٭ هذه القصة المفيدة والتي لها معنى اليوم وكل يوم انقلها من كتاب ممتع لفضيلة المرحوم الأستاذ أحمد حسن الباقوري في موضوع لا يخطر على بالك. ٭ يقول الباقوري عن المؤرخ الكبير المقريزي، ان سيدة اشترت جوال دقيق بألف دينار واحتاجت إلى من ينقل لها الدقيق إلى البيت ووجدت عدداً من اللصوص يحملون دقيقها وينهبون الدقيق شيئاً فشيئاً عملاً بالحكمة التي تقول حاميها حراميها. ٭ ومن الدقيق الذي تبقى صنعت كحكة… أخذت الكحكة ووقفت على باب قصر الملك المستنصر تدعو الله أن يوفق الملك الذي يباع في عهده الرغيف بألف دينار. ٭ وضاق الملك واستدعى الوالي وهدده بأنه ان لم يعالج مشكلة الدقيق والرغيف فسوف يأكل الناس كل شئ وسوف يهدمون الدولة على رأس الملك والوالي. ٭ واهتدى الوالي إلى فكرة فأخرج اللصوص والقتلة من السجون وأمسك السيف وقطع رقاب اللصوص واحداً واحداً وهو يقول سرقتم أموال الشعب سرقتم طعام الشعب ولذلك فلا علاج لهذه الرقاب إلا بقطعها. ٭ ورأى تجار الغلال مصير اللصوص فاستعانوا بالوالي ان يكف قطع بقية الرقاب.. وخرج تجار الغلال أي لصوصها أيضاً وفتحوا مخازنهم وطرحوا الغلال في الأسواق. ٭ وكان الجوع قد دفع الناس إلى أن يأكلوا لحم الكلاب والقطط والشعوب كالافاعي تزحف على بطونها فإذا خلت بطونها امتلأت أفواهها بالمرارة وقلوبها بالحقد وايديها بالسلاح تقتل بعضها. ٭ هذا ما كتبه أنيس منصور في عموده مواقف بصحيفة الاهرام عدد السبت الثالث عشر من ديسمبر عام 2008 نقلاً عن كتاب أحمد حسن الباقوري وقال انها قصة لا تخطر على بال… وأنا أنقلها لقراء «صدى» من عمود مواقف وأقول انها تصور واقعاً معاشاً.. واقع شح الرغيف ورداءة صنفه وبفارق واحد ان الولاة مشغولون بأشياء أخرى وان كثرة الذين يعتدون على لقمة الجوعى الذين خلت بطونهم. نسأل الله السلامة والحماية وان ينتبه ولاة الأمر لهذا الواقع المأسوي. هذا مع تحياتي وشكري