قلنا لوزير المالية ان اولى الناس بالهيكلة الصارمة للسياسات الاقتصادية هم فئة الشباب الذين بلغ بعضهم سن الكهولة وهم لا يملكون باءة الكتاب و«الباتا» فكيف لهم ان يملكوا باءة النساء وقفة الملاح وحمل السلاح. قلنا للسيد الوزير ان الناس قد اصبحوا لا يصدقون اي قول يصدر من مسؤول لانهم يعتبرون انه كلام استوجبته اللحظة او فرضته الاوامر. قلنا للسيد وزير المالية لا تحدثنا من فزاعة الوزراء ظلوا خمسين وزيراً او تناقصوا فهذه ليست قضيتنا لأن هؤلاء الوزراء حتى ولو تضاعفوا واقنعونا بانهم يمثلون اهلهم بشرعية وكفاءة فلا تثريب في ذلك اما اذا كانوا بعددهم وعديدهم وغضهم وغضيضهم مقدمة يسيرة في قافلة هذا الجيش من الساسة المتعطلين الذين تركوا جامعاتهم وحقولهم وعنابرهم ومدارسهم وآثروا عليها الانتظار البائس عظم من وزارة او عظم من سفارة او عظم من ادارة او عظم من حقارة. اذا ارادت وزارة المالية دعما من الصحافة فعليها طرد هذه القافلة المتنامية من متبطلي السياسة في العاصمة والولايات. بل عليها ان تحصيهم وتطاردهم حتى يعودوا الى مواقعهم المنتجة القديمة الطبيب الى عيادته والمزارع الى حواشته والمهندس الى ورشته والمدرس الى طبشورته… انه زمان الحكومة الرشيقة كما قال الوزير بعضمة لسانه والمجتمع المنتج الكبير. ضج الجميع بالضحك حين حكى السيد الوزير قصة الولاية التي عينت حكومتها وزيرا للاوقاف وهي لا تملك من الاوقاف الا ثلاثة دكاكين في مسجد الحاضرة الفقيرة. قلنا لسيادة الوزير ان الفساد لا يعني به الناس هذا الذي يرصد ويستبين بل ان الناس يتحدثون عن الفساد المتعاظم الذكي الذي لا يترك فرصة للاوراق او القاضي او الشرطة او حوش من اين لك هذا الذي لم يدخله احد الا خرج منه بريئاً ومبتسماً ومصفحا من عاديات الايام وتهديدات الاجراءات التي تطال الشقي وحكايته مع القيد مشهورة». الشراكة مع الصحافة تعني الغاء ملعوب «ورقات المشتريات» الثلاث التي يكتبها شخص واحد بعد كشف المستور.. نعم ذات الشخص الذي يكتب واحدة بمائة مليون ومائة الف دولار واخرى بمائة مليون ومائة الف دولار والثالثة بمائة مليون ومائة وخمسين الف دولار فينال بالاولى باعتبار انها الاكثر عطفا والامثل طهرا على جيب محمد احمد ذلك الذي لهفوا منه وهو يدري خمسين مليون دولار فكيف به وهو لا يدري. كان المؤتمر حافلاً بالتفاؤل والقراءات الحميدة والتمترس بانبوب النفط ذلك «الوتد» الذي حرسنا شوكته واطلقنا جاموسته جاموسة اليتامى وقد خرج الوزير والمحافظ وهم «بين بين» وكذلك نحن لا ننعم باستقرار ولكن ماذا سيبقى لنا ولهم غير قسمة الامل والابتسام على وسادة الشعر الكاريكاتيري حين يسخر مطر من سياسة السلطان العربي قرر الحاكم اصلاح الزراعة عين الفلاح شرطي مرور وابنة الفلاح بياعة فول وابنة نادل مقهى في نفايات الصناعة واخيرا عين المحراث في القسم الفو لكلوي والثور مديرا للاذاعة قفزة نوعية في الاقتصاد اصبحت بلدتنا الاولى بتصدير الجراد وبانتاج المجاعة واخيراً عزيزي القارئ لم يتحدث احد عن جنوب كردفان لان الحديث عن جنوبها الصغير يذكرنا بالجنوب الكبير والحديث عن كردفان يذكرنا بالحديث عن جنوب دارفور وجنوب دارفور الصغير يذكرنا بالجنوب الكبير ودخلت نملة واخذت حبة وخرجت. هذا كلام كتبه الزميل حسين خوجلي صاحب «ألوان» وكم أعجبني وأطربني في التعليق على ذاك اللقاء الذي لم احضره ولكن حسين عكسه في بلاغة نادرة ولذا رأيت ان يطلع قراء «صدى» على هذا الجزء من التعليق اللوحة. هذا مع تحياتي وشكري