أوضح تقرير لمنظمة الاممالمتحدة للطفولة (اليونسيف) بان مقابلة احتياجات أزمات النساء والأطفال هي الأكبر في السودان في كل دول الإقليم، والثانية عالميا. وأصدرت اليونسيف بيانا أول أمس الثلاثاء 10 مايو حول نشاطها في إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فيما يتعلق بدعم الأطفال والنساء أشارت فيه للأوضاع السيئة بشكل خاص في السودان واليمن بحسب تقرير أصدرته مؤخرا. وأشار البيان لنتائج تقرير أصدرته المنظمة في مارس 2011 بعنوان ” تقرير العمل الإنساني من أجل الأطفال لعام 201: دعم الصمود” رصدت فيه استجابة اليونسيف للأزمات في 32 بلدا في العالم وجهودها الرامية لمواجهة الأزمات وكسر حلقاتها المتكررة. ويعتبر السودان موطن أكبر عدد للنازحين أكثر من أي بلد آخر في العالم، مع ما يقرب من 4.3 مليون شخص نزحوا بعد سنوات عديدة من الصراع . ولا يزال سوء التغذية والافتقار إلى الصرف الصحي والرعاية الصحية والتعليم غير المناسب فضلاً عن تهديدات مباشرة من الصراعات العنيفة تشكل حقيقة واقعة بالنسبة لكثير من السودانيين. كما أن شبح انفصال جنوب السودان من خلال استفتاء يناير يثير المخاوف بشأن احتمال وجود احتياجات ملحة إضافية، مما قد يزيد من تعقيد إيصال المساعدات الإنسانية. كما أن المناخ السياسي غير المستقر وانعدام الأمن في جميع أنحاء البلاد يعرقلان الإغاثة الإنسانية بالفعل، وكذلك هو الحال بالنسبة للعقبات الإدارية التي تزيد من صعوبة الوصول إلى العديد من السكان المعرضين للخطر – أو تمنع الوصول إليهم تماماً. وقالت السيدة شاهدة أظفر، المديرة الإقليمية لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال إطلاق دراسة حول التفاوتات في صحة الأم والطفل في المنطقة: “في كثير من الأحيان لا ترتبط صحة وسلامة الأم والطفل بالدولة التي يعيشون فيها، ولكن بدخلهم ومكان إقامتهم داخل هذه الدولة. ولكي تتمكن هذه الدول من تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية بحلول عام 2015، عليها أن توفر خدمات صحية متساوية لجميع أفرادها”. وتحلل الدراسة إمكانية الحصول على الخدمات الصحية للأم والطفل في مجموعتين من السكان- الأكثر غنى والأكثر فقرا، وسكان المناطق الريفية والحضرية – في 10 دول ومناطق هي: الجزائر وجيبوتي والعراق ومصر والأردن والأرض الفلسطينية المحتلة والسودان وسوريا وتونس واليمن. ولقد تم من خلال الدراسة تحليل 5 مؤشرات هي: وفيات الأطفال دون سنّ الخامسة، التطعيم ضد الحصبة لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة، نسبة الولادات التي تتم بحضور أخصائي مدرب، تغطية الرعاية الصحية ما قبل الولادة، واستخدام موانع الحمل. وتجد الدراسة أن التفاوت في الحصول على الخدمات الصحية مرتبط بعامل الثروة أكثر من ارتباطه بمكان الإقامة. فالأطفال الذين ينتمون إلى الأسر الغنية أكثر احتمالا للبقاء على قيد الحياة وتلقي التطعيم من الأطفال الأكثر فقرا. وفي نفس السياق، يزيد احتمال استخدام النساء لموانع الحمل ومراجعة طبيب خلال فترة الحمل وتلقي المساعدة الطبية خلال عملية الولادة إن كنّ من الفئة الأغنى من السكان. وحسب الدراسة توجد الفجوات الأكبر في السودان واليمن، سواء كان ذلك بين الفئات الأكثر غنى والأكثر فقرا أو بين سكان المناطق الريفية وسكان المناطق الحضرية. ففي اليمن، تصل معدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة بين 20 بالمائة من السكان الأكثر فقرا ثلاثة أضعافها مقارنة ب20 بالمائة من السكان الأكثر غنى. أما في السودان فترتفع إمكانية حصول طفل من أسرة غنية على لقاح الحصبة بمعدل مرتين مقارنة بطفل من أسرة فقيرة. وتقدم الدراسة سلسلة من التوصيات تساعد في ضمان توفير الخدمات الأساسية إلى النساء والأطفال الأكثر حرمانا من ذلك: تخصيص المزيد من الموارد للبرامج الصحية على مستوى المجتمع والقرية لتعزيز تغطية الخدمات الصحية و تدريب وتعيين المزيد من العاملين الصحيين ومدهم بالمهارات اللازمة لاستخدام تقنيات حديثة وبسيطة وتقديم خدمات جيدة ذات كلفة معقولة. و توفير الحوافز عن طريق إلغاء الرسوم وتغطية كلفة المواصلات للفئات الفقيرة والمهمشة من المجتمع. و تعزيز أساليب جمع البيانات وأنظمة التتبع. ويؤكد تقرير اليونسيف حاجتها ل 1,400,788,000 دولار أمريكي للعام 2011م لمواجهة الأزمات في العالم، وقدرت حاجة السودان ب 162,481,000 دولار أمريكي وهو أضخم مبلغ مطلوب لبلد في الاقليم ، وثاني أكبر مبلغ مطلوب في العالم لمواجهة أزمات النساء والأطفال بعد باكستان.