و يبقى اليوم الثالث من مايو من كل عام ، يوماً إستثنائياً و فريداً بلا منازع . فهو اليوم العالمى لحرية الصحافة . و قد درجت الأممالمتحدة على الإحتفاء به منذ عام 1993، كما ظلّت منظمات المجتمع المدنى المعنية بحرية الصحافة و التعبير و حقوق الإنسان ، حريصة على إحياء ذكرى هذا اليوم العزيز على قلوب الصحفيين و الصحفيات فى كل العالم . و الإحتفال يقصد به تحقيق غايات كبرى هى إعلاء قيم و رايات حرية الصحافة و التعبير .و تقييم أحوال و أوضاع الصحافة و الصحفيين و رصد الإنتهاكات فى العالم و البلدان المختلفة . و تذكير الحكومات بضرورة و أهمية إحترام تعهداتها الدولية بإحترام حرية الصحافة ، و حق الشعوب فى الحصول على المعلومات عن أحوال بلادها و أحوال العالم أجمع . الإحتفاء باليوم العالمى لحرية الصحافة فى بلادنا يعنى مواصلة الجهد و العمل و النضال المبدئى لإنتزاع حرية الصحافة و تعزيز و إحترام حقوق الإنسان . و لهذا سنظل نحتفى هذا العام – و كل عام – بهذا اليوم المجيد . و نسعى بقدر طاقتنا لإعلاء شأنه بالتدارس الخلّاق لقضايا حرية الصحافة و التعبير فى وطننا .و الدفاع عن الصحفيين و حقّهم فى الحصول على الأخبار و المعلومات و نشرها للمجتمع . فالحق فى المعرفة و الوصول للمعلومات من حقوق الإنسان . يأتى الإحتفال هذا العام تحت شعار ( وسائل الإعلام فى القرن الحادى و العشرين : آفاق جديدة و حواجز جديدة ) . و فى هذا إعتراف و إهتمام مستحق و غير مسبوق بالدور الحاسم الذى تلعبه الميديا الإجتماعية فى نقل الأخبار. فالصحفيون فى كل أركان الدنيا ، أصبحوا يستخدمون وسائل الإعلام الإجتماعى لنقل الأخبار العاجلة. وقد شاهدنا أكبر المؤسسات الصحفية و الإعلامية تنقل مقاطع من ( اليوتيوب ) و تتواصل مع ( التويتر ) و تتفاعل مع ( الفيسبوك ) و بقية عائلة الميديا الجديدة .و هاهم الصحفيون المحترفون، يحسنون التفاعل و التعامل مع الميديا الإجتماعية.و ينسبون الفضل لأهله . و يكوّنون معها و معهم شراكات جديدة ، لأجل نشر الحقيقة و المعلومات. و قد أصبح إستخدام الإنترنيت ، يشكل ثورة جديدة بصورة باتت معها أشكال الرقابة القديمة التى تفرضها الحكومات على شبكة الإنترنيت صعبة و غير ممكنة ، إن لم تكن مستحيلة . و قد شاهدنا كيف هزمت الميديا الإجتماعية يصورة خاصة و الميديا بصورة عامة الرقابة الأمنية . و شاهدنا عجز الأجهزة الأمنية و الدولة البوليسة فى حجب المعلومات أو تشويه الحقائق بمحاولات بث الاخبار المضللة و الملفقة و الكاذبة . فى بلاد كثيرة من العالم الفسيح ( القريب و البعيد ) و فى بلادنا شاهدنا كيف إستطاعت الميديا الجديدة هزيمة الرقابة الأمنية . فالصحيفة التى تصادر نسختها الورقية ، تعانق أعين القراء فى نسختها الإلكترونية . و الأخبار الذى تسعى أجهزة الأمن و الرقابة و ( سدنتها ) حجبها ، تجدها فى الفبسبوك و اليوتيوب مع ثورة و شفافية الإنترنيت . فى اليوم العالمى لحرية الصحافة نبعث بتحية خاصة للزملاء جعفر السبكى و أباذر على الأمين و آيزاك فونى . فهم – بلا أدنى شك – ضحايا الإعتداء الآثم على حرية الصحافة والصحفيين . و الواجب يحتّم علينا – جميعاً – مؤسسات و أفراد مواصلة الضغط و حملات التضامن لإطلاق سراحهم.و إنصافهم و إعادة الإعتبار لهم و جبر ضررهم و تكريمهم . و محاسبة جلاّديهم . التحية لشعبنا و للمجتمع الصحفى السودانى و العالمى فى هذا اليوم العظيم . ينظم مركز راشد دياب للفنون برعاية من المجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية في السابعة والنصف من مساء اليوم منتدى خاصاً باليوم العالمي لحرية الصحافة تحت شعار (وسائل الإعلام في القرن الحادي والعشرين:(آفاق جديدة وحواجز جديدة) وتشرف الأمسية وزيرة الدولة بوزارة الإعلام الأستاذة سناء حمد العوض، ويدير المنتدى الأستاذ الزبير عثمان أحمد، ويثري النقاش البروفيسور علي محمد شمو رئيس المجلس القومي للصحافة، د. فتح الرحمن محجوب، والأستاذ الرائد محجوب محمد صالح رئيس تحرير صحيفة الأيام، بمشاركة الفنان حمد الريح، كما يفُتتح في ذات الليلة معرض ورشة الأطفال بعنوان (وحدة الأشياء) وذلك بمباني المركز بالجريف غرب