* من المعايشة الحقيقية وليس السمع؛ أقول بأن غالبية شعبنا غير مهتمين برفع العقوبات الأمريكية؛ بل مهتمين بأن يَرفع عمر البشير كاهله الثقيل عن الوطن ويُحَاكَم على جرائمه؛ أن ترفع أجهزته أدوات قمعها المشهرة في وجوه الضحايا الأحياء منذ العام 1989م؛ ويكتفي لصوص سلطته بما أخذوا وينزووا في انتظار المحاكمات أو الموت..! * نظام البشير ظل يعاقب الشعب السوداني.. لا الأمريكان ولا الصهاينة أضرونا بشيء مثلما فعلت آفات النظام؛ فهل هنالك عاقل لم تصله هذه المعلومة المتفق عليها؟! بل تضرر الأمريكان وغيرهم من إرهابه؛ ودفع الأبرياء ثمناً لأفكاره المهووسة وعنترياته في الداخل والخارج.. وقبل أن يسن (الطاغية الأمريكان) سيوفهم لطغمة الخرطوم ويعلنوا الحصار؛ عانى الشعب السوداني تحت أيدي الحاكمين المجرمين الذين (يرفعون المصاحف) رغم الذي بينهم وبين دين محمد من عداء ظاهر ومستتر..! * باسم الرب سفكوا دمنا وحاصرونا وجوعونا وشردونا تحت شعار (هي لله).. ولا أدري ما المقصود بالضمير (هي) مع لفظ (الجلالة)! فإذا كانوا أنفسهم لا يعلمون فكيف يعلم غيرهم؟! إنه التنطع والخواء والإفك وكفى.. فلا أزعم؛ بل أؤكد أنهم لا يعرفون الله.. لكنهم سمعوا به..! * وزير خارجية الحزب الحاكم إبراهيم غندور؛ لا يمثل شعب السودان؛ بل يمثل تنظيماً فوق إرادة (الوطنية) ورغبة الشعب المسحوق بطيشهم وفشلهم، وقد نجحوا بآليات البطش والإرهاب والنفاق أن يتسيدوا عليه.. ولن ننسى كيف غلبتهم السيادة على بقعة أقل مساحة من الوطن بكثير اسمها (حلايب) أضاعوها بغبائهم وإرهابهم ومراهقتهم السياسية وجبنهم أمام المصريين..!! هذا الوزير صاحب الجهد والعرق في خدمة التنظيم الإخواني كاذب من يدعى أنه يسعى لخدمة وطن لا يؤمن به؛ إنه كبقية الإخوان المتأسلمين في الكفر بالوطنية.. ظل يهرول بحثاً عن رفع العقوبات الأمريكية التي اختاروها (بإلحاح) ضد شعبنا؛ لتكمل لهم (دورة تأديبه) بالحقد الأعمى؛ فهم (التنظيم الإسلاموي) الذي جاء لتأديبنا باسم الإسلام (وها قد صرنا مسلمين في عهدهم) أو كما تزين لهم شياطينهم..! السؤال: لماذا يهرول غندور نحو ماما أمريكا طالما العقوبات لا تمس سنامه وكروش تنظيمه؟! الإجابة: أنهم (شبعوا) ويودون الاستمتاع بالشبع في نهايات أعمارهم بعيداً عن (عقدة) الحصار وذلته المقلِقة، أو بالأحرى عقدة الإرهاب الذي (أرضعوه) على حساب حليب أطفالنا حتى قوى عوده.. ويبدو أن تقدُّم الأعمار له دور في (شبعهم) من الإرهاب أيضاً..! إنهم لا يسعون لخير الشعب السوداني بتهافتهم نحو الأمريكان؛ وأمامنا 29 عاماً من الظلمات مرّت لم يتخللها يوم مُضيء..! ورغم جناياتهم الكبرى في حق الوطن يعتبرون جماعتهم المتخلفة (صفوة الصفوة) التي لها التمتع بكامل البقرة؛ والشعب حر في (قرونها)..!! لم يحاصرنا الأمريكان لكنهم (الإخوان) حاصرونا بالأنانية والطمع الذاتي للثروة والسلطة بالفساد والظلم والطموح العالي في احتلال الأمكنة (بلا تأهيل وبلا ذرة أخلاق وبلا ذوق أو أدب)..! * باختصار.. غندور وقومه يرغبون في مرحلة جديدة للبطش بالشعب بعد (احتفالات) رفع الحصار الاقتصادي؛ أي يبطشون وهُم خِفاف من حمل العقوبات التي ارتبطت بأفعالهم الوحشية؛ القذرة.. وعلى الناس في كافة أطراف السودان وقلبه أن ينصرفوا لما يحقق نصرهم بالعصيان والثورة.. فوجود العقوبات الأمريكية مثل عدمها.. ستظل العصابة الحاكمة (هي هي).. ستستمر الوجوه والأفكار (كما هي) باستمرار البذر الفاسد..! أما الذين يستبعدون انتصار الشعب على جلاديه ويصيبهم الإحباط حيال التغيير فأمامهم أكتوبر؛ خلفهم أبريل؛ وسبتمبر حاضر..! إن الثورة كما تحتاج للسِلمية فهي بحاجة إلى القوة وعدم الجنوح للسِلم في وجود محترفي القتل الجماعي والفردي..! تاريخ من الإبادة والقمع والنهب والتخريب طال في السودان فعلام ننتظر؟! الآن لنبدأ لملمة دائرة (العصيان) العظيمة؛ وعلى المخذِّلين في الداخل أن يساعدونا بالصمت إذا غلب عليهم الجبن..! الواقع يحدثنا أنه لا مخذلين أكثر من الموظفين في دواوين السلطة وبؤرها الفائحة برائحة (الدجاج)! فهؤلاء يرغبون في رزقهم (فقط) على حساب كرامتهم وكرامة الملايين.. كأنَّ أرزاقهم ستنقطع بعصيان من أجل المستقبل!! أو كأنها ستذهب بذهاب من نهبوا البلاد وشردوا العباد وفطروا الأكباد ومازال غندورهم يهرول..! أعوذ بالله الجريدة