دائما يخرج هذا الرجل عن دائرة إحترام الذات ويغرد بنشاز الصوت بعيداً عن عقلاينة الحد الأدنى من الوقار الصحفي وهو الدخيل عليه بسوء الآدب ورداءة المنطق وخطل التحليل ..هذا إن كان فيه أصلاً ذرة من أدب المجادلة أوإنه عرف يوما كيف يتسربل بثوب الستر على جهله و مدارة حقده الذي ينضح بتواتر الغرض وأعراض المرض ! فالصحفي الحقيقي دائما ينأى بنفسه عن وصف الآخرين بالتفاهة أو يرمي خصومه بالإجرام أو يجنح الى تحقير رايهم المخالف له بل يقارع الحجة بالحجة ..وحتى لا يتهمني من يحابون الرجل بأنني بهذا القول إنحدر الى ذات القاع الذي ينطلق منه الطيب مصطفى اقول لهم عفوا فقد قصدت فقط أن أبين من منطلق المهنية.. تلك المحاذير التي ينبغي على الصحفي االمحترم وليس المزيف إجتنابها تقديرا لقداسة المهنة و توقيراً لحرمة القلم الأمين . لكن حينما يصبح القلم سيفا بيد الجاهل في زمن الغفلة الذي يحابى الأقارب المفسدين في الأرض والذين يسلبون الآخرين حقهم في الحرية التي بسطها المولى كالهواء تكريما للإنسان ويسرقون اللقمة من أفواه الجوعى الذين أنعم الله عليهم بخيرات الأرض ليقتاتوا منها ويتاجرون في تعليم أبناء الشعب البسطاء وقد كانت أولى كلمات المولى التى دعا فيها رسوله الى المعرفة هي ( إقرأ ) و هم من حجب الطبابة عن الناس فجعلوا منها مصدرا للتكسب اللا أخلاقي ليموت أمام مرافقها من يعجزعن سداد قيمة التعافي ..وفي بلاد غير المسلمين حزمٌ يلزم حتى المستشفيات الخاصة أن تقوم بكامل واجبها حيال الحالات التي لا تقبل التأجيل وليس من حقها السؤال عن المقابل قانونياً وأخلاقياً قبل ذلك بأية حال من الأحوال .. بينما يحدث العكس تماماً في دولة هي لله التي ينافح الطيب مصطفى عن مشروعها الذي أكله جراد التجربة الفاشلة ! ففي مقاله الذي يتحسر فيه على دم الشرطي حسام الذي أدين بقتله الطالب عاصم عمر .. كشف الطيب عن أنه أعشى البصر ولايرى الدم أحمراً إلا إذا كان قد سال من شرايين القتيل الذي يسميه شهيداً ..بينما دماء طلاب الجامعة الإسلامية هم محض فطائس في نظره و مثلهم شهداء سبتمبر 2013 او الذين رمت كتائب الجهاد جثثهم في ترعة مدني القريبة من جامعة الجزيرة وغيرهم من الذين صفتهم تلك الكتائب وبمدارة وتستر من أجهزة أمن النظام .. فهو لايرى في دمائهم إلا بولاً نجساً لا يجروء إنسان على مجرد مساءلة من سكبه بسكين شريعة الغاب أو حتى يشير عليه ببنان الإتهام ..إذ كيف يُسأل من يقتل لصالح إطالة عمر الإنقاذ .. بينما يعدم من ينادي باستعادة عمر السودان الذي سرقه جماعة الطيب وبددوا ثرواته وشتتوا أهله وحطموا أصول مشاريعه التي كانت تقيم أود من جوعوهم..بينما هم تنامت كروشهم واردافهم بعفن السحت وسمموا هواء السودان بما يطلقونه من ريح الفساد وما يصدعون به حتى مسامع الملل من شعارات باتت تتضجر هي ذاتها من خوار أصواتهم فيما تأففت فضاءات الحياة كلها من نفاق سباباتهم التي يرفعوها مغروسة في عيون الحقيقة قاصدين جعلها عشواء كعيني الطيب و أمثاله ! من دافعوا عن عاصم .. كانوا يبحثون عن إبرة العدالة الغائبة في هشيم الإنقاذ عسى أن يعود اليها خيط القانون لرتق ثوب النزاهة القضائية و التي مزقته أياد الإنقاذ فزاد من فضحها و كشف عوراتها التي يسعى صحافيو الحظوة الدخلاء على المهنة سترها بحروف الكذب التي لاتلبث أن تتساقط من بين ثقوب الأوراق قبل أن تقع على العيون الثاقبة النظر أو تدلف الى عقول الذين باتوا يسخرون من تلك المحاولات اليائسة لتمجيد هذا النظام بما ليس فيه من عفة هتكها بأظافره وضاعت هيبته بيديه في كل دروب تخبطه الطويل ! الدم هو الدم أيها المنحاز للقتلة المعروفين ومتحامل على الالاف من ضحاياهم ..! فنحن لا نفرق بين الذي سال من عروق الشرطي حسام الذي كان مضطرا للدفاع عن باطل النظام الباطش وهو قد لا يكون مقتنعاً بذلك جملة وتفصيلاً..مثلما يسوؤنا أن يذهب دم عاصم هدراً بتلفيق الأدلة المتناقضة في غياب ميزان الحياد القضائي والنيابي و الشرطي كمعيار حاسم للتقاضي إنصافا للحق العام وتحقيقا للخاص وقبل كل ذلك فإننا نبكي دم العدالة المذبوحة بسكين التغول والمحاباة التي تتلذ بنحر كباش الفداء ..وهي تعلم أن الراعي هو الذئب القاتل ..فهل فهمت كيف يكون لون الدم حينما تراه عين العدالة بالعين المجردة دون نظارة الغرض التي تلونه وفق ما تشتهي نفس المجرم القابض بيد الظلم على رمانة ذلك القسطاس المختل في توازنه ! [email protected]