تكتسب زيارة الفريق أول سلفاكير ميارديت رئيس دولة جنوب السودان لوطنه الأول السودان أهمية خاصة ليس لأنها الأولي بعد انفصال الجنوب وإنما لأنها لصيقة الصلة بمستقبل بلدي وشعب السودان في الشمال والجنوب. *نعلم أن هناك خلافات سياسية تسببت في حالة التشاكس التي سادت شراكتهما في الحكم في الفترة الماضية وتسببت للأسف في رجحان خيار الإنفصال, ولكن ما يجمع بين شعبي السودان مصالح مشتركة تفرض على الحكومتين والقيادتين الحرص على مصالحهما وتعزيز العلاقات الطبيعية والإنسانية وحماية المصالح الاقتصادية المشتركة. *لقد حدث ما حدث وأصبحنا جميعاً أمام واقع جغرافي جديد بقيام دولة جنوب السودان ولكن ذلك لا يعني حدوث قطيعة بين شعب السودان في الشمال والجنوب, وهذا الواقع يفرض على الحكومتين والقيادتين تعزيز التعاون بينهما من أجل استدامة السلام وحلحلة المشاكل العالقة التي مازالت تلقي بظلالها السالبة على بلدينا وشعبنا الواحد. *صحيح هناك توترات قائمة في السودان الباقي وفي دولة جنوب السودان وهناك إتهامات متبادلة بتغذية هذه التوترات وهو أمر مستهجن من الجانبين ويتعارض مع مقاصد حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل بلد وهذا يستوجب المزيد من التعاون من أجل تأمين الاستقرار في البلدين الشقيقين. *هناك حقيقة لا تخفي على الحكومتين والقيادتين في بلدينا وهي أن عدم الاستقرار في أي بلد يؤثر سلباً على البلد الآخر وهذا يفرض عليهما تأكيد العزم على معالجة الخلافات القائمة بينهما لصالح حماية الاستقرار والسلام في البلدين الشقيقين وفي المنطقة من حولهما ودفع العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما لصالح شعب السودان في الشمال والجنوب وفتح آفاق أرحب للتعاون في شتى المجالات. *من المقرر أن تكون قد أختتمت المباحثات السودانية- السودانية وكلنا ترقب لسماع أخبار سارة عن نتائج هذه المباحثات تعيد جسور الثقة بين حكومتي وقيادتي البلدين وتعزز العلاقات الطبيعية والإنسانية والاقتصادية وتسهم بصورة إيجابية في استقرار بلدينا وشعبنا في الشمال والجنوب.