* الجلبة وحالة الاستفراغ اللفظي التي سادت على المستوى الرسمي في السودان عقب رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية؛ تؤكد بأن المراهقة السياسية للحزب الحاكم (ماركة مسجلة) وحصرية؛ وأن الحالة الاعتدادية (الدعائية المجوفة) التي تجاوزها الناس والزمن ستستمر مع كل حدث (انكساري) يحاول الحزب إخراجه وِفق هواه؛ وبمعزل عن الحقيقة..! كوادر هذا الحزب لديهم الإصرار على تخيُّل الآخرين بسماتٍ أقل منهم في الفهم والاستدراك؛ ولذلك لا يبالون بالكلام الهدر كما جرت العادة.. المهم لهذه الكوادر أن تتقدم مسيرة التخلف والأكاذيب والمغالطات للأمام باعتبارها (الحق) ولو كره السودانيون..! * في شأن التصريحات التي تلت رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان؛ يمكننا اختزال أفراد الحزب الحاكم والمؤلفة قلوبهم (مثل وزير الإعلام أحمد بلال) يمكننا اختزالهم جميعاً في شخص اسمه عبدالسخي..! جاد و(سَخَا) بتصريحات تنصهر وتتطابق تماماً مع أيَّة جمجمة تابعة لحزبهم (كبرت أم صغرت!) فقد نقلت عنه صحيفة الجريدة ما يلي: (كشف القيادي بالمؤتمر الوطني عبدالسخي عباس عن اتجاه لاصدار توجيهات لعضوية الحزب عقب قرار رفع الحظر الأمريكي عن السودان، بإيقاف استخدام الشعارات المعادية لأمريكا، وأكد عبد السخي أن خطاب المؤتمر الوطني السياسي سيحمل سمة تصالحية كبيرة، خاصة مع حاملي السلاح لإقناعهم بالإنضمام للسلام، وقال سيكون خطاباً عقلانياً فيما يتعلق بتحسين حالة حقوق الانسان؛ خاصة الحريات الصحفية، ونوه الى أن الخطاب السياسي للحزب الحاكم سيندمج مع المجتمع الدولي ومحاربة الارهاب والاتجار بالبشر، بالاضافة الى تعزيز قيم الديمقراطية باعتبارها ضمن المسارات الخمس. وأضاف في تصريحه للجريدة، أن خطاب المؤتمر الوطني في مرحلة ما بعد رفع الحظر الأمريكي لن يكون فيه اشتطاط ديني أو أيدلوجي، أي أنه سيكون خطاباً يدعو للتعاطي مع المجتمع الدولي. وذكر عبدالسخي أن الوطني لم يقدم أية تنازلات لأمريكا، وتابع رغم أن الحوار بين أمريكا والسودان بدأ سرياً إلا أن الحكومة لم تقدم تنازلات بصورة سرية، وأوضح أن أمريكا لم تشترط التطبيع مع إسرائيل، ووصف ما أثير بشأن ذلك بأنه مجرد تخرصات فقط، ونبه الى أهمية استمرار الحوار الأمريكي السوداني حتى يتم رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب). * على ضوء ما قاله عباس يمكن للأنفس أن (تعبس) مع هذه الملاحظات السريعة: 1 الملاحظة الأولى أن أفراد الحزب الحاكم حينما يتحدثون عن أفعالهم النكراء (قديمها وجديدها) لا يقدمون أي إعتذار للشعب ولو (مغلَّف) بل لا يذكرون هذه الأفعال حتى بأقل مطلوبات (العدالة النقدية)! فحديث القيادي المذكور يعود بالذاكرة لأيام (التمكين الإسلاموي) إذ ساد الاشتطاط الديني والغباء الصلب الذي عانت منه البلاد فانسدَّت في وجوه أبنائها.. وقادة التنظيم يتعاملون مع أبناء البلاد وكأنهم أدلوا بأصواتهم واختاروا عصبة حكومة الإنقاذ (المُشتطة) لتحكم هذا السودان العظيم؛ ولذلك نجدهم إلى اليوم (السخي وأمثاله) يعتبرون وهماً أن خيارات الفئة المهووسة الفاسدة الفاشلة التي ماتزال في الحكم؛ هي خيارات شعب..!!! 2 الطائشون يعترفون بأسلوب مبطّن على لسان عبدالسخي؛ بأن شعاراتهم القديمة ضد أمريكا لم تكن سوى تمارين للحماقة السياسية والحماسة الوضيعة.. والآن لم تدخل أمريكا (الإسلام) لكي يصير (إخوان السودان) لطفاء تجاهها؛ لكن اللا مبدأ وقابلية الإخوان للإنحناء بسهولة هو ما دفعهم للتذلل ولحس الحذاء الأمريكي مؤخراً؛ بعد أن كان الأمريكان على لسان البشير (تحت جزمته)..! 3 المؤتمر الوطني (حزب المستبدين) المُطارد بعار الإرهاب ورعايته يدعو للرثاء حين ترد كلمة (الديمقراطية) على ألسنة بعض أفراده.. وعندما يتلفظ قيادي بالحزب عن (تعزيز قيم الديمقراطية بعد رفع العقوبات) لا تملك إلّا أن تصمت أمام هذه الحالة الاستثنائية من التبلُّد..! الحزب الذي ظل يسقط لقرابة 30 سنة في امتحان الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان والنزاهة والعدل؛ لا يرى حرجاً في مضغ كلمة (ديمقراطية)..! 4 لو جلس عبدالسخي بجوارِ قبرٍ ونفي أن يكون حزبهم الحاكم قدّم تنازلات لأمريكا لاهتز القبر (غضباً أو ضحكاً) وشر البلية ما يضحك..! إن أمريكا لا ترفع يد الحصار أو تمد يد الرحمة هكذا (لله) أي دون ثمن؛ هذا محسوم وثابت كثبات سعر الحزب (الرَّخيص) عالمياً..! * أخيراً: أشعر بعدم الرغبة في تناول بقية الحشف المُصاحِب للتصريح أعلاه…! لا خيار لنا أحياناً في إدماء ذاكرة القارئ باجترار أخبار الباهتين؛ لكنها الضرورة؛ فكلهم نسخة من هذا الرجل؛ أو ذاك الحزب..! أعوذ بالله الجريدة (الصفحة المحظورة).