* حكومة الفسدة في السودان تحسسك دائماً بأن لحمها حرام؛ ولحوم غيرها حلال..! ما يمسها من ضر يعتبر جريمة وما تمس به الآخرين فضيلة؛ لأن قومها اصطفاهم الربّ (وِفق هواهم) وحسب جرثومة الهوس التي زينت لهم ممارسة أفعال شيطانية استهدفت ملايين السودانيين الشرفاء..! هؤلاء القوم يفعلون ما يشاءُون؛ حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً بالعصيان و(الثورة)..! * طالعنا أمس خبراً نشرته (الجريدة) عن تعرُّض موقع وزارة الإتصالات وتكنلوجيا المعلومات لمحاولات إختراق؛ الى جانب تعرض مواقع مؤسسات حكومية أخرى لذات المحاولات.. وطالما أن (الهاكر القرصان) مازال في طور (المحاولات) وليس في طور التدمير الفعلي للمواقع الحكومية؛ يظل الخبر فقاعة لمن يفهم..! (فقاعة) بضم الفاء وتشديد القاف..! وربما يكون لا أساس أصلاً لمحاولات اختراق؛ أي ربما الوزارة المعنية تضمر (مُكراً)؛ وتحاول تعميم رسالة إلهائية سالبة عن جهات لا وجود لها؛ لتشتت انتباه الناس عن نوايا شريرة للسلطة تجاه المواقع الالكترونية التي تفضح نظام البشير الاستبدادي يومياً.. أو.. كأن الوزارة تريد أن تنبئ المواقع الالكترونية المناوئة للسلطة بالقول: (لستم وحدكم المستهدفين)!! وفي جانب الشر الحكومي تجاه المعارضة عموماً؛ غير بعيد عن الأذهان صوت الفاشل وزير الإعلام أحمد بلال.. ظل (ينطط) من حين لآخر بتصريحات مستفزة همجية تستهدف نشطاء الانترنت؛ وتؤكد الغضب الحكومي المفرط تجاههم؛ لأن كتاباتهم تمثل الحقيقة الساطعة التي يخشاها الحاكمين.. فالقتلة اللصوص لا يعرفون لغة التفنيد؛ إنما تسهل لديهم أساليب الغدر والوعيد.. مع كل ذلك نتمنى أن تكون المحاولات (الاختراقية) التي تحدثت عنها الوزيرة قد تمت بالفعل وليست إدعاء؛ ليكتبوا من الصادقين (إن شاء الله)..! * وزيرة إتصالات النظام الحاكم في السودان تهاني عبد الله قالت بحسب الصحيفة؛ إن الفرق المختصة في حالة استنفار قصوى للسيطرة على التهديد وتحديد مصدره، ولن يألو جهداً في الوصول إلى الجناة وتقديمهم للعدالة عاجلاً، وأكدت الوزيرة أن الجهات المختصة قادرة على إيقاف وصد هذه المحاولات، وأنها تمتلك الجاهزية للتصدي والتعامل السريع مع آلاف الحالات اليومية من هذا النوع. * حسناً.. إذا كانت الجهات الحكومية المختصة قادرة على مقاومة (حركات القراصنة) وجاهزة لصد محاولات الاختراق، فلماذا لا تكتفي بهذه (الجاهزية) وتريحنا بسكاتها؛ بدلاً عن تكرار وقائع (غير ملموسة) عبر التصريحات..! لقد نست جماعات الحكومة المتسلطة أنها (كما تدين تدان) فهل يستطيعون إدانة أفعالهم حينما يمارسون التربص والاختراق والتدمير؟! أم الهزيمة الأخلاقية تمنعهم من النظر للأشياء بعين العدل؟! أعني الهزيمة التي تعميهم عن الحق..! فحينما تم اختراق وتعطيل بعض المواقع الالكترونية الشهيرة المُعارِضة للنظام الحاكم؛ كان الدجاج الالكتروني وبقية ديوك النظام ينظرون للأمر بأنه جهاد..! ألم أقل ابتداءً أن جرائمهم يعتبرونها (فضائل) ولحمهم (حرام) على الآخرين!! * إذا كان سفك الدماء عندهم جهاد.. فما الذي لا يهون بعده؟! أعوذ بالله الجريدة