المئات من طلاب دارفور المستقيلين من جامعة بخت الرضا تم منعهم من دخول الخرطوم ،اى قانون هذا الذى يتيح منع مواطنين من حرية التنقل التى نص عليها الدستور ؟ و بشهامة سودانية استضافهم الشيخ الياقوت بمنطقة جبل اولياء .. هؤلاء الطلاب اشتكوا مرارا،و تكرارا من مشاكل يتعرضون لها من جراء تدخل الجهات الامنية الحكومية ، ويقولون انهم تعرضوا لسياسات تمييز من ادارة الجامعة طالت بعض الطلاب بالفصل من الجامعة ،وفي الوقت الذي صمتت فيه وزارة التربية والتعليم العالي عن مخاطبة المشكلة او السعي للتهدئة تركت الامر للاجهزة الرسمية للتعامل مع المشكلة مما ادى لتفاقم الازمة ، الامر الذي دفع الطلاب الى تقديم استقالاتهم .. مخطئ من يظن ان مايجرى في الجامعات هو عملية اكاديمية وتعليمية محضة .. خاصة من جانب محاولة الحكومة كسر شوكة طلاب دارفور على زعم ان لهم مطالب تتجاوز الحرم الجامعي الى الفضاء السياسي ، متهمة هؤلاء الطلاب بانهم امتداد للحركات المسلحة ، ومنذ مشكلة الرسوم الجامعية الشهيرة وتفسير النصوص الواردة بشأنها في اتفاقية الدوحة الى الاحتكاكات التي يكون طرفها طلاب حزب المؤتمر الوطني الحاكم او اجهزته الرسمية ، والتي راح ضحيتها بعض الطلاب ، هذاالامر ليس وفقاً على جامعة بخت الرضا ، هذا حدث في جامعات اخرى ، ولعل بعض المشاكل تراوحت حلولها ( ادارياً ) من الفصل الى الايقاف عن الدراسة .. في هذه اللحظات تشهد عدد من الجامعات اعتصامات عن الدراسة ربما اشهرها اعتصام طلاب كلية التربية واعتصام طلاب كليات الهندسة بجامعة السودان(الجناح الجنوبى) .. الوزارة والجهات المسئولة لاتحرك ساكناً و كأن الامر لا يعنيها ،ولا يدري احد ماهي الحكمة في ذلك ، اللهم إلا إيصال هؤلاء الطلاب إلى مرحلة اليأس و الاستقالة.. العملية التعليمية بكاملها تعاني من مشاكل عديدة وسط بيئة تربوية وادارية متردية غير صالحة للتحصيل العلمي مع نقص هائل في مدخلات العملية التعليمية من اساتذة ومعامل وقاعات دراسية لدرجة ان احدى الجامعات ابتدعت اسلوبا (حضاريا) جديدا ( الطالبات نهاراً والطلاب مساءاً ) ، ويلاحظ تحرش طلاب الوطني بكل ماهو غير مؤتمر وطني من الطلاب ، اغراءاً والحاحاً واستفزازاً ثم عداء ! تحت بصر و سمع الإدارات الجامعية . يبداون باستهداف الطلاب المتميزين ومحاولة استقطابهم عنوة الى المؤتمر الوطني بطريقة ادخلت الطلاب في جو من الرهبة والخوف من مغبة اظهار عدم تعاطفهم مع طلاب الوطني .. العملية التعليمية برمتها مهددة بالانهيار بسبب ضعف الادارات وخضوعها لسياسات الحزب الحاكم وطلابه واجهزته ، وجاءت احداث جامعة بخت الرضا لتكشف الوضع المأساوى الذي وصلته الجامعات ، استقالات جماعية لما يناهز الألف طالب من جامعة واحدة و فى يوم واحد ،هذا لا يمكن ان تكون دوافعة سياسية ،، ومثل ما حدث في ازمة اتحاد كرة القدم ، ستتدحرج الكرة وتتضخم ولن تتحرك الحكومة الا بعد التدخلات الدولية ، هذه الحكومة عدوة نفسها تحسن خلق الازمات ولا تحسن حلها في مهدها ، الشيخ الياقوت واهل جبل اولياء يقدمون مايشبه اهل السودان المعافي هذه مناسبة ليظهر الشعب السوداني بكل فئاته عظمته ونقاء معدنه .. هذه مناسبة للشعب السوداني ليقول ان 28 عاماً من حكم الانقاذ ولم نتغير .. إلا تخجل إدارة جامعة بخت الرضا بعد استقالة ألف طالب من طلابها فى يوم واحد.. إدارة هذه الجامعة تتوجب استقالتها فورا بعد إلغاء كل القرارات المجحفة فى حق طلابها..و عليها الاعتذار.. جريدة الجريدة