* في سقطة أخرى وانتهاك جديد؛ استدعى جهاز أمن النظام السوداني الصحفية مها التلب؛ طمعاً في الحصول على تسجيلات لحوار أجرته الصحفية مع مدير مكتب رئيس الجمهورية السابق طه الحسين.. ذلك الذي كان مع الأمن السوداني كتفاً بكتف؛ قبل انسلالِه من قصر الفرعون بلسان ممدود مع (الأصبع)..!! * لم يجد الأمن تسجيلاً للحوار المذكور.. لكن بافتراض أنه حصل على تسجيل بطريقة ما؛ فما الخطير الذي سيكون فيه أكثر مما سلف؛ حينما كان طه (الأمنجي) يصول في القصر الجمهوري؛ وعلى مرأى من الذين (يتشطرون) على الصحفيات الآن؟! بئس هؤلاء. * ثانياً: بافتراض أن الأمن مهجّس إزاء أسرار فاضحة للنظام السوداني (المفضوح يوماتي) ويخشى احتواء التسجيل على بعض هذه الأسرار.. فهل وصلت السذاجة بالأمن منتهاها لكي يستسهل الحصول على مبتغاه بيسر ودناءة من صحفية واعية بمهنتها؟! ثم ماذا سيفعل الأمن مع طه لو صحّت الإفتراضات؟! إنه سؤال لن يجيب عليه مدير الجهاز نفسه، وهو يؤرخ لمرحلة لم يشهد السودان مثيلها (قمعاً وانتهاكاً للحقوق)..! إن الأمن المُستأسِد على زميلتنا الشجاعة (هنادي الصديق) أضعف من الوقوف أمام طه وأمثاله..! * بالتأكيد؛ الأمن (عديم شغلة) وفارغ جداً، هذا أقل ما يقال عنه؛ إذ ينتظر من وراء الاستدعاءات للصحفيين والصحفيات رسم صورة ذهنية (مرغوبة) لدى مُخدِّميه؛ تحسسهم بأن الوضع تحت السيطرة.. والأمنجية يرضون غرورهم وأوهامهم بمثل هذه الاستدعاءات البائسة اليائسة لمواطنين يعملون تحت الضوء ويحملون أقلاماً فقط، بينما يعجز الأمن (وهو المستبد) عن السيطرة على العاملين في الظلام؛ حتى صارت البلاد فريسة للمجرمين في شتى صنوف الإجرام؛ المحلي والعابر للقارات..! هل الأمن (على دين ملوكه) يزعجه الضوء؛ ولذلك يستمر شذوذه الصارخ على مدار الأعوام؟! أعني ذات الضوء الذي يفضح أرباب نعمته..! لماذا عجز الأمن عن توقيف الفريق طه قبل أن يصبح مواطناً سعودياً فجأة؛ وحوله علامات استفهام أكثر من عدد الجنود السودانيين الهالكين باليمن؟! أم كل ما يدور عن المذكور سلباً يعتبره الأمن مجرد أحقاد وحسد وإشاعات؟! * حينما أقول مراراً أن جهاز الأمن متطفل؛ أعني الكلمة بمعناها المُحتقَر.. ولا دليل على تطفله أسفرَ من انتهاكه للقوانين والأعراف؛ واستغلال جبروته بعيداً عن أي وازع..! إنه يقتات بالطغيان على حسابنا، ولا تعلو عليه جهة.. بل حتى (الحق) لا يعلو عليه كما يبدو من التصرفات الهمجية لبعض أفراده..! * أيهما أخطر بالنسبة لجهاز الأمن المُرتجف: حوار طه على جهاز التسجيل (إن وُجِد) أم أفعاله على الأرض؟! هذا سؤال عابر ولا رغبة في الإجابة عليه من عساكر الأمن، فهم كانوا يرون طه بشحمه ولحمه أمامهم (كما لو كان ملاكاً)؛ لكنهم الآن يكتفون بالبحث عن صوته لا غير.. فيا لخيبتهم.. ألم أقل لكم أنهم (فارغون)..! * ذكرت شبكة الصحفيين في بيان لها أن جهاز الأمن اتصل هاتفياً بالصحفية وسألها عن التسجيلات ثم استدعاها، ودعت الشبكة إلى ضرورة التمسك الصارم بحماية المصادر وفقاً لما نصّت عليه القوانين الدولية وحتى القانون السوداني. * لو كنت في مكان الزميلة العزيزة لقلت لهم: (التسجيل خطير جداً.. لكن بطرف طه)..! فإذا صحّ زعمنا أو تخيُّلنا أعلاه؛ مؤكد أن طه لن يتجرأ في وجهه أحد من كوادر مملكة الفساد الإسلاموية، إنما تظل الجرأة على المناضلين الشرفاء (أولاد الناس) أمثال علاء الدين الدفينة؛ القاسم سيدأحمد الوليد إمام؛ ولا أنسى الشامخة (أمل هباني). * إذا كان السلطان (معلول) والحكومة كلها تتداعى بعِلِّته المُزمنة؛ فهل تنتظر الشبكة من توابع هذه الحكومة السفيهة احتراماً للقوانين؟! إن جهاز الأمن يمارس ما يشاء من غلو وقمع رغبة منه في جعل صحيفة حقوق الإنسان أكثر سواداً على الدوام، فهو أيضاً يقتات بأسباب (السواد)!!.. إنه صاحب مأرب في استمرار الحصار على السودان؛ هذا ما تؤكده أفعاله الصبيانية الطائشة و(المَطرطشة)..! أعوذ بالله الجريدة (الصفحة المحظورة).