب الحكومة، وكان مفتش المركز البريطاني يستقبل ناظر القبيلة عند باب مكتبه ويجلسه ويطلب له القهوة أما الضباط الاداريون في العهد المايوى فقد كانوا يتعالون ويتغطرسون عليه أمام أهله وحاشيته كموظف من صغار موظفيهم، وجاءت الانقاذ وحاولت احياء القبلية والادارة الأهلية وجعلت من القبيلة ماعونا سياسيا في مواجهة الاعراض والنفور من جانب المجتمعات الحضرية والمقاومة والمظاهرات واحراق الاطارات، وأصبح زعماء العشائر رموزا سيادية لهم وظائف دستورية ومخصصات مليونية وعربات رباعية وجوازات دبلوماسية وأصبح ذلك منصبا سياسيا واداريا يتطلع اليه الكثيرون من ضبابين السياسة ومرتزقتها الذين يتاجرون بأهلهم في سوق السياسة بعد أن اهترأت الولاءات العائلية والوراثية القديمة، وأصبح لنا حكومات قبلية الي جانب الحكومات الولائية، أما في شمال السودان فقد أصبح زعماء العشائر في خبر كان بفضل انتشار التعليم وحضور الدولة والهجرة من الريف الي المدينة، لكن حماد يريد أن يكون فارس القبيلة وضوء بيتها وعنترها بما يقدم من خدمات لاكتساب وزن في كونفدرالية القبائل المتحدة التي تعرف بالانقاذ، وكان خزان الحمداب فرصة سانحة وقد لا تتكرر وكانت المنافسة في دار الشايقية بين أسامة عبدالله وصلاح قوش وكانت الغلبة لأسامة عبدالله بدليل ان مايعرف بالمشروعات المصاحبة تزيد تكاليفها علي تكاليف تهجير واعادة توطين المتأثرين بقيام الخزان الذين جرى نفيهم من شاطيء النيل الي الصحراء، وللمزيد يمكن الرجوع الي كتابي بعنوان المهجرون بسبب خزان الحامداب الفصل الثالث بحسابي علي الفيس بوك ولا يزال الكتاب معلقا لدى المصنفات الأدبية منذ أربعة أشهر، فليس للانقاذ صليح في السودان بدليل مقاطعة الانتخابات الأخيرة، لكن النظم الشمولية في العالم العربي اخترعت عصبية لم تخطر ببال ابن خلدون بتوسيع دائرة الفساد والافساد والتورط والمصالح الخاصة وهؤلاء لا يدافعون عن الانقاذ بقدر ما يدافعون عن أنفسهم، لذلك تعمل الانقاذ ألف حساب للمجتمع الدولي ولا تكترث بالرأى العام في الداخل لأنها تتعامل معه بالعصا لمن عصا والقنابل الغازية والرصاص الحي عند اللزوم مثلما حدث في سبتمبر .
المناصير والفور والزغاوة:
كان الوضع في المناصير أسوأ من دارفور لغياب المجتمع الدولي ومنظمات الاغاثة الدولية، وبدأت في متابعة قضايا المهجرين منذ أول اجتماع بين عوض الجاز ولجنتهم التنفيذة المنتخبةفي أواسط التسعينيات، واستعنت في اعداد مسودة كتابي بعنوان المهجرون بسبب خزان الحامداب بارشيف مقالاتي حول هذه القضية، مع الاستفادة من كتاب علي خليفة عسكورى الذى يشمل مآسي المهجرين بسبب الخزانات في شتي أنحاء العالم منذ القرن التاسع عشر وهو سفر لو تعلمون عظيم، وسيان عندى دار المناصير الذين انتمي اليهم ودار المساليت، ولدى ارشيف من المقالات حول دارفور وسأحاول الاستفادة منه في اصدار كتاب جديد، ولم نكن في الخرطوم نعرف أى شيء عن كارثة الجفاف والتصحر الي أن وصل الرعاة بأغنامهم العجفاء الي أم درمان ومات الكثيرون منهم ومن إغنامهم جوعا وعطشا عبر الصحراء، ولولا ان كمال الصادق مدير تحرير جريدة الأيام كان حاضرا في مؤتمر الفاشر التداولي عندما كانت النار لا تزال مشتعلة في القرى التي أحرقت والطيور الرمامة تحلق فوقها بحثا عن شواء لانسان أو حيوان لما كنا نعلم شيئا عن تلك الجرائم البشعة الا بعد تدخل المجتمع الدولي فقد كان الشعب السودان كالزوج آخر من يعلم، والناس لا يغادرون ديارهم وأرضهم ويواصلون السير ليلا ونهارا ويلجأون الي الدول المجاورة الا في حالة الذعر والخوف الشديد علي حياتهم والا اذا رأوا بأعينهم وليس من رأى كمن سمع،وكان المتهم في مؤتمر الفاشر التداولي الجنجويد وهم فصيل من فصائل الدفاع الشعبي باعتراف قائدهم موسي هلالوالمستندات المالية التي نشرت مصورة بصرف مخصصاتهم النقدية والعينية، ويحذف الفاعل ويبني الفعل للمجهول اما للخوف من الفاعل أو الخوف علية فقد كان الترابي هو المتهم الأول عندما دعا الي ترحيل الفور قسرا الي وادى صالح والزغاوة الي أمروابة وتوطين العرب بجبل مرة، وكان ذلك أمرا للجنجويد بالتنفيذ الفورى، ولا يختلف ذلك عن نفي المهجرين بسبب خزان الحامداب من شاطيء النيل الي الصحراء، ومن حرش الحيوان العضوض وأطلقه شريك في الجريمة ومتهم أول، وربما كان الترابي هو المسئول عن استجلاب العرب من غرب أفريقيا وتوطينهم في دارفور، وقد يكون الترابي هو الذى ورط حكومة البشير في دار فور لكن نفي المهجرين من شاطيء النيل الي الصحراء وابخاس وتطفيف حقوقهم الطبيعية جريمة ارتكبتها الحكومة، والمتهم الثالث دفع الله الحاج يوسف ولجنته القومية المزعومة، ويفترض أن يكون للجنة بصفتها القومية الحق في نشر تقريرها اذا امتنعت الحكومة عن نشره وأن تشترط ذلك قبل قبول التكليف.، وعارضت الحكومة تدخل المجتمع الدولي واتهمت منظمات الاغاثة الدولية بتنصير المسلمين ولولاها لتضاعف عدد الضحايا بسبب الجوع وغياب الرعاية الصحية، كما اتهمت قوات الأمم المتحدة بالتجسس وأميركا واسرائيل بالطمع في خيرات دارفور لتضليل الشعب السوداني وصرف الانظار عن تلك الجرائم النكراء، ومن ذلك الترويج لاسطورة ان موسي كان نوبيا وأنه مات ودفن في جبل مرة وان اليهود عبروا غربا الي دار فور وليس شرقا الي سيناء وفلسطين تكذيبا للقرءان الكريم وان الماء في دارفور يتسلق الصخور من الأسفل الي الأعلي لتبريرأطمأع اليهود في دارفور، ولولا المجتمع الدولي لما أبقي الصرب في البوسنة والهيرسك علي كل من يقولا الاه الا الله انتقاما للجرائم التي ارتكبتها الأمبراطورية التركية التي تعرف بالخلافة الاسلامية في دول البلقان عموما وصربيا خصوصا باسم اعزاز الاسلام اذلال الكفر ومن ذلك الخازوق الشهير ويمكن الرجوع الي أدب المقاومة بدول البلقان، بدليل أن المسلمين استقبلوا القوات الأمريكية بباقات الزهور، فلماذا حلال في البوسنة والهيرسك وراوندا حرام في دارفور؟ ألأن المسلمين هم الذين كانوا يقتلون المسلمين؟، وكبف تعمل قوات الأمم المتحدة في مناطق النزاع بدون مخابرات لجمع المعلومات ورفعها وتلقي التعليمات.
إدارة السدود:
تختص وزارة الرى بالمسائل الهندسية المتعلقة بالسد والتعامل مع المقاولين والشركات الأجنبية المختصة ولا علاقة لها بالتهجير واعادة التوطين، وكانت ادارة السدود ادارة من اداراتها المختصة، لذلك كانت لجنة تهجير واعادة توطين أهالي حلفا لجنة قومية تتكون من الأقاليم والوزارات والمؤسسات ذات الصلة،وتختص بالتنسيق والمتابعة والاشراف العام والتفاوض مع المهجرين والاتفاق معهم وليس لها سلطات وصلاحيات تنفيذية ولا تحتاج لأكثر من جهاز ادارى صغير للسكرتارية والأعمال الادارية الأخرى، واختارت اللجنة العاملين معها بالانتداب من الوزارات والمصالح الحكومية لأن أعمالها تنتهي بانتهاء المهام الموكولة اليها وليس لها صفة الدوام، أما الأعمال التنفيذية المتعلقة بالتهجير واعادة التوطين فتختص بها الوزارات والمصالح والمؤسسات الممثلة في اللجنة كل في مجال اختصاصهابالعمل المباشر أو الاستعانة بالمقاولين ومنها مؤسسة الرى والحفريا التابعة لوزارة الرى والمشهودلها في خشم القربة والمناقل والرهد، ومن هذه المؤسسات وزارة الصحة ووزارة التربية ووزارة الأشغال في المركز والأقليم ومؤسسات الحكم الشعب المحلي، ومن المؤسسات الاستشارية الجهاز المركزى للاحصاء وهيئة البحوث الزراعية ومركز فحص التربة ومركز أبحاث المباني بجامعة الخرطوم ومصلحة المساحة، لكن ادارة السدود تجاوزت كل هذه المؤسسات العريقة وأنشأت ادارات جديدة وعينت جيوشا من الخريجين الذين تنقصهم التجربة والخبرة العملية اعتمادا علي أمر تأسيسها الصادر بقرار جمهورى تضمن استثنائها من قانون الاجراءات المالية وقانون المراجع العام فأصبحت دولة داخل الدولة كحزب الله في لنان وخارج الرقابة الادارية والماللية، وأذكر أن النائب العام اعترض علي قرار جمهورى باستثناء موظفي البنوك الحكومية من أحكام قانون محاسبة العاملين بالدولة باعتبار أن رئيس الجمهورية لايملك صلاحية تعديل القوانين بقرارات ادارية وألغي القرار بعد أن استغله محافظ بنك السودان في فصل خمسة عشر موظفا بقرار ايجازى وهو ما كان يعرف بمجزرة بنك السودان ورفض المحافظ اعادة محاكمتم أمام مجالس تأديب بحجة أنه لا يتراجع عن قرار أصدره فكان كالطاغية عبيد الله بن زياد عندما قال لأعربي قد تكون بريئا أيها الأعرابي لكن في قتلك صلاح الرعية فكيف يكون مثل هذا الرجل مسلما يدعي التدين؟ ولماذا لم يعترض النائب العام علي القرار الجمهورى الخاص بتأسيس ادارة السدود؟ ولماذا لم يعترض وزير المالية القيم علي المال العام؟ ولماذا لم يعترض المراجع العام؟ وكيف تخصص وزارة المالية أموال لمؤسسة لا تخضع لقانون الاجراءات المالية وقانون المراجع العام؟ ولا تفسير لذلك الا في شيلني وأشيلك في حكومة القبائل المتحدة، ولا يوجد ما يبرر نفي المهجرين من شاطيء النيل الي الصحراء لوجود مايكفي ويزيد من الأراضي حول البحيرة لو لا الشنآن، لكن ادارة السدود ادعت أن هذه الأراضي غير صالحة للزراعة، وأذكر أن وزارة الزراعة أجرت دراسات جدوى لهذه الأراضي بالاشتراك مع هيئة البحوث الزراعية ومركز فحص التربة ووزعت تلك الدراسات علي المغتربين في مؤتمرهم الأول المنعقد بقاعة الصداقة في عام1985 فكيف أصبحت غير صالحة للزراعة؟ وكان كاتب هذه السطور عضوا في هيئة سكرتارية المؤتمر ، ولفت نظرى مشروع الحويلي ويتكون من ثلاثة ألف فدان منها ألف فدان درجة أولي وألف فدان درجة ثانية والباقي درجة ثالثة.
شكوى الجريح الي الغربان والرخم:
كما قلت فانني استعنت في اعداد مسودة كتابي بعنوان المهجرون بسبب خزان الحامداب بارشيف مقالاتي حول تلك الجريمة النكراء وهي أبشع جريمة ترتكبها حكومة ضد مواطنيها في عصرنا هذا بسبب الفساد السياسي وهو الأب الطبيعي لكل أشكال الفساد والانحطاط الأخلاقي كالحية لا تلد الا حية، ولم أكن أتوقع ان هؤلاء الذين يزعمون بأنهم جاءوا لتطبيق شرع الله ويدعون أنها لله وليس للسلطة والمال والجاه والنفوذ يجرأون علي مصادرة ميراثي الذى يحكمه قانون السماء وليس قانون الأرض، وكان الوالد تاجرا كبيرا بدلتا القاش وعندما هدد الطليان مدينة كسلا صفي تجارته وعاد الي المناصير وانصرف الي زراعة النخيل فقد كانت أسرتنا أكبر ملاك الجروف وأراضي السواقي بالجزيرة شرى، وكنا نتعيش علي ايرادات النخيل ومزارعة الجروف والأراضي الزراعية، وتوفيت أمنا وشقيقي الأصغر المهندس عبد الغني وتزوج والدنا في مأتم أمنا من خالتنا نفيسة كعوض فأنجبت أربعة أطفال ذكور، والتقينا في منزل الأسرة بالجزيرة شرى بمناسبة الاستفتاء الذى أجراه الجهاز المركزى للاحصاء حول الخيار المحلي واقتسمنا ميراثنا من النخيل بعد خصم نصيب الأرملة ونصيب شقيقتنا الكبرى المرحومة زينب وكان نصيب كل منا ثمانية عشر نخلة ويرث عبد الغني وأنا نصيب شقيقتنا بواقع تسعة نخلات لكل منا، ولم يظر اسمي في كشف تعويضات المنازل والحواشات والنخيل الذى أصدرته ونفذته ادارة السدودفقد اقتلعتني من جذورى ونفتني من وطني الصغير، وادعت ادارة السدود ان الكشف اعتمد علي احصاء أعدته في عام 1999، واعترضت لجنة المهجرين بأن ادارة السدود ليست جهة مختصة بالاحصاء وان الكشف اعد في غياب المهاجرين في الداخل والخارج الذين لاتريد أن تعترف بهم ادارة السدود بدليل أن منسوبيها كانوا يسألون الناس في الطرقات كم يملكون من النخيل وان الكثيرين صرفوا تعويضات عن نخيل لا يملكونه، وان الأرض وماعليها من نخيل مملوكة علي الشيوع وللمقيمين حق المنفعة مقابل استمرار وجود الأسرة والقيام بسالف البلد وسداد ضرائب الأطيان والنخيل وبدليل ان المهاجرين يساهمون في شراءوصيانة الطلمبات الزراعية وبناء المدارس والمساجد وعلاج المرضي بالعاصمة القومية، وان ادارة السدود ألغت قانون التركات وتسجيلات الأراضي الزراعية ومقرها أبو حمد ودفاتر ضريبة الأراضي الزراعية والنخيل لدى السلطة المحلية بهدف اقصاء المهاجرين، وبناءا علي ذلك كلفت وزارة العدل عددا من وكلاء النيابة للنظر في الاستئنافات ، ورفض وكيل النيابة استلام الشهادة التي قدمتها من السلطة المحلية بما أرث من أرض ونخيل وأخرجني من المكتب عند استجواب الشهود ولم يصدر قراره مسبابا في حضورى وقرأت أمام اسمي في كتيب نتائج الاستئنافات عبارة لا يستحق ، ومنح اخوتي وشركائي في الميراث حقوقهم من الحواشات والمنازل والنخيل وأنا أكبرهم سنا وراعيهم الي أن اكملوا تعليمهم وتزوجوا وأنجبوا البنات والبنين واصبحنا قبيلة صغيرة وهم الآن مهندسون ومحامون ومعلمون ومصرفيون واداريون مهنيون والأخ الأكبر أب والأخت الكبرى أم، وكانت الشكوى الي رئيس الجمهورية ووزير العدل والمحامي العام وهيئة الحسبة والمظالم كشكوى الجريح الي الغربان والرخم والمستجير بعمر عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالنار، ولم أجد في هذه المؤسسات أى حساسية ضد الظلم أو الغيرة علي العدل أو أى شعور بالمسئولية الأخلاقية والانسانية، وكان المظاليم يتصلون بي لطرح مظالمهم في مقالاتي الصحفية وان أنسي لا أنسي قضية عمال المباني الذين كانوا يعملون مع شركة تركية في بناء برج الاتصالات وأصدرت المحكمة حكما لصالحهم لكن التنفيذ توقف لعدم العثور علي المدعي عليه وقالت لي محامية العمال ان مسجل عام الشركات أفادها بأن الشركة غير مسجلة للعمل في السودان ولا يعرف مقرها واتضح للمحامية ان العطاء فازت به جهة مجهولة وباعته للشركة التركية وتعذر معرفة تلك الجهة التي فازت بالعطاء، وطرحت القضية كشكل من أشكال فساد القطط السمان وابل عبدالله بن عمر التي ترعي في حما السلطة الذى تجاوز اللحم الي العظم ، ولا أعرف ماذا جرى بعد ذلك ولا بد ان هذه القضية الخطيرة تمت دقمستها وشيلني وأشيلك والقطط السمان وابل عبدالله بن عمر في حكومة القبائل المتحدة.، فقد رأى عمر في شوارع المدينة ابلا تريانة فسأل لمن هذه الابل وقالوا لعبد الله بن عمر ترعي في حما الصدقات فصادرها.
في الأمانة العامة لمجلس الوزراء
كتبت عريضة معنونة الي رئيس الجمهورية وتوجهت الي الأمانة العامة لمجلس الوزراء التي كانت آخر محطاتي في الخدمة المدنية وكنت فارسا من فرسانها ورجل المهام الصعبة كالجوكر في لعبة الكنكان، لكني كنت فيها في ذلك اليوم كأهل الكهف في سوق المدينة فقد عصف الصالح العام بالرؤساء والمرؤسين ولم يتبقي من الزملاء السابقين غير عمر محمد صالح الأمين العام ووزير رئاسة مجلس الوزراء وحاتم حسن بخيت مدير الادارة السياسية، ومنعوني من مقابلة عمر وقالوا ان حاتم حسن بخيت لا يمكن مقابلته الا بمواعيد سابقة وتفاديت ابراز بطاقتي الصحفية ورفضوا اعطائي رقم تلفون حاتم، ويقولون ان أبوابهم مفتوحة وأرسل عمر بن الخطاب مساعده محمد بن مسلمة الي الكوفة لاحراق أبواب سعد بن أبي وقاص واليه علي العراق لأنه اتخذ لنفسه أبوابا وحراسا كأباطرة الروم والفرس، وأحالوني الي ادارة الشكاوى، وكان مدير الادارة امرأة كوزة أو من دعوني أعيش وطالبتني بالقرار الذى حرمني من ميراثي الذى يحكمه قانون السماء وليس قانون الأرض وعبثا حاولت اقناعها بأنني لم أتسلم قرارا ولم يخطرني وكيل النيابة بقراره حضوريا وانما قرأت أمام اسمي عبارة لا يستحق والقرار حيثيات ويستلزم ذلك احالة العريضة الي وزارة العدل التي صدر القرار باسمها فقالت لي انت عاوز توريني شغلي واحتد الكلام عندما رفضت استلام العريضة والتف حولي مساعدوها من دعوني اعيش تأيدا لها وتسفيها لي فانسحبت بعريضتي خوفا من العواقب والتبعات، وكانت تلك المرأة خريجة قانون وقد أصبحت كلية الحقوق في عهد الانقاذ تعرف بكلية القانون وكان ذلك اسما علي مسمي لأن القانون في عهد الانقاذ أداة من أدوات القهروالاستبداد وليس لاحقاق الحقوق،وكان طيب الذكر المرحوم هاشم مكاوى الأمين العام لمجلس الوزراء وعميد الخدمة المدنية في العهد المايوى يداعبني بأغنية النعام آدم قالوا ليا يا مسكين عليك ظلم الحسن وحسين والحسين قتل في صراع علي السلطة وقتل الكثيرون غيره في الصراع علي السلطة منذ مقتل الخليفة الثالث الي يومنا هذا، أما أنا فلست من الطامعين في السلطة فأنا صحفي موضوعه الحق والحقيقة، وحاول هاشم مكاوى الاتصال بعمر محمد صالح تلفونيا دون جدوى وكذلك الأخ بدر الدين بابكر الفاضل أما أنا فقد فضلت الرجوع من الغنيمة الاياب وخفي حنين، ونقلت تلك التجربة المأساوية في مقال يفترض ان عمر محمد صالح قرأه وان ادارة الاعلام ومديرها حاتم حسن بخيت رفعته اليه في جاكت حسب الاجراء الادارى اللازم في مثل هذا الحالات مع التوصية بتكوين مجلس تحقيق فقد كان سلوك تلك المرأة معي كمواطن سلوكا مشينا ويتنافي مع أبسط القواعد الادارية ولا يليق برئاسة الجهاز التنفيذى وعمادة الخدمة المدنية وكان المقال بعنوان رسالة الي الأمين العام لمجلس الوزراء لكن ذلك لم يحدث بدليل أنني لم أطلب للادلاء بأقوالي أمام لجنة التحقيق، فلا وجود لأى غيرة علي العدل وحساسية ضد الظلم، ويفترض أن ذلك من أهم صفات مدير ادارة الشكاوى لأن موضوعه رفع الظلم واحقاق الحق.
في وزارة العدل:
في برج وزارة العدل ذهلت للأبهة والفخامة والبذخ الادارى وأصبت بصدمة حضارية فأنا ياصحبي مازرت يوما اندنوسيا وما شاهدت آسيا وما زرت دبي ولندن وباريس، وتذكرت مكتب المرحوم صلاح محي الدين مدير ميزانية السودان بوزارة المالية المكون من تربيزة و ثلاثة كراسي خيزران وأربعة كراسي جلوس خشبية بمساند قطنية من صنع ورش مصلحة المخازن والمهمات وكان مكتبي بالأمانة العامة لمجلس الوزراء صورة مصغرة من مكتب صلاح محي الدين ومكتب رئيسي معاوية أأحمد الشيخ مدير ادارة هيئة السكرتارية واللجان والمتابعة، وفي أواخر العهد المايوى والقيادة الرشيدة والتحالف الترابي المايوى ظهرت شركة تعمل في استيراد الأثاثات الحديثة المنزلية والمكتبية واسمها السفير دايمينشن وكان لها معرضا بشارع البرلمان شرق بنك السودان لكن القانون لم يكن يسمح باستيراد الأثاثات المكتبية من خارج ورش مصلحة المخازن والمهمات التابعة لوزارة المالية الي أن جاء أدعياء الاسلام من قيعان المجمعات السودانية الرعوية والحضرية يتطلعون الي الأبهة والفخامة والترف والرفاهية والمكاتب والعربات المكيفة والمنازل الحكومية والزوجات العاصميات الفاتنات ويبررون ذلك بهيبة السلطة، وانتهت هيبة الناس في عيون السلطة وأصبح السودانيون كالعبد يشترى السوط لسيده وأصبحت وزارة العدل قبة بلا فكي وترزى يفصل لهم ما يطلبون من قوانين للقمع والاستبداد، وتفضل وزير العدل بالرد علي عريضتي بأن الأمر خرج من يده باعادة الأوراق الي ادارة السدود، وليس هذا صحيحا لأن قرار وكيل النيابة صدر باسم وزارة العدل وليس قرارا قضائيا لأن وكلاء النيابة ليس لهم صفة القضاة وهم مختصون بالتحقيق في القضايا الجنائية وتحويل الملفات الي المحاكم الجنائية وليس لهم علاقة بالقضايا المدنية والمواريث والأحوال الشخصية، فقد كان قرار وكيل النيابة قرارا ادارىا قابل للاستئناف الي وزير العدل فكيف تكون ادارة السدود خصما وحكما ؟ ولا تتحقق العدالة عمليا الا باستقلال المؤسسات العدلية وهي الهيئة القضائية والنائب العام والشرطة، وفصل النائب العام عن وزارة العدل دغمسة ومسرحية من مسرحيات الانقاذ المكرة والمعادة التي ملها المشاهدون وانصرفوا عنها بدليل مقاطعة الانتخابات الصورية، وكيف يكون النائب العام مستقلا واختياره وقرار تعيينه بيد رئيس الجمهورية واستقلال القضاء من استقلال القضاة، وهذا ما أدركه عمر بن الخطاب عندما فصل بين السلطتين التنفيذة والقضائية فلم يكن لعمر شنآن الترابي والترابيين، والمختلسون لصوص أغبياء لأنهم يسرقون عهدتهم النقدية ولأن للمال العام في لائحة الاجراءات المالية قنوات ودروب يتتبعها المراجع كما يتتبع القصاص أثر اللص، أما ابل عبد الله بن عمرالتي الترعي في حمي السلطة فتسهل الأمور وتمد الجسور وتصنع الفرص وتهتبلها ولا تترك أثرا يدل عليها فهي شبح كالشيطان الرجيم، ويفترض أن يرد وزير العدل علي عريضتي بتوقيعه شخصيا فمن أداراني بأن العريضة عرضت عليه واصدر فيها قرارا.؟
في مكتب المحامي العام:
المحامي العام مستشار ومحامي الحكومة وقراراته ملزمة، ويلجأ اليه المتنازعون مع المؤسسات الحكومية تفاديا لمطاولات المحاكم والرسوم القضائية الباهطة، وغالبا ما يوصي بالتسوية وجربته في نزاع مع ادارة التأمين الصحي حول استرداد تكاليف عملية العيون التي اجريت لي بدون الرجوع الي التأمين الصحي والمال تلتو ولا كتلتو، وطالبوني بالقرار الذى حرمني من ميراثي الشرعي وقلت لهم انني لم اتسلم قرارا سوى عبارة لايستحق أمام اسمي في كشف عام ويمكنهم الحصول علي الحيثيات من وزارة العدل التي صدر القرار باسمها، ويبدو ان كلامي أربكهم فأخذوني الي المحامي العام شخصيا، ومددت يدى مصافحا بعد السلام عليكم لكن المحامي العام كان امرأة في العقد الخامس لا تصافح الرجال، وقالت ان وكلاء النيابة كالقضاة تخرجوا في كلية القانون وقلت لها ان القاضي صفة وليس مؤهلات أكاديمية، وأصرت علي احضار القراروأصرت علي احالة عريضتي الي ادارة السدود واعترضت بأن ادارة السدود أصبحت جهة غير مختصة باحالة الاستئنافات الي وزارة العدل، وانصرفت خوفا من عواقب الدخول في مشادة كلامية مع المحامي العام شخصيا، ولم ترد ادارة السدود التي أبصبحت خصما وحكما علي عريضتي ومضت حتي الآن خمسة أعوام، وتقدمت بعريضة الي مدير الشئون الاجتماعية بادرة السدودوقال لي انلجنة تكونت للنظر في التظلمات ولديهم عرائض أخرى لكن ذلك أصبح نسيا منسيا، وقال عمر البشير ان الذين أكلوا طريق الانقاذ الغربي شكوناهم اليالله والمأكول في حالتي ميراثي الذى يحكمه قانون السماء وليس قانون عمر البشير وعند الله يجتمع الخصوم.
في هيئة الحسبة والمظالم:
كانت هيئة الحسبة والمظالم ورفع الظلم واحقاق الحق موضوعها ومبرر وجودها كمدير الشكاوى بلأمانة العامة لمجلس الوزراء ليس لديها أى احساس ضد الظلم والغيرة علي العدل فقد طالبوني بالقرار الذى صادر ميراثي الذى يحكمه قانون السماء أيضا،وقلت لرئيس الهيئة لا يوجد ما هو أفظع ولا أقسي من الشعور بالظلم وأمن علي كلامي لكنه أيد موقف مرؤسه وطالبني بالقرار المزعوم، وسمعت مستشارة تهمس مع نفسها وتقول الراجل دا قال ليكم المختصر المفيد عايزنو يمشي يقلع ليكم البورد ويجيبا ليكم عشان تقرأو عبارة لا يستحق؟ فلماذا لم تجهر برأيها؟ وقال أمين حسن عمر أن ما يقصد بالشريعة الاسلامية مظاهر طمسها الاستعمار ويريدون احيائها وقد كانت بالفعل شكلا بلا مضمون كالمساحيق في وجه العجوز المتصابية والوش ميرندا والباقي كولا، والمحتسب في الحضارة الاسلامية كان ضابط سوق ومفتش أسعار كمراقب البلدية في عهد الادارة البريطانية وكان له شرطة كشرطة البلدية، وله صلاحيات ادارية كقائد الكشة في عهد الانقاذ وقراراته تقبل الاستئناف الي القضاء الذى كان مستقلا منذ عمر بن الخطاب وحتي انحطات الحضارة الاسلامية، وجاء في يوميات الجبرتي ان محمد علي كان مفتشا بسوق القاهرة قبل أن يكون خديويا وأشهر الحكام في مصر ونسب اليه قوله أنه لاقي من سوقة القاهرة ما لم يلاقيه في كل الحروب التي خاضها، ويبدو أنهم اكتشفوا التداخل بين قانون ديوان الحسبة والمظالم وقانون الهيئة القضائية فهم كالطفل الرضيع لا يفرق بين التمرة والجمرة وعقولهم لا تعمل الا في اتجاه واحد ولا يدركون الكليات والبديهيات التي وصفها أفلاطون بالمعرفة القبلية، لأنهم يعانون من عاهة التعصب، وقال ابن حزم الأندلسي ان التعصب آفة العقل البشرى وهو يلتقي في ذلك مع فرانسيس بيكون في أن التعصب مانع من موانع التكفير المنطقي السليم، وقال علي بن أبي طالب ليس التعصب في الرأى وانما التعصب أن ترى أشرار قومك خير من خيار الآخرين، فهم يتخبطون وليس يطلع كويّس بدليل أن هيئة الحسبة والمظالم تقوم الآن بدور الرقيب الادارى بلا قانون بحثا عن مكان تحت الشمس، وأتوقع تصفية الهيئة فقد حاول النظام المايوى تكوين جهاز للرقابة الادارية لكنه تراجع وكلفت الانقاذ دكتور الحواتي بتكوين جهاز للرقابة الادارية لكنها تراجعت، فقوى الفساد والتورط والمصالح الخاصة لاتطيق رقابة ادارية كالرقيب الادارى في اسرائيل الذى رفع الحصانة عن رئيس الدولة ورئيس الوزراء شارون ثم أولمرت وتحاكم أولمرت بالسجن أما شارون فقد أنفذته حالته المرضية من المثول أمام القاضي.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.