المغترب السودانى هو المغترب الوحيد فى هذا العالم الذى لا يتمتع بصفة ( المواطن ) بمعناها الحقيقى والوافى ففى الوطن يطلقون عليه صفة المغترب و فى بلاد الغربة ينادونه بالوافد او المقيم فهو محروم من نشوة مناداته بالمواطن و لو مرة فى العمر .. فى بلاد الغربة يتعرض لبعض المنة حيث يعتقدون بانه خامى البلد واكلها و بالتالى لا حقوق له .. و فى بلده السودان يتعرض للابتزاز الحكومى ومن جهاز المغتربين .. و لبعض الحسد وضيق العين من بعض الناس معتقدين ان هذا الحوت يجمع القروش بالشوالات و انه فعلا اكل البلد و بالتالى لا يحتاج الى حقوق و قد ملا الجيوب والدروب بالدولارات وبالدراهم و الريالات بانواعها .. ؟؟ رغم ان النسبة العظمى من المغتربين بالكاد يستطيعون تامين قوت يومهم و تدريس ابنائهم وعلاجهم برموش العين ودم القلب .. متناسين ان المغتربين هم سودانيون مثلهم و ربما اكثر وطنية منهم .. و يحملون هم البلد متلهم وربما اكثر منهم .. هم فقط هربوا من هجير الفلس وقلة فرص العمل بل واتاحتها للغير .. ؟؟ المغتربين السودانيين لهم مطالب وحقوق كانوا يتحدثون عنها باستحياء و خجل شديدين حتى لا يثقلواعلى احد مع انه كان من الواجب على الحكومة ان تبادر الى تفعيل حقوقهم كمواطنين سودانيين وان تبادر و تقوم بتقديم هذه الامتيازات لهم سيما و ان معظم الذين يديرون الدولة اليوم كانوا مغتربين يوما ما و ذاقوا مرارة الغربة ابتداءا من الرئيس البشير الذى ذكر يوما للجالية السودانية بالخليج بانه كان مغتربا مثلهم يوما ما فى الخليج و ملم بهموهم و معاناتهم .. و معظم الذين يتولون جهاز الدولة من جماعة الاخوان المسلمين كانوا مغتربين فى الخليج فبل ان يستولوا ويتمكنوا من الدولة ومن مقدراتها .. ؟؟ فالممغترب السودانى هو فى البداية مواطن سودانى كامل الدسم وعلى الدولة ان تعطيه حقوقه كلها قبل ان يطلبها منه و ان نشكره بتسهيلاتها واحترامها له بدلا من تعقيداتها و حلبها له كما يحدث الان ( فقد جف الضرع ) .. فقد افنى زهرة العمر بحثا عن السترة حاملا وطنه و جواز سفره ترسا للقلب .. المغترب السودانى يا سادة اثر ان يغادر وطنه ليجد غيره فرصة عمل .. المغترب السودانى قام بتعليم و بتزويج ومعالجة كل متعثر و متعسر ومريض من عشيرته واصدقائه و جيرانه .. المغترب السودانى كان وزارة اقتصادية و مالية بحالها حيث مارس دور ( الضمان الاجتماعى ) و ( التامين الصحى ) لالاف الاسر من خلال التحويلات الشهرية و هو دور كان منوطا بالحكومة القيام به بل هو من صميم مسؤلياتها .. ؟؟ عزيزتى الحكومة المحترمة ان كنت سابقا تنظرين برومانسية فائقة الى المغترب ذلك المواطن السودانى كبقرة حلوبة تتضرع و ليها ضرع ( فقد عملت جهازا باسم المغتربين حتى تتفرغين لحلبه برغم من انه فى باقى دول العالم ادارة من ادارات وزارة الخارجية و انشات جامعة باسم المغتربين من اجل جمع العملة الصعبة فقط ) و كان بالحكومة تريد للغربة الا تنتهى (و لكنها بدات كذلك ) .. ؟؟ فلا تنظرى اليه اليوم بعين براغماتية مادية بحته .. و لا تنظرى الى مبالغ حولاته الشهرية لارض الوطن .. و كم مليارا من العملة الخضراء ستدخل خزينتك الخاوية دوما .. فالوضع الخليجى قد تغير و قد دقت ساعة الحقيقة وما كان يتحدث عنه الخبراء قبل اعوام عن ان الغربة شئ مؤقت ولا بد من الوطن والاستعداد لما بعد نضوب مال الخليج قد حدث .. ؟؟ اعزائ المغتربون القريبون منا دوما و فى مختلف منافئ الغربة .. شكرا لكم .. شكرا لكم لاعماركم التى افنيتموها خارج الوطن و بعيدا عن الاهل و التى لن تسترد بكتاب شكر منى او من الحكومة او باثر رجعى .. شكرا لشبابكم الذى ذاب تحت هجير الغربة ولفقدانكم احبابكم و انتم تفتشون فى جيوب المستقبل عن غد افضل لاهلكم و لوطنكم السودان .. شكرا لكم لانكم الطيبون القانعون دائما .. فانا مثلكم غريب واقول مثلما قال حبيبنا اسماعين حسن واصفا حاله بعد غربته وكانت فى الديار وداخل الوطن : زيك غريب .. والغربة طالت يا مسيكين مثلى يا طير الرهو .. ؟؟ اولى تلك المطالب التى يجب ان تتحول الى حقوق اليوم : ان يتم معاملته اليوم وبعد هذه العودة الاجبارية فى مجال التعليم معاملة المواطن المقيم من حيث الرسوم ما دام كان سابقا يقوم بدفع ما يترتب عليه من ضرائب و رسوم بالعملة الصعبة ( و الان اصبحت صعبة جدا جدا ) حتى لا يشعر بانه مواطن درجة ثانية او ثالثة وتتم معاملته معاملة الغريب .. ( المقصود بكل مراحل التعليم حتى الذين هم فى مقاعد جامعة المغتربين يدفعوا بالعملة المحلية وبنفس المبلغ الذى يدفعه المواطن المقيم .. فنحن الان امام واقع جديد حيث لا دولار ولا ريال ولا درهم .. ؟؟ ثانى تلك المطالب : الحصول على اعفاء جمركى لمن يمتلك سيارة و مهما كان موديلها فهى مقدرته المادية .. او اى معدات نجارة او وورشة حدادة بعد هذه العودة النهائية المفاجئة للوطن .. ؟؟ ثالث تلك المطالب : قطعة ارض مجانية عليه دفع رسومها فقط كمكافاة له على دعمه للدولة طيلة السنوات الماضيات وهو حق من حقوقه كمواطن اسوة باخيه المواطن المقيم .. رابع تلك المطالب : ان يتم تسهيل اجراءات الدخول للوطن من خلال المنافذ الحدودية والمطارات تخيلوا معى كم هو معقد هذا المطلب الرابع .. ؟؟؟؟ طبعا المغتربون هم يخجلون من المطالبة بالكف عن التعقيد والتنكيد عليهم واحترام جواز السفر الذى يحملونه دون استعلاء او تكبر او تجبر .. اذا امعنا النظر فى مطالب المغتربين سنجد انها حقوق سهلة و مجانية ولاتكلف الدولة ولا مليم احمر ( الله يرحم المليم الاحمر ) .. ؟؟ عزيزتى الحكومة : نعلم انك كنت تنظرين يوما ما برومانسية فائقة الى مواطنك هذا المغترب .. كنت تنظرين اليه براغماتيه مادية بحته ( فقد كان فى نظرك بقرة حلوبة تتضرع و ليها ضرع ) .. فحوالاته لك قد كانت تبلغ المليارات سنويا … ؟؟ فقد كنتى تشجعين على الغربة حيث ذكر احد المسؤلين بان الباب يخرج جمل بينما ذكر احدهم متفاخرا : باننا نصدر كذا و كذا وذكر من ضمنهم الدكاترة للاسف .. ؟؟ اما اليوم و بعد الاجراءات السعودية الاخيرة بحق الوافدين وسعودة الوظائف .. و قبلها احداث ليبيا و اليمن .. و مستقبلا و ما سيحدث لاخواننا فى الخليج بعد خلافات قطر وجيرانها اصبح ذلك المواطن المغترب بحاجة اليك للتعامل مع الوضع بواقعية مع وضعه الجديد و ذلك باعادة النظر فى معظم التشريعات و بقرارات رئاسية و فورية .. و نساله تعالى الا تتعامل معه حكومة الانقاذ كتلك البقرة التى كانت تتضرع يوما ثم هزلت وجف ضرعها بسبب الهرم وعامل السن و اصبحت عديمة الفائدة فتم بيعها للجزارين .. ؟؟ ايها الاخوة المغتربون القريبون منى و من قلبى فانا احدكم و مثلكم افنيت زهرة عمرى مغتربا وبعيداعن الاهل و الديار .. ؟؟ شكرا لكم .. شكرا لاعماركم الوطن عندما كان غيركم يدمره .. ؟؟ شكرا لاعماركم التى افنيتموها خارج الوطن تلعقون العلقم .. تلك الاعمار التى لا تسترد بكتاب شكر او باثر رجعى .. ؟؟ شكرا لشبابكم الذى ذاب تحت لهيب الغربة و لفقدانكم احبابكم و انتم تفتشون فى جيوب المستقبل عن غد افضل لكم ولاهاليكم و لوطنكم .. ؟؟ شكرا لكم لانكم الطيبون القانعون دائما .. ؟؟ [email protected]