عقب عودة الدكتور نافع علي نافع بعد إنجاز حسنته اليتيمة في كل تاريخه الإنقاذي الحالك السواد .. بتوقيعه على ما عرف باتفاق نافع / عقار .. لم يعبر الرجل بنصره المفرح بالكاد المسافة القصيرة الفاصلة بين بوابة مطار الخرطوم و مدخل حوش الحزب الحاكم ..حتى صدمه قرار الرئيس البشير الصادر من على منبر المسجد الرئاسي بكافوري والذي ألغى بموجبه الإتفاقية .. دون الرجوع لمؤسسية الحزب المزعومة و لااستشارة جيش المساعدين الوهمين الذين يزعجون شوارع العاصمة بزعيق مواكبهم ! العنبة القايمة في البيت الملكي تقول إن الطيب مصطفى بدوافع عنصريته التي يباهي بها مثلما يدعي الشرف الرفيع هوالذي عبأ البالون الرئاسي بذلك الهواء الساخن حتى إنفجر في وجه مساعده ونائب رئيس الحزب .. فلم تقم للرجل قائمة بعدها ..مما دفع به الى غرس بقية قرونه وحطمها عند حوائط ما يُسمى بمجلس شورى الحزب الحاكم حينما سول له غرور الغبن بترشحه ضد المشير الأوحد لخوض السباق الرئاسي ذي الإتجاه الواحد ..ولكن أسقط في يده هذه المرة بتدبير مبيت الكراهية من غريمه الثعلب الماكر علي عثمان محمدطه ! عاد ذات المنفاخ الذي أصبح رئيساً للجنة الإعلام في ما يطلق عليه مجازاً بالمجلس الوطنى .. واستبق عودة الرئيس من جولة التسول والتودد الخليجية السعودية بمقال ينضح بسموم التحريض العنصري ضد طلاب دارفور المستقيلين من مقاعد الدراسة بجامعة بخت الرضا ..ولعله كان أول الزائرين للرئيس العائد بخفي حنين مستبقا كل المتملقين الذين جاءوا للتهنئة بسلامة الوصول مستغلاً الفرصة لتعبئة الرجل الذي يعمل بجهازتحكم لايمت للعقل بصلة ..فأوغر صدره .. ليضيف فوق ركامات أخطائه الإنفعالية رصيداً جديداً الى سبة حكمه لهذا الوطن الكبير دون أهلية أخلاقية ولا كفاءة سياسية وإنما جاء اليه في غمرة عبوس الظروف في وجه شعبه ! فتكرر المشهد بالأمس بالقرارالفردي الذي أصدره البشير بقلم الخطل موجها بعدم التهاون تجاه مااسماه بتبعية الطلاب الدافوريين دون تمييز لحركات التمردالمسلحة بما يضعهم على حد فهمه القاصر المُملى عليه في ذات درجة الخيانة العظمى للوطن التي يراها فيهم ولا يشم رائحتها التي تفوح من كل جسده كقاتل لأهلهم ومشرد لهم وناسفاً لإستقرارهم ! ليعكس ذلك التهور والإندفاع مصيبة هذا السودان الذي ابتلاه الله لحكمة يعلمها بتسلط هذا النظام و جماعة الإخوان المسلمين وعسكر الجيش الخارجين سفاحاً من رحم حركتهم و شخصية البشير التي يعقد حيالها العالم الذي عرف سودان ما قبل الإنقاذ حاجب الدهشة مستغرباً أن يكون هذا النكرة حاكما لسودان الأزهري والمحجوب وزروق وبقية العقدالنضيد من أ ركان حكمتهم الذين كانوا رغم الهنات السياسية عمالقة بروافع الوطنية الخالصة والعقلية الثاقبة و الحكمة الرصينة في الخطاب والجواب و الجاذبية الشخصية والأثر الذي تجاوز المحيط القريب الى المدى العالمي و سعة مواعين العلم والثقافة والتجربة التي يقيسون بها الأمور ..سواء أصابوا أو أخطأوا .. وهم يتقدمون وطنا شامخا ثم ذهبوا بما لهم وما عليهم .. فحل مكانهم أقزام يدمرون بمعاول الجهل ذلك الشموخ ..ماضياًوحاضرا ..ومستقبلاً!