حصلت صور الأقمار الصناعية الجديدة وشهادة منظمة صحافي المواطن على الاهتمام في الكابيتول هيل (مبنى الكونغرس الأمريكي بواشنطن) في مؤتمر صحافي عقد أول أمس سلط فيه الضوء على الأدلة المأخوذة مباشرة من جبال النوبة المنطقة الحدودية التي يمزقها الصراع في ولاية جنوب كردفان. وكانت (حريات) قد أوردت أمس خبر التقرير الجديد من مشروع سنتينل “القمر الصناعي الحارس" والذي يؤكد حدوث تطهير عرقي في جبال النوبة. واستضافت المؤتمر لجنة توم لانتوس لحقوق الإنسان وهي جهد مشترك للحزبين (الديمقراطي والجمهوري) أنشئت في الكونغرس لتثقيف الأعضاء بشأن قضايا حقوق الإنسان ودعوتهم نيابة عن مدافعي حقوق الإنسان في أرجاء العالم. وقد حضر التنوير ثلاثون من العاملين في الكابيتول هيل وموظفي وزارة الخارجية والرئيسان المشتركان للجنة الكونجرس فرانك وولف وجيمس ماكغوفرن. وشهد أولا رايان بويتي، من منظمة صحافي المواطن والعامل بالإغاثة الإنسانية ويعيش ويعمل حاليا في جبال النوبة، وتلاه مدير الاتصالات في مشروع كفاية جوناثان هاتسون، ودانيا سوليفان من مجموعة “متحدون من أجل إنهاء الإبادة الجماعية”. وتتابعت صور قوية خلف بويتي الذي أضفى منظورا شخصيا جدا لأعمال العنف في جبال النوبة، المكان الذي اعتبره وطنا لمدة تسع سنوات. وقال: “عندما اندلع القتال في كادوقلي، تفجر في كل مكان”، “بيتي على قمة أحد الجبال، ولذا يمكننا رؤية الطائرات تمر فوقنا كل يوم، وفي كل يوم نشهد حضورها وإيابها من وإلى الشمال”. قام بويتي وفريقه بتعقب الهجمات، والسفر إلى المدن والقرى المقصوفة، لتقديم تقارير لوسائل الإعلام الدولية ومشروع كفاية. لكنه ذكّر الحاضرين بأن القصف تواصل لضرب أهداف مدنية فقط (لا يوجد أي هدف عسكري على مدى أميال) ، وأن المنطقة شهدت في السابق هذا النوع من العنف المستهدف في الحربين الأهليتين السودانيتين الأولى والثانية، وقال بويتي “إن النوبة يعرفون من يقوم بالتفجير”، في إشارة لحكومة الخرطوم. وأضاف “إنهم يعرفون ان العقوبات (الدولية) لا تجدي، لقد اتخذت منذ سنوات ولم تنجح حتى الآن. وهذا مصدر كبير للإحباط”. أكثر من 210ألف من النازحين أو المشردين داخليا، أجبروا على النزوح عن ديارهم ويعيشون في الكهوف في جبال النوبة في المناطق التي يسيطر عليها قطاع الشمال بالحركة الشعبية. وبسبب الغارات اليومية والمفاجئة فلا يمكن للنوبة زراعة أو حصاد محاصيلهم، مما سيجعل الأوضاع الإنسانية الأليمة تزداد عندما يبدأ موسم الحصاد في نوفمبر. وقال بويتي إنه بالإضافة إلى هؤلاء النازحين يوجد 14250 لاجئ يعيشون في مخيم ييدا للاجئين عبر الحدود في ولاية الوحدة في جنوب السودان. وذكر بيوتي إن عدد اللاجئين في ييدا يتضخم كل يوم بمعدل 300 شخصا. وقال بويتي “برأيي إن نظام البشير آيل للسقوط، فهناك الآن قتال يجري في ولاية جنوب كردفان، والقتال في دارفور، والقتال في ولاية النيل الأزرق، واحتجاج في الخرطوم إنها فقط مسألة وقت. نظام البشير سيسقط”. وتلا شهادة بويتي جوناثان هاتسون لشرح تقرير مشروع سنتينل الفضائي الذي صدر مؤخرا بعنوان (من على القرب: الخطف، والاحتجاز، والقتل خارج القانون من قبل قوات أبو طيرة) مستعينا بصور فضائية كبيرة بحجم البوستر من ديجيتال غلوب تم تحليلها من قبل مبادرة هارفارد الإنسانية، وأظهر هاتسون أدلة بصرية توضح تقريرا سابقا غامضا للأمم المتحدة حول عمليات اختطاف نازحين من منطقة حماية الأممالمتحدة من قبل قوات الاحتياطي المركزي الحكومية. وأوضح هاتسون “ما نستطيع فعله بالأقمار الصناعية هو تأطير وتثبت من صحة تقارير منظمة صحافي المواطن”. ودعا هاتسون الولاياتالمتحدة لفرض عقوبات على الأفراد الذين يقودون ويأمرون قوات “أبو طيرة” وهو اسم آخر لقوات الاحتياطي المركزي، وذلك بإضافة أسماء قادتهم والأصول التي يمتلكونها أو يتحكمون فيها لقائمة الأشخاص المصنفين بشكل خاص. ووقف عضو الكونغرس فرانك وولف ليقول بضع كلمات مؤثرة. فشبه هذه اللحظة في التاريخ باللحظتين اللتين تمت فيهما الإبادة الجماعية الرواندية والصربية، ومد خطوط الشبه بين البشير ومجرم الحرب سلوبودان ميلوسيفيتش، الرئيس السابق لصربيا ويوغوسلافيا الذي اتهمته المحكمة الجنائية الدولية. وشكر النائب وولف أعضاء اللجنة لجهدهم في هذه القضايا لكنه دعا أيضا الولاياتالمتحدة للتصعيد وجعل السودان أولوية. وقال وولف مثنيا على مشروع سنتنيل للقمر الصناعي: “لديكم هنا جورج كلوني يمول أمرا ينبغي على وزارة الخارجية أن تكون قادرة على القيام به”.