بينما أصبحت المناضلة "ويني عمر" التي تعاني من التنكيل والقهر والحرمان في محبسها، أيقونة للنضال من أجل كرامة المرأة وحريتها، نجد هناك امرأة أخرى تخون نوعها وجنسها وإنسانيتها، وتتآمر ضد اخواتها من أجل تحقيق ذكورية مجتمعية على النسق الإسلامي، تنفيذاً للمقولة المحطة بكرامة النساء التي تقوّل بها جمع من "المسلمين القدماء" على نبي الإنسانية، والتي تصف النساء ب: "ناقصات العقل والدين"، ولست هنا من أجل تفنيد المقولة الشائنة وفضح عوارها وخطلها، فنظرة عابرة تجاه حاكمنا الذكر المسلم، ومقارنة عقله بعقل رصيفاته في الدول الأخرى، كفيلة وحدها بسحق حمولة طن من الكتب الصفراء التي تحط من شأن المرأة! يبدو انني أفرطت في الاستطراد بمقدمتي، لذا سأتوقف عند هذا الحد، وأدلف إلى موضوعي، وأحدثكم عن المرأة التي خانت نفسها وجنسها، ألا وهي "بدرية سليمان"، القيادية بحزب "البشير"، وأشهر مفصلة قوانين فاضحة في تاريخ البلاد، حيث قدمت مؤخراً ورقة ل "تطوير" ما يسمى ب"قانون النظام العام"، قالت انها تهدف من وراءها إلى ترقية نساء ورجال البلاد إجتماعياً، واقترحت في ورقتها إنشاء هيئة تُسمى "الأمر بالمعروف"، على غرار تلك الهيئة الدينية سيئة السمعة في المملكة السعودية، التي هبّت عليها سنن التغيير، فصارت هشيماً تذروه الرياح، ورأينا سوء المنقلب في الدين والدنيا، ممثلاً في صور بعض أعضاءها وهم يوزعون أكاليل الزهور بالطرقات في عيد الحب، وكان منظرهم بكروشهم الكبيرة ولحاهم الطويلة ثقيلاً ومقرفاً، يجهض البقرة في عجلها الثالث! بالطبع لا توجد مقارنة بين "ويني" وبدرية، شكلاً وموضوعاً، فالفارق بينهما كما الفارق بين "هيلاري كلينتون" و"تهاني تور الدبة" – مع إعتذاري للأولى- هذا بخلاف ان "ويني" شابة مستنيرة تناضل من أجل قوانين تحفظ لها كرامتها، وتتطلع إلى مستقبل أفضل يضمن كرامة وعدالة للنساء كما الرجال، بينما "بدرية" التي تعيش في مرحلة أرذل العمر، أنفقت جل حياتها في تفصيل وتسويق القوانين القمعية لكل الأنظمة الديكتاتورية التي حكمت البلاد، وما يحيرني ويثير تعجبي هو خيانتها لبنات جنسها في هذه السن الحرجة من عمرها الطويل بإذن الله؟! حقيقة لم أجد أي تفسير لحالتها سوى ان موقفها هذا مرده الحسد والغيرة، إذ انها وبحكم عامل السن تعتبر خارج قانون "النظام العام"، فإجماع علماء المسلمين منعقد بحقها الشرعي في فعل ما تشاء وقتما تشاء، تتخفف وتتحلل وتتبختر وتتمختر كما شاء لها، ولا جناح عليها حتى لو ارتدت "هوت شورت" وذهبت به إلى مقر عملها في "البرلمان"، وهي ان فعلت ذلك فإنما تفعله وفقاً للرخصة الشرعية التي منحها الرحمن الرحيم ل: القواعد من النساء اللاتي يئسن من المحيض! نسأل الله النضارة والتخفف والتحلل ل "بدرية"، اما "ويني" فلها الحب كل الحب.. والحرية والسلام والإحترام.