* الأصوات التي رفضت زيارة مطلوب العدالة الدولية (عمر البشير) لمعسكر كلمة للنازحين بجنوب دارفور؛ هي أصوات الوعي بمعنى الكرامة الإنسانية.. وهي أصوات الذين امتلأوا بالأسى بينما عدوهم مازال طليقاً يتلاعب بأردافه طرباً في كل محفل، غير آبه بسجله في (الإبادات) وأحزان قوم كِرام اختار لهم هذا العدو معسكرات النزوح بدلاً من البيوت الآمنة والأوضاع المعيشية التي تليق بآدميتهم.. إنها صورة صارخة بالاستفزاز وتمثل انتهاكاً آخر؛ تلك الصورة التي يبدو عليها سفَّاح السودان كلما شد الرحال للمناطق التي أشعل فيها (القيامة) وآثر الرقيص..! إنه همود الذات يجعله هكذا يتغافل عن أين هو ومن هو وماذا فعَل… فأبشع حالات الجنون أن تكون دكتاتوراً..! * من أيّة طينة هذا المسخ الذي يذهب إلى ضحاياه ممتلئاً صدره بهواء أكاذيب (خُلِق لها) وصارت سيقانه التي يتسكع بها وعصاه التي يرفعها عبر الفراغ؟! من أين له أعصاب (البلاستِك) هذه التي تدفعه ليرمي ثقله على (موتاه) الذين ينتظرون أقدارهم في المعسكرات؛ يحصدهم المرض والسَّأم وذل النزوح؟! وهل سلّط الله ابتلاء لهؤلاء وللسودان عامة بقدر وباء (البشير) وأذنابه من ولاة الطاعة العمياء في البغي؟! * الظلم العظيم والاضطهاد اللا مسبوق والاستباحة الكبرى التي تعرضت لها دارفور مع بقية أنحاء القطر المنكوب في زمن البشير؛ كلها أشياء لن تُنسَى لمجرد أن مجموعة من الدهماء والجهلة يصفقون ويهللون للطاغية (الصنم) وهو يزور الأراضي التي أحرقها ببشرها وأنعامها… الأراضي التي حقق فيها رغبة طغيانه بإدخال الشعب في متاهات النزوح؛ فقهرهم بعد أن شبعت السكين من الدم ولم يشبع الطاغية..! * مشاهِد الثائرين ضد زيارة البشير لمعسكر ضحاياه في (كِلمة) كانت مشرِّفة ومنعِشة للأمل من أجل المظلومين؛ لم تنقصها إلّا مشانق رمزية تُنصَب على الأرض التي تحتوي أشجانهم وأوجاعهم في ظل سلطة الإبادة الجماعية والمليشيات والمرتزقة و(الملاقيط)..! إن قسوة النزوح لن تسلب من الأحرار إرادة الرفض لجلادهم.. وقد حاكموه بلافتاتهم وحناجرهم ووقفتهم الشامخة.. تبقت فقط محاكمته في (لاهاي) أو في الخرطوم.. وليس حكم الله ببعيد..! خروج: * الصور (المتزاحمة) لم تبين الكثير من محتوى اللافتات الصادقة التي حملها المتظاهرون احتجاجاً على زيارة البشير لمعسكر كلمة.. فكانت أكثر اللافتات وضوحاً تلك التي (ترحِّب بالمحكمة الجنائية الدولية).. وأقول معهم: مرحباً بالمحكمة الجنائية الدولية إذا كانت جادة في القبض على البشير وجميع سواعده في جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب.. ومرحباً بالعدالة السودانية متى ما يرد الله غربتها للقصاص من سارقي المال العام تحت حكم الفساد وتحت شعار (لا لدُنيا قد عَمِلنا) ومرحباً بالعدالة للقصاص من: المغتصبين؛ كلاب بيوت الأشباح؛ القتلة الرخاص (ومنهم قتلة شهداء سبتمبر). * إلى متى يظل البشير ورفقته الظلاميين يكافئون ضحاياهم بالسير في جنازاتهم؟!!! * إلى متى يظل البشير فالتاً من العدالة.. وإلى متى يراه الناس (ينطِط) فوق أشلائهم (بقلبِه الميِّت)؟! أعوذ بالله الجريدة