* كان على رئاسة الجمهورية أن تكتفي بنعيها للراحلة فاطمة أحمد إبراهيم؛ ولا تزيد عليه (بالبهارات) الكذوبة؛ كما جرت العادة في متاجرتها بالرموز الوطنية والشخصيات ذات الشعبية.. فقد قرأنا أن توجيهات رئاسية صدرت بنقل جثمانها على نفقة الدولة.. أي دولة أعدائها وأعداء الشعب (المفروضة على السودان)! بعبارة أخرى: (نقل الجثمان على نفقة الشعب المنهوب لكن باسم الدولة) والأخيرة تعني سلطة الفسدة والطفيليين بدون لف ودوران..! * الكلمات الرئاسية حملت اهتماماً بالشخصية النبيلة التي عاشت متغربة مع الملايين بسبب النظام الحاكم الظلوم؛ الذي يحتفي بها (بعد موتها)..! إن التوجيه المُراد به (الوجاهة) من عدو الإنسان عديم الإحسان؛ جاء كالتالي: (وجه رئيس الجمهورية بنقل جثمان فاطمة أحمد إبراهيم على نفقة الدولة ولف جثمانها بعلم البلاد وإقامة جنازة رسمية لها كشخصية قومية خدمت بلادها بإخلاص وتفاني). 1 البشير الذي سادت في (دولته) الجماعات الفاسدة وقويت شوكتها بالترفيع و(التشريع) ما باله يتجمَّل بمفردات الإخلاص والتفاني التي لا تشبه طِباعه البتة؟! 2 منذ متى كان البشير وإخوانه المتأسلمين يقدرون ويجلّون القومية؛ وقد هدموا (السودان القومي) طوبة إثر طوبة؛ وانتقموا من مؤسساته الوطنية شر انتقام؟! 3 محبو فاطمة لا يحتفون بعلمٍ يلفه (الإرهابيون) أعداء النساء والإنسانية. * إنه البهتان؛ أرادوا من خلاله النفاذ إلى أغراضهم الدنيئة باستغلال الموت لزخرفة كيانهم الإجرامي.. هذه الأغراض لن تحبب فيهم الخلق مهما بلغت انتهازيتهم (بالتزيُّن).. فالشعب يعِي (مَن هؤلاء)! لقد حاولوا مراراً استثمار وفاة بعض الشخصيات؛ منهم المغني محمود عبدالعزيز (لكسب جمهوره العريض) كما يتوهمون.. وهم أعداء الفن والجمال الأبديين قبل كل شيء.. ففي 2013م أعلن تلفزيون السودان أن جهاز الأمن وفريقه محمد عطا أرسل طائرة خاصة للأردن لنقل جثمان الفنان محمود عبد العزيز..! * وكتبتُ وقتها سطوراً جاء فيها: (لأنه محمود المؤثر المحبوب من الناس؛ فها هو سوق الإنتهازية البغيضة يتجدد؛ ما بين صحافة تفتش مأكلتها؛ وجهاز ذميم يحاول جاهداً تجميل وجهه الدميم بالمناسبة المؤسفة.. إن الإنسانية لا تتجزأ ولا علاقة لها بالمواقيت الفالتة التي يتخذها بعض الذئاب كلافتةٍ خيرية)..! * ولأنها فاطمة أحمد إبراهيم بكل رمزيتها الذهبية؛ كان لابد أن تهتم حكومة قاهر النساء بجثمانها الطاهر؛ تحت ذات اللافتة المظهرية الكذوبة..! * من أين للإخوان المتأسلمين وبشيرهم الإنسانية التي يستدركون بها قيمة فاطمة؛ أو قيمة الشعب الذي خرجت منه؟! * رحمها الله. خروج: * العنصريون لا يشرفون فاطمة.. وإياكم أعني..! أعوذ بالله الجريدة