توجه السيد رئيس الجمهورية ظهر الخميس الماضي الى المملكة المغربية في زيارة خاصة تستغرق بضعة ايام، الزيارة تم الترتيب لها في الأسابيع الماضية، الزيارة الخاصة جاءت متزامنة مع زيارة خاصة للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، في ذات الوقت كشف السفير السعودي بالخرطوم على بن حسن جعفر عن ازدياد كبير في حجم التبادل التجاري بين الخرطوم والرياض، وتوقع تدفق رؤوس اموال واستثمارات كبرى خلال الفترة المقبلة، وكشف عن جهود كبيرة تبذلها المملكة لرفع العقوبات الاقتصادية عن السودان، واشار السفير حسب (جريدة الجريدة) الى وجود آليات مشتركة بين البلدين تقوم بجهود كبيرة لتطوير العلاقات وتعزيزها ودفعها للامام، وأبان ان اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة التي عقدت بجدة خرجت بنتائج جيدة وواعدة ومثمرة تصب في خدمة شعبي البلدين، واضاف السفير (علاقاتنا مع الخرطوم استراتيجية وسنعمل على تطويرها في كافة المجالات وبكل الامكانيات التي تمكن من احداث التنمية بالسودان) هذا الحديث يكتسب أهميته من ضعف الاستثمارات السعودية التي تم تنفيذها بالفعل، مقارنة مع العدد الضخم للمشاريع المصدقة في المجال الزراعي بملايين الافدنة في افضل واحسن الاراضي الزراعية، وتاتي أهمية هذا الحديث ايضاً في ضوء فشل آلاف السودانيين المقيمين في المملكة في توفيق اوضاعهم ورجوعهم للسودان في ظروف صعبة، وبيئة استقبال محبطة وفقا لاحاديث رئيس جهاز السودانيين العاملين بالخارج الشهيرة حول عدم مسئولية الدولة تجاه العائدين وان حكومته ليست جمعية خيرية، ولعل اهمية الحديث عن تدفق رؤوس اموال كبيرة يأتي في وقت يأخذ فيه الدولار بتلابيب الجنيه السوداني و تلابيبنا حتى وصلت الاوضاع المعيشية تدهورآ غير مسبوق، كل هذا جيد ولكن التنفيذ لكل هذه الوعود يسير ببطء شديد، يهدد بانفجار الاوضاع و خروجها عن السيطرة قبل وصول هذه الوعود مرحلة قطف الثمار. لا احد يستطيع لوم قيادة المملكة العربية السعودية في اعتبار الاستثمار في السودان اولوية عاجلة في ظل انشغالها بالحرب في اليمن والاوضاع في سوريا والعراق، ولكن لن يضير المملكة شيئا ان قدمت بضعة مليار دولار لانقاذ الاوضاع في السودان، ولو على سبيل الاقتراض او الوديعة، و على اليقين لا يستطيع اي مراقب ان يتجاهل تزامن تواجد الرئيس البشير والملك سلمان في المغرب في زيارات خاصة بعد تواتر انباء عن اجتماع سيعقد بينهما في المغرب، ولعل الملفات التي سيتم بحثها استوجبت هذه الاجواء المنعزلة. مراقبون يتوقعون صدور اهم القرارات التي تهم البلدين ومن بينها علاقات السودان بقطر وايران ومصر، والملف الليبي، واذا كانت السعودية تعتبر علاقاتها بالسودان استراتيجية على حد قول سفيرها في الخرطوم فليس اقل من ذلك ان ترتفع رؤية السودان الى مستوى العلاقات الاستراتيجية، بعد وضع ملامح لهذا المستوى الاستراتيجى، هذا يتطلب قرارات شجاعة وربما مؤلمة من حكومة الرئيس البشير، السعودية لن تقبل الحياد في ازمة قطر والسودان لن ( يفك ) أخر مالديه دون ضمانات كافية تضمن المصالح التي ستضرر اذا اقترب اكثر من السياسة السعودية. الجريدة