أعلنت الحكومة الصينية عن زيارة لوزير خارجيتها يانج جيه تشي الى السودان وجمهورية جنوب السودان يوم الاثنين القادم والتى سيبتدرها بالخرطوم ومن ثم جوبا وفق الدعوة التى تلقاها من نظيره الجنوبي دينق الور . ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن ما تشاو شو، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن الزيارة ستشمل النظر في القضايا العالقة بين البلدين اللذين يتأهبا للمشاركة فى محادثات اديس ابابا برعاية الوسيط الافريقي ثابو إمبيكي رئيس جنوب افريقيا السابق الذي اعلن بدوره اليوم تاجيل المحادثات التي يقوم برعايتها بين دولتي الشمال والجنوب من يوم الجمعه الى يوم السبت القادم وفق التصريحات التي ادلى بها أمس في جوبا عقب لقاء جمعه بالرئيس سلفا كير ميارديت وأعلن من خلاله إن دولتي السودان وجنوب السودان ستبدان اولى مفاوضاتهما حول القضايا العالقة بينهما بالسبت المقبل بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا. وأكد الوسيط مبيكي موافقة الدولتين علي المشاركة في المحادثات التي ستتمحور حول ملفات (أبيي) والنفط والحدود والعملة موضحاً ان المفاوضات ستستمر لمدة ثلاثة ايام وان كافة ترتيباتها قد اكتملت. وكان الوسيط الافريقي اجري مباحثات مع الرئيس البشير قبل توجهه لجنوب السودان لاعداد جولة المفاوضات التي تعد الاولي بين السودان ودولة جنوب السودان التي تم تدشينها رسميا في التاسع من الشهر الجاري. ولاتزال جملة من الملفات عالقة بين الجانبيين ابرزها تقاسم عائدات النفط الذي ينتج معظمه بالجنوب وتوجد بنيته التحتية بالشمال. ورفض الجنوب مطالبة حكومة المؤتمر الوطني بدفع (32) دولار كرسم لعبور برميل النفط وتصديره عبر مواني الشمال كما اصدرت كل دولة عملة جديدة وبدات في تداولها في خطوة وصفها المراقبون بحرب العملات. وكانت الخرطوم قد طالبت بدفع مبلغ (32) دولار لترحيل البرميل الواحد وهو ما حدا بحاكم ولاية الوحدة تعبان دينق لان يقول في احدث تصريح له من بانتيو ( إن كنا سندفع 32 دولار لترحيل البرميل فذلك يعني اننا سنقتسم النفط وفق المعادلة السابقة 50% لكل طرف وهو مانرفضه بشكل كامل) . وأضاف تعبان دينق ان حكومة الجنوب يمكن ان تتجه الى مواطنيها وتخاطبهم بان يخفضوا رواتبهم لمدة عامين لانشاء خط انابيب خاص بجنوب السودان بعيدا عن دولة الشمال وفق التصريحات التى نقلتها عنه وكالة (IPS) والتي اشار من خلالها إن جنوب السودان أقصى ما يمكن أن يدفعه هو دولارين للبرميل . في الوقت الذي ينتظر أن يصل الخرطوم اليوم الخميس المبعوث الامريكي برستون ليمان من اجل تجسير الهوه بين الطرفين والدفع بهما الى مفاوضات مثمره فى اديس ابابا . فيما كشفت مصادر واسعة الاطلاع بالاتحاد الافريقي عن تحديات تواجة العملية التفاوضية بين الشمال والجنوب في ظل تصاعد العمليات العسكرية بشكل غير مسبوق في جنوب كردفان مشيرة الى تحركات ماراثونية يجريها الرئيس أمبيكى مع قادة الحركة الشعبية في الشمال من اجل الحيلولة دون انتقال التوتر الى ولاية النيل الازرق التي عبر حاكمها المنتخب ورئيس الحركة الشعبية عن سخطه لتراجع الخرطوم عن الاتفاق الذى وقعه معها مما يجعل الاحتمالات مفتوحة للاخر بحسب المصدر الاوربي الذي اشار بدوره الى أن فريق التفاوض الذي يقوده أمبيكى والذى اجرى محادثات استمرت ليومين للتوالي في جوبا مع قيادة الحركة بالشمال يعمل على تفادي انتقال دورة العنف الى النيل الازرق وقال عبر الهاتف ( ان الجميع بات يعول الان على زيارة المبعوث الامريكي برستون ليمان مما قاد الى تاجيل المحادثات الى يوم السبت بجانب الزيارة التى سيقوم بها وزير الخارجية الصينى لجوباوالخرطوم والتى من شانها أن تنزع فتيل التوتر القائم الان ) .