تحصلت (حريات) على وثيقة من وثائق جهاز الأمن تثبت استهدافه لموقع (سودانيزاونلاين) . وموقع (سودانيز أونلاين) رائد المواقع الالكترونية السودانية ، يديره الاستاذ بكري أبوبكر ، وله منبر عام للمناقشة ، يساهم فيه الكثير من النشطاء والكتاب الديمقراطيين ، وقد تعرض يوم الثلاثاء 12 يوليو لتخريب الكتروني تسبب في غيابه عدة أيام . وتحصلت (حريات) على وثيقة تثبت تورط جهاز الأمن في التخريب . والوثيقة بعنوان ( الحملة الاعلامية لتمرير قانون الأمن الوطني) ، من (19) صفحة ، صادرة في سبتمبر 2009م ، ومقدمة للجنة الاعلامية لقانون الأمن الوطني التابعة لجهاز الأمن . وهي عبارة عن خطة اعلامية لتمرير قانون الأمن الوطني المقدم حينها للمجلس الوطني ، في ظل معارضة للقانون ، على رأسها الحركة الشعبية لتحرير السودان – الشريك في الحكم حينها ، ومعارضة القوى الديمقراطية ، بسبب الصلاحيات الواسعة التي يمنحها لجهاز الأمن ، وتحصينه لعناصره من المساءلة القانونية ، وعدم نصه على عقوبة محددة للتعذيب ، مما يشكل البيئة القانونية لانتهاكات حقوق الانسان ، الامر الذي أكدته الاحداث لاحقاً ، بوقائع التعذيب المختلفة ، خصوصاً لشباب 30 يناير . وتهدف الخطة الاعلامية الى شن حملة دعائية لتمرير قانون الأمن الوطني بسماته المعادية للديمقراطية . وحددت الخطة صحفيين وصحف وقانونيين متعاونين مع جهاز الأمن لمساندته في تمرير القانون عبر فعاليات محددة . وفي المقابل حددت خطة لمواجهة المعارضين للقانون . ويهمنا حالياً ، ما نصت عليه الخطة تجاه موقع (سودانيز أونلاين) ، حيث ورد في الصفحة (14) من الوثيقة : (((د) – مهاجمة المعارضين الذين يقفون ضد القانون عبر المواقع الالكترونية بنفس النهج الذي يتبعونه في ذلك ونوضح للمتصفحين للموقع انهم يعملون لخدمات جهات ( في النص مكتوبة خطأ املائياً- ججهات ) معادية للوطن ، والتركيز سوف يكون على المنتدى العام بموقع سودانيز أونلاين لأنه أكثر المواقع المعادية لخطنا . (ه)- العمل على طمس المواضيع المطروحة بالمنتديات الالكترونية ضد القانون من المعارضين له حتى لا تحقق مواضيعهم أي نجاح كان يخططون له . (و)- في حالة وجود حملة قوية ضد القانون عبر موقع (سودانيز أونلاين) ، يمكننا أن نقوم بعمل فني لتعطيل الموقع مؤقتاً بعملية هاكرز ، تقوم بها دائرة التقانة أو بقفل الموقع عبر الهيئة القومية للاتصالات لفترة ( في النص مكتوبة لفتروة) محدودة .)) ويؤكد هذا النص ان جهاز الأمن في سبتمبر 2009 يذكر صراحة بأنه يعتبر المنبر العام ل(سودانيز أونلاين) ، – حيث يكتب الكثير من الديمقراطيين – أكثر المواقع المعادية لخطهم . ويحدد جهاز الأمن حزمة من الاجراءات تبدأ بطمس المواضيع ( عبر عناصرهم الموجودين بالموقع نفسه ) ، واما اذا نجح الديمقراطيون في قيادة حملة قوية ضد القانون فان جهاز الأمن يحدد مهاجمة الموقع بعملية (هاكرز) ، أو حجبه مؤقتاً عبر الهيئة القومية للاتصالات . ويؤكد ما سبق أن جهاز الأمن ، ونتيجة حملة قوية تمت في الآونة الأخيرة بالمنبر العام ل(سودانيز أونلاين ) ، قرر مهاجمة الموقع .
