نظم طلاب جامعة الخرطوم إعتصاماً أمام مكتب المدير أمس يعتبر الأقوى من نوعه في السنوات الأخيرة . ويحتج الطلاب على إستباحة الأجهزة الأمنية لحرم الجامعة وضربهم الطالبات والطلاب ونهب وتحطيم ممتلكاتهم . ويطالب الطلاب بتجميد الامتحانات إلى حين شفاء ضحايا إعتداءات الشرطة والأمن ، وإعتذار رسمي من شرطة ولاية الخرطوم ومحاسبة المعتدين وتقديم تعهدات وضمانات بعدم إقتحام الحرم الجامعي مستقبلاً ، وتعويض المتضررين والعلاج الفوري للجرحى والمصابين ، وإستقالة مدير الجامعة ونائبه وتغيير الحرس الجامعي لتواطؤهم مع المعتدين ، وارجاع الداخليات من الصندوق القومي للطلاب إلى ادارة الجامعة . وأمام وحدة وتصميم الطلاب وخوفاً من تحول جامعة الخرطوم إلى (ساحة تحرير) تستقطب المظلومين الآخرين ، كما حدث في الانتفاضة المصرية ، قررت إدارة الجامعة تجميد الدراسة مساء أمس . وكان الطلاب يهتفون ( لا بنقرأ ولا بنذاكر ما دام الجامعة مليانه عساكر) . وحاول الطلاب الاستمرار في اعتصامهم ونقله إلى الداخليات بعد اغلاق الجامعة الى ان تتحقق مطالبهم ، ولكن حضرت صباح اليوم عناصر أمنية هددت الطلاب لإخلاء الداخليات فيما يشبه الانذار لاقتحامها مرة أخرى ، وتتداول لجنة الاعتصام والقوى السياسية الطلابية في ملاءمة مواصلة الاعتصام بالداخليات والدخول في مواجهة في أيام الاجازات هذه ، أم نقل الاعتصام إلى جامعة أخرى بعد العطلة ، أو تأجيله إلى حين فتح الجامعة . جدير بالذكر ان الأيام القليلة الماضية شهدت تظاهرات طلابية من جامعات الخرطوم ، والسودان ، وكسلا ، وكلية المعلمين وكلية التجارة بالدامر ، وشندي ، وزالنجي ، مما يشير الى ان الجامعات تتحول حثيثاً إلى ساحات تحرير من الشمولية . ودعا ناشط طلابي في تصريح ل (حريات) طلاب جامعات الخرطوم والسودان والنيلين وغيرها والمجموعات الشبابية في أحياء العاصمة إلى التنسيق في تنظيم الاعتصام باحدى الجامعات وتوسيعه وحمايته بوسائل الحركة الطلابية المجربة ، ومن ثم قيادة تظاهرات من شتى أحياء العاصمة وكلياتها الجامعية نحو ساحة الاعتصام ، وقال انه إذا نجح طلاب الجامعات والشباب في ذلك فيمكن ان يتطور الاعتصام وتظاهرات الالتحاق به إلى انتفاضة واسعة .