يقولون: يمكنك خداع كل الناس بعض الوقت ، وبعض الناس كل الوقت ، ولكن من المستحيل ان تخدع كل الناس كل الوقت . هذا الحديث ينطبق تماما على حالة قطر وحالة النظام السودانى وحالة العلاقة بينهما . فقد استمرت قطر وبشكل واضح تدعم الارهاب ابتداء من بن لادن ومرورا بكافة اشكال الارهابيين فى سوريا وانتهاء بايواء ودعم الاخوان المسلمين فى مصر ودوليا . وظلت فى نفس الوقت تدعى مناصرة الحركات الثورية فى كل مكان. الى ان جاءت تصريحات الامير مؤخرا والتى كشف فيها بلسانه اسس السياسة الخارجية لدولة قطر وهى تنبا بماذهبنا اليه فى السطرين الماضيين . غير ان قطر حاولت التنصل من هذه التصريحات باسلوب ساذج ، جاء الرد علية فى كاريكاتير ساخر ، يقول فيه العالم : اذا كانت التصريحات مفبركة فهل حقيقة السياسة الخارجية لقطر مفبركة هى الاخرى ؟! وليس فى هذا ما يستغرب ، وانما الذى يستغرب هو ان دول الخليج والعالم العربى والعالم اجمع كان يعرف هذه الاسس غير الخفية لسياسة قطر , ولكنهم ظلوا صامتين حيالها . الدليل على ذلك انه لما وصل الامر حد الهجوم المباشر من قطر ، تحدث الكل بما كان معروفا من قبل . قال احد الخليجيين فى مداخلة مع قناة بى بى سى : لقد تم الاتفاق بين قطر وبقية دول مجلس الخليج على تغيير منهجها الداعم للارهاب والمؤيد لايران والمخالف لمواقف كافة الدول العربية ولكنها لم تلتزم ! اذن ماذا كنتم تنتظرون لاتخاذ موقف ؟! وهو نفس الموقف الذى يتخذه العالم اجمع من النظام السودانى : هم يعلمون مافعله بالداخل ، الذى ربما يظنون انه لاعلاقة لهم به طالما انه لايؤثر على مصالحهم ، بل ربما يكون خادما لمصالحهم ، كما هو الحال بالنسبة لموقف الصين وروسيا والولايات المتحدة . وجود مثل هذا النظام الذى يمكن استغلال خطاياه والضغط عليه بها لتحقيق المراد من الحصول على الاراضى والمعادن النفيسة بل وربما الارواح التى تحارب بالنيابة !ولكن لماذا يصمتون عن دعمه للارهاب ايضا ابتداء من ايواء بن لادن ومد داعش بالكوادر والسماح لدعاتها بنشر سمومهم بين الشباب دون رادع ، وانتهاء بتقديم العون للارهابيين فى ليبيا وغيرها . هناك ايضا مصالح تدعو للصمت . ولكن بما انه لا يمكن استمرار الخداع الى الابد ، فقد شاءت الاحداث السياسية الاخيرة فى المنطقة ان تكشف موقف النظام السودانى بمثل مافعلت بموقف النظام القطرى . فقد وجهت الدعوة لرئيس النظام لحضور قمة ترامب ولكن حال دون حضوره الحرج للمضيف والضيف .غير ان موقف النظام الانتهازى فى حرب اليمن يشكل حرجا آخر لدول الخليج الراغبة فى استمرار دعم النظام . وبما ان النظام يعتمد فى بقائه الى حد كبير على الدعم القطرى فهنا تبرز المعضلة .ففى حالة تصاعد الخلافات بين قطر وبقية دول الخليج ، وهى بالتاكيد مرشحة لذلك ، فسيصبح موقف النظام من الخلافات الخليجية وموقف قطر من النظام فى حالة ميله للموقف الخليجى ضد قطر أو لقطر ضد الموقف الخليجى ، سيصبح أحد أهم العناصر التى تنبأ بقرب النهاية ! والله أعلم . [email protected]